100 لوحة تشكيلية تعكس مشاعر أطفال غزة في الحرب

02 مايو 2023
يستمر معرض "ماذا حدث للعيد؟" لمدّة ثلاثة أيام (عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)
+ الخط -

عبّرت الطفلة الفلسطينية مريم شلوف عن المشاعر التي انتابتها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، عبر لوحة فنية تشكيلية، رسمت فيها مشاهد الحرب، وقد غلبت عليها الألوان الداكِنة، تماهياً مع المشاعر التي تملكتها خلال الأحداث الخطيرة.

وعرضت الطفلة لوحتها، ضمن معرض "ماذا حدث للعيد؟"، الذي نظمته مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، اليوم الثلاثاء، في مركز رشاد الشوا الثقافي، غربي مدينة غزة، وتضمن عرض 100 لوحة تشكيلية رسمها الأطفال، رفقة نصوص كتبوها تعكس حالاتهم الشعورية خلال فترة العدوان.

ويُعبّر الأطفال من خلال رسوماتهم ونصوصهم التي تضمنها المعرض، الذي يستمر لثلاثة أيام، عن تجاربهم المُختلفة أثناء الحروب. وتجسّد أعمالهم معاني الخوف والقلق، كما تصوّر أملهم المُعلق بعيش حياة آمنة وهانئة بعيداً عن الحرب والخطر.

وتقول الطفلة مريم لـ"العربي الجديد" إنّها لجأت لرسم المشاعر التي عاشت تفاصيلها خلال الحرب، في مُحاولة لتجسيد مشاعر الخوف والقلق التي مرت بها، عبر رسم اطفال خلال القصف، وتبدو على وجوههم معالم الخوف.

وتضمن المعرض عدة زوايا، وعكست الزاوية الأولى، والتي جاءت تحت شعار "سماء مُحاصرة ومُحررة"، من خلاله اللوحات التي تضمنتها، مشهد السماء ما بين متناقصين أساسيين، تعلق الأول بمشهد السماء التي تطير فيها الطائرات الحربية، وتنزل منها الصواريخ والخطر، والموت، وفي المُقابِل مشهد سماء الحُلم، والمستقبل، وشروق الشمس، والأمان، وقد تم التعبير عنها بلوحات البالونات الملونة، وآمال الأطفال.

أمّا زاوية "الوجوه مرايا الروح" فقد عكس الأطفال فيها، من خلال تعابير وجوههم مشاهد الحرب، حيث صوروا من خلالها مشاعرهم في لحظات الحرب، والخوف، والدمار، وصوّت اللوحات كيف يُحيط الموت بأطفال يلعبون على الأراجيح، وكيف يحرم الموت الأطفال من الاستمتاع بفصل الربيع.

وصَوّر الأطفال من خِلال زاوية "بيوت يحرُسها الحُلم"، منازلهم خلال الحرب وهيئتها. وقد صَوّر الأطفال بيوتهم مع علامات بصرية تدلل على الخطر.

فيما عكس الأطفال من خلال زاوية "طبوغرافيا المُخيلة" المناظر الطبيعية بدقة وإتقان، وصوّر الطفل أحمد أبو صبحة مجموعة من الأطفال يلهون في حقل زهر الحَنون، وقد حملوا البالونات الملونة.

أما الطفلة نغم منصور، فقد صَوّرت آمالها بحياة آمنة، من خِلال رسم أطفال يتناولون الطعام داخل منزلهم، لحظة مرور اسعاف خارج المنزل، في دلالة على الخطر المُحدق. وقالت منصور لـ"العربي الجديد" إنّ لوحتها تصور لحظات الخوف التي عاشتها خلال الحرب.

وعَبّرت الطفلة ريماس جبر عن رؤيتها لخطر الحرب، عن طريق رسم طفلة تجلس في بيتها، لحظة مرور صاروخ يظهر من النافذة، في محاولة لعكس أمان البيت، والخطر المُحيط به، بينما رسم الطفل محمد أبو ريا لحظة قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية للبيوت الأمِنة.

من جانبه، يوضح منسّق المعرض محمد الزقزوق أنّه وبعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قِطاع غزة عام 2021، تم البدء بتنفيذ مسار للكتابة الابداعية، ومسار للفنون التعبيرية للأطفال في مختلف المناطق في قطاع غزة، بهدف تحفيز مجال الكِتابة والتعبير لدى الأطفال، للحديث عن يومياتهم، ومعايشاتهم، وتجاربهم، ورؤيتهم للحرب الإسرائيلية.

أما عن سبب تسمية المعرض "ماذا حدث للعيد؟"، فيرجع وفقاً للزقزوق إلى تزامن عدوان عام 2021 مع عيد الفطر، حيث تحولت الأجواء السعيدة إلى مناسبة حزينة وصادمة للأطفال، جراء الأحداث الدامية التي رافقته.

ويُبين الزقزوق أن الأطفال قاموا بالتعبير عن رؤيتهم للأحداث، وحالتهم الشعورية التي عايشوها خلال الحرب، من خلال لوحات تشكيلية، مُرفقة بنصوص تعبيرية، تم تجميعها في كِتاب واحد، حمل اسم "ماذا حدث للعيد؟"، يتضمن كتابات ورسومات ويوميات الأطفال، تُجيب بمجملها عن التساؤل الذي يطرحه اسم الكتاب حول العيد المفقود.

ويترافق المعرض الذي يأتي بالشراكة مع بلدية غزة، إطلاق كتابي "ماذا حدث للعيد؟" و"قلبي يُشبه القمر"، وذلك ضمن حملة تشجيع القراءة في المجتمع الفلسطيني.

المساهمون