​​مواقف متباينة لإعلاميين وفنانين قبل انتخابات الرئاسة المصرية

​​مواقف متباينة لإعلاميين وفنانين قبل انتخابات الرئاسة المصرية

04 أكتوبر 2023
تتوالى مقاطع فيديو من مجموعة من الممثلين تعلن تأييدها للرئيس السيسي (إكس)
+ الخط -

تتصاعد وتيرة حالة جدل شعبي في الشارع المصري وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تجاه تردي الأوضاع الاقتصادية في مصر وُصفت بأنها هي الأسوأ منذ عقود، وتتعالى أصوات المواطنين التي تشكو من صعوبة المعيشة، مطالِبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتغيير، ومحملة إياه المسؤولية عن هذا التردي، مذكّرين بوعوده الخاصة بالنقلة النوعية للأفضل على جميع الأصعدة، والنتيجة بعد 10 سنوات منذ استيلائه على الحكم هي العكس تماماً.

واختلف تأثير هذه الحالة على الإعلاميين والفنانين، المتوقع منهم الانحياز للشعب، والاتساق مع ما يقدمونه على الشاشة من أعمال درامية وشخصيات تناقش هموم الشعب وآماله وتستعرض معاناته.

ومع قرب الانتخابات الرئاسية تتوالى مقاطع فيديو من مجموعة من الممثلين تعلن تأييدها للرئيس السيسي من أجل فترة رئاسية ثالثة، وذلك من أجل استمرار "مسيرة الإنجازات"، من دون تحديد.

هذه المواقف دعت الكثيرين للسؤال عن ماهية تلك الإنجازات أو المشروعات التي أقيمت بالقروض، التي كبّلت البلد بالديون، ولم ينل المواطن العادي منها أي عائد، حتى يكون مقابلها هذه الدعاية، وهو ما اعتبره معلقون يعكس حالة الانفصام التام عن الجمهور المفترض أن يعبروا عنه ويمثلوه.

وبرز من هؤلاء الممثلة نيللي كريم، والممثل كريم عبد العزيز، وكذلك الإعلامية المعتزلة سهير شلبي، حتى المغني الشعبي رضا البحراوي الذي أحيا حفلاً مجانياً في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، يوم الاثنين الماضي، بمناسبة الذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر 1973، ليُفاجأ الحضور بسحب البطاقات الشخصية الخاصة بهم، لعمل توكيلات لترشيح السيسي لرئاسة الجمهورية.

على الجانب المقابل كان هناك من الفنانين والإعلاميين من اختار الانحياز لما اعتبروه هموم الشعب الذي أعطاه الشهرة والقيمة، ومنهم من دفع الثمن عن طيب خاطر من انحسار الأضواء والمنع من العمل، حتى لا يخالف ما آمن به.

عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، أعلنت الفنانة تيسير فهمي دعمها للمرشح المحتمل أحمد الطنطاوي، وكذلك الفنان شريف حمدي، الذي أعلن دعمه للطنطاوي، حال وجود تجربة انتخابية نزيهة، قائلاً: "عايزين نظام حكم مدني ينصاع للشعب ولا يقهره".

وعلى الجانب العكسي من التطبيل، صباح مساء، جاءت صورة الإعلامية دينا عبد الرحمن، وهي تحمل التوكيل الخاص لتأييد أحمد الطنطاوي، فيما اعتبره معلقون، إشارة إلى أن الأمل ما زال قائماً، وأن المشهد ليس قاتماً إلى هذا الحد.

كتب الحقوقي هيثم أبو خليل: "الفنانة تيسير فهمي تشعل لنا ضوء آخر النفق، وأن ليس كل الفنانين مطبلاتية ومنافقين، وأن هناك أصحاب مواقف، وعلى استعداد لدفع أي ثمن".

ووجهت الناشطة منى سيف عبر "إكس" رسالتين، الأولى لنيللي كريم جاء فيها: "دي اللي خسارة كان ممكن تسكت، لكن يبدو ان الفنانة ‎نيللي كريم عايزة التطوير يستمر، لحد ما الدولار يبقى بـ50، وفيه سجن في كل حي والناس تاكل تراب مش عظم فراخ، وما حدش يقول لي اعذريهم وبيمشوا حالهم، حالهم ما ينفعش يمشي على إفقار الناس، وعلى رئيس بيحتقر شعبه بالطريقة دي".

ووجّهت رسالة أخرى للممثل كريم عبد العزيز تقول فيها: "يااااه على توارد الخواطر بين الأساتذة نهى ومحمود وطارق، لايقين عليك يا فنان. المستوى ده مناسب جداً، ويا سلام سلم لما تبقى "الشجاعة" هي إعلان تأييد ترشح رئيس عسكري وهو في الحكم فعلاً، وحابس آلاف وبنى بدل السجن أكتر من عشرة جداد، لفترة ثالثة. شجاعة الاختيار".

على نفس المنصة وعن فناني السلطة في عالمنا العربي، كتب المغني والمؤلف الموسيقي رشيد غلام: "أغلب الفنانين العرب يكرهون تغيير أوطاننا من الاستبداد إلى الديمقراطية؛ لأن صناعة مجدهم الفني مرتبطة بالحكم المستبد وبالقيم المجتمعية التي تَنظُم حكم الاستبداد وتضمن استمراره. لذلك يصطف هؤلاء الفنانون خلف أي حاكم مستبد، ويدعمون وجوده واستمراره بالسلطة، ولو في غير وطنهم. وينصرون كل معادٍ للحرية والديمقراطية، ويعادون كل دعاة التغيير إلى الحرية والعدالة الاجتماعية عداءً مبدئياً".

وتابع: "لذلك يشكل منهم الاستبداد لجاناً داعمة مستغلاً انتهازيتهم؛ تنشط مع كل محفل انتخابي أو انتفاضة شعبية، أو مطالبات اجتماعية، أو فضيحة إعلامية؛ لتدجين الشعب، وبيعهم الوهم، بذكر محاسن الحاكم الملهم المنقد هبة الله لهم، ومن دونه الخراب والضياع. فنانون من جنس السلطة، لا ينحازون إلا للسلطة".

المساهمون