You Me At Six... ماذا لو كنا نمتلك يد مارادونا!

31 يناير 2021
أصبحت الفرقة أكثر ميلاً إلى الإيقاعات السريعة (Getty)
+ الخط -

قبل أيام، أصدرت فرقة الروك الإنكليزية، You Me At Six، ألبوماً جديداً حمل عنوان Suckapunch، وهو الألبوم الرسمي السابع في مسيرة الفرقة التي نشأت قبل ما يقارب خمس عشرة سنة، وعاشت أفضل فترات تألقها في أعوامها الأولى.

كثرت الأقاويل حول الفرقة في الأعوام الثلاثة الماضية، فعدد كبير من المتابعين أشاروا إلى أن رحلة النجاح التي عاشتها لم تستمر لأكثر من ستة أعوام، إذ كان ألبوم Cavalier Youth، الذي أصدرته الفرقة عام 2014 بمثابة الإعلان عن إفلاسها فنياً، ورسّخت الصورة بألبوم Night People، الذي تجاوز عتبة الفشل؛ ليفتح ذلك الباب أمام أعضاء الفرقة لتداول تصريحات عن إمكانية حلّها بعد إصدار ألبوم VI عام 2018. لكن جميع تلك النبوءات لم تتحقق فعلياً، بما فيها التوصيفات التي أشارت إلى موت الفرقة إكلينيكياً؛ إذ إن ألبوم SUCKAPUNCH تمكن من إعادة إحياء الفرقة مجدداً.

الاستماع للأغنية الافتتاحية وحده يؤكد على أن You Me At Six لديها شيء مختلف هذه المرة؛ ففيها وصلت إلى درجة عالية في الإبداع، كانت قد غابت عنها في الألبومين السابقين، حيث تمكنت من تطويع الموسيقى الإلكترونية، واستخدامها بصورة مغايرة في أغنية الهارد روك، إذ تتحول فيه إلى العصب الرئيسي في الأغنية، وتبرز بشكل أجمل في مقاطع الصولو غير النمطية.

فعلياً، هي أغنية مختلفة بكل المقاييس عن كل ما طرحته الفرقة في مسيرتها، لحناً وكلاماً؛ فالفرقة لم تقم من قبل بإعادة تدوير الصور الشعبية الدارجة لتقدم من خلالها كلمات شعرية في أغانيها، كما تفعل بأغنية Nice to me، التي تستخدم فيها صورة "يد الإله" المستوحاة من هدف اللاعب الأرجنتيني مارادونا، فهذه الصورة الشعبية التي عادت للانتشار بعد رحيل أسطورة كرة القدم، يتم استخدامها ضمن الأغنية لاختزال العديد من المشاعر المتناقضة، لتكون دلالة على القوى الخارقة، غير الشرعية ربما، والتي يدل فقدانها على الضعف والعجز عن الوصول إلى الهدف المنشود.

إن أقدم عينات الألبوم، What's It Like، تم طرحها قبل عام ونصف، ولم تتم الإشارة حينها إلى المشروع الذي تنتمي إليه. لقد كانت فعلياً أغنية مبشرة بما تحتويه من موسيقى رشيقة مألوفة قادرة على جذب المستمعين، وبما تحتويه أيضاً من تمرد على هذه الموسيقى ذاتها. تلك الأغنية كانت كفيلة بالتبشير بأن الفرقة بإمكانها أن تعود لتقدم الأفضل، لكن تأخر الألبوم جعل أثرها يتلاشى. إلا أن تضمين الأغنية في الألبوم الجديد، وتعيينها كأغنية ختامية له، أعادها إلى الواجهة مجدداً؛ لتلعب دوراً مزدوجاً، فهي جزء من مشروع الفرقة الجديد، وفي ذات الوقت هي عينة يمكن من خلالها معاينة التغييرات التي طرأت على عمل الفرقة بعد مرورها بجائحة كورونا، وبعد أن كسبت وقتاً لإعادة التفكير في مشروعها ككل.

وبالمقارنة بين What's It Like وباقي أغاني الألبوم، يتبين أن الفرقة أصبحت أكثر ميلاً إلى الإيقاعات السريعة، وأنها تخلت عن الأسلوب الذي كانت تتبعه سابقاً، والذي يتمثل في الاعتماد المفرط على التباين بين الأداء المونوتوني والضربات النافرة. كذلك، تبدو الفرقة بأغانيها الجديدة أكثر انفتاحاً على العديد من الأنماط الموسيقية التي لم يسبق لها أن استخدمتها مسبقاً؛ فعلى سبيل المثال، تبدو تأثيرات الـ"آر آند بي" واضحة في أغنية Kill The Mood.

كذلك، تبدو الأسئلة التي يطرحها الألبوم أكثر انعتاقاً من الثيمات التي كانت تسيطر على الفرقة في سنواتها الأولى؛ إننا لا نشهد أي أثر مباشر لجائحة كورونا فيها، لكنها باتت فعلياً أكثر ميلاً إلى إثارة التناقضات المنطقية في أمور بسيطة، لكن من دون أن تؤثر فعلياً على طبيعة اللغة ونبرة الأداء؛ يمكن لمس ذلك بأغنية Beautiful Way، التي تنطلق من استهجان أي شحنة عاطفية سلبية في العلاقات التي يحظى العشاق فيها بجنس جيد، وكذلك الحال بأغنية Voicenotes، التي تنطلق من استهجان إمكانية الشعور بالخزي والعار بعد الوصول إلى الحضيض.

المساهمون