توفي الممثل الفرنسي الشهير جان بول بلموندو، أحد أبرز أعلام السينما الفرنسية، اليوم الإثنين في منزله في باريس عن 88 عاماً، على ما أعلن محاميه ميشال غوديست لوكالة "فرانس برس" موضحاً أنه "كان منهكاً جداً في الآونة الأخيرة، وقد أسلم الروح بهدوء".
ومثّل بلموندو الملقب "بيبيل" في 80 فيلماً، وتبقى الكثير من أدواره محفورة في الذاكرة السينمائية الفرنسية، بينها مشاهده في فيلم "لو غينيولو" الذي ظهر فيه معلقاً بطوافة فوق مدينة البندقية.
اكتسب بلموندو شهرته الأكبر بعدما اختاره المخرج جان ـ لوك غودار لدور البطولة في فيلم À bout de souffle (1960)، إذ لاقى الشريط ترحيباً نقدياً كبيراً في مختلف أنحاء العالم، ليعتبر واحداً من الأفلام الأيقونية للموجة الجديدة من السينمائيين، في تلك الفترة.
النجاحات المتتالية لبلموندو جعلت مجلة "تايم" الأميركية تختاره عام 1964 كـ"وجه فرنسا الحديثة". وجاء في المقال نفسه أن "الرمز الأساسي الجديد لفرنسا، هي صورة شاب مترهل على كرسي مقهى... إنه جان بول بلموندو".
وبالفعل كان الممثل الشاب يظهر في مختلف أعماله بمظهر الرجل الجذاب الذي لا يقهر، فشارك في عدد من أبرز أفلام تلك المرحلة مثل: La Sirène du Mississipi، L'Aîné des Ferchaux، Le Voleur، Un homme qui me plaît...
ولد الممثل الراحل عام 1933 ونشأ في ضاحية باريس البرجوازية نوي سور سين، وهو ابن النحات الشهير بول بيلموندو. وكان أداؤه سيئًا في المدرسة أثناء الحرب العالمية الثانية، لكنه كان ملاكمًا موهوبًا، وفاز بثلاث ضربات قاضية متتالية في الجولة الأولى في دورة ملاكمة قصيرة للهواة.
ثم تدرب في المعهد الوطني للفنون المسرحية.
أول ظهور له في السينما كان عام 1957، بعدما عمل مع أكثر المخرجين موهبة في السينما الفرنسية أي جان ـ لوك غودار، وفرنسوا تروفو، وجان بيار ميلفي. وقد وصفه تروفو نفسه بأنه "الممثل الأوروبي الأكثر اكتمالا" في جيله.
في الثمانينيات، جرب بلموندو أدوارًا درامية أكثر نضجًا، وحصل على جائزة "سيزار"، عن فيلم "خط سير طفل مدلل" لكلود لولوش عام 1988 عن لقيط نشأ في سيرك. لكنه رفض الجائزة لأن الفنان الذي نحت التمثال الصغير الخاص بجائزة "سيزار"، استخف مرة بأعمال والده.
تزوج مرتين وطلق مرتين وعاش أيضًا مع ممثلة بوند السابقة أورسولا أندريس لمدة سبع سنوات. كان لبلموندو أربعة أطفال من بينهم سائق السباق بول بلموندو، وكان أصغرهم المولود في عام 2003 عندما كان يبلغ من العمر 70 عامًا. توفيت ابنته الكبرى باتريشيا في حريق عام 1994.
أما علاقته الأخيرة بعارضة "بلاي بوي" السابقة باربارا غاندولفي فانتهت بفضيحة عام 2012 بعد إدانتها بالاحتيال عليه بمبلغ 200 ألف يورو.
قبل هذه العلاقة سبق وأصيب بجلطة دماغية في عام 2001 أثناء إجازته في كورسيكا، مما أثر على طريقة كلامه، وهو ما وضع فعلياً حداً لمسيرته.
(العربي الجديد، فرانس برس)