استمع إلى الملخص
- بدأت مسيرته السينمائية عام 1960 بفيلم "Purple Noon" واستمرت مع أفلام بارزة مثل "The Leopard" و"Le Samurai"، وحصل على جائزة "سيزار" لأفضل ممثل عام 1976.
- كانت حياته الشخصية مليئة بالعلاقات المثيرة للجدل، واتهمه أبناؤه بالعنف المنزلي، كما أثار الجدل بتصريحاته السياسية ودعمه لليمين المتطرف.
توفي النجم السينمائي الفرنسي ألان ديلون عن عمر ناهز 88 عاماً، على ما نقلت وكالة فرانس برس عن أبنائه الثلاثة، صباح اليوم الأحد.
وقال الأبناء في بيان مشترك "إنّ ألان فابيان وأنوشكا وأنتوني، وكذلك لوبو (كلب ديلون)، يعلنون بعميق الحزن رحيل والدهم. لقد توفي بسلام داخل منزله في دوشي، محاطاً بأولاده الثلاثة وعائلته (...) التي تطلب منكم احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه". وأوضحوا أنّ الممثل توفي "في الساعات الأولى من الليل".
وتصدر ألان ديلون عناوين الأخبار في صيف 2023 عندما رفع أبناؤه الثلاثة دعوى ضد المعاونة المنزلية للنجم هيرومي رولان، التي يقال أحياناً إنها شريكته، متّهمين إياها بـ"استغلال ضعف" والدهم.
ثم اندلع نزاع عائلي بين أبناء ألان ديلون وصل إلى أروقة القضاء وتناولته وسائل الإعلام، على خلفية الحالة الصحية للنجم الذي كان يعاني سرطان الغدد الليمفاوية وأصيب بجلطة دماغية عام 2019.
وفي مايو/ أيار 2019، عاد إلى السجادة الحمراء ضمن مهرجان كان السينمائي ليتسلم سعفة ذهبية فخرية. وقال حينها "إنه تكريم بعد الوفاة، ولكن في حياتي".
أكثر الرجال جاذبية
يرتبط اسم ألان ديلون في ذاكرة كثيرين وكثيرات بالجاذبية، ويراه البعض أكثر رجال القرن العشرين جاذبية، خصوصاً بعد عدد من أدواره السينمائية التي حوّلته إلى واحد من نجوم أفلام الموجة الجديدة في الستينيات. بينما رآه كثيرون شوفينياً مغروراً، خصوصاً أنه كان غالباً ما يشير إلى نفسه بضمير الغائب ويعترف بشكل متكرر بأنه سبق أن صفع امرأة، ما جعل نسويات فرنسيات كثيرات ينتقدن حصوله على جائزة الإنجاز مدى الحياة التي منحها له مهرجان كان السينمائي في عام 2019، ورغم ذلك كان الملايين من معجبيه، من فرنسا إلى اليابان - حيث كان ديلون معشوقاً بوصفه رمزاً للجمال الذكوري - على استعداد للتغاضي عن إخفاقاته.
في رسالة إلى ديلون في عيد ميلاده الثمانين، وصفته إحدى أقدم صديقاته القدامى، وهي زميلته بريجيت باردو أيقونة الستينيات، بأنه "نسر برأسين... الأفضل والأسوأ".
40 عاماً من السينما
انطلقت أسطورة ديلون عام 1960، حين لعب دور الفتى الوسيم القاتل في فيلم Purple Noon للمخرج رينيه كليمان - الذي أعيد إنتاجه لاحقاً بعنوان The Talented Mr Ripley - ثمّ فيلم The Leopard للمخرج لوتشينو فيسكونتي. وثبّت نجوميّته بالكامل عام 1967 بأداء مذهل لشخصية القاتل المأجور الغامض في فيلم Le Samurai للمخرج جان بيار ميلفيل. بعد عامَين، عام 1969، أدى دور البطولة في واحد من أفضل أفلامه The Swimming Pool، مع الممثلة الألمانية رومي شنايدر، وقد صرّح مراراً أن شنايدر كانت "حب حياته".
عام 1976، أدى دور البطولة في Monsieur Klein للمخرج جوزيف لوزي، الذي يدور حول تاجر أعمال فنية يُعتقد خطأً أنه يهودي في فرنسا التي كانت تحت الاحتلال النازي، الذي نال عنه "سيزار" أفضل ممثل.
الملاك والشيطان
من المستحيل استعادة سيرة ديلون من دون التوقف عند علاقاته الغرامية. انتهى العديد منها بحسرة ومأساة، بما في ذلك علاقته الطويلة والعاصفة مع الممثلة الألمانية رومي شنايدر التي عُثر عليها ميتة في منزلها عن عمر يناهز 43 عاماً، بعد أقل من عام من مقتل ابنها في حادث غريب. بينما كان ديلون يعيش "شغفه الكبير" مع شنايدر، تردّد أنه رزق بطفل من المغنية الألمانية نيكو. ورغم إنكار الممثل الفرنسي أن يكون والد الطفل، ربّت والدته الطفل، الذي توفي عام 2023 بجرعة زائدة من المخدرات عن 60 عاماً.
ولعلّ أشهر علاقاته كانت، إلى جانب رومي شنايدر، مع زوجته الأولى نتالي بارتيليمي، ميرايدارك، أو أم أولاده روزالي فان بريمان. وقد اتهمه اثنان من أبنائه بالعنف المنزلي، حيث قال أحدهما إن ديلون كسر ثمانية من أضلاع والدته وأنفها مرتين. نفى ديلون ذلك، لكنه اعترف بصفع النساء اللواتي كان على علاقة بهنّ.
علاقات ألان ديلون مع اليمين المتطرف
إلى جانب نجوميته على الشاشة، فإن حياة ديلون غالباً ما تصدّرت العناوين الرئيسية في الإعلام. فعلى ما يبدو لم يكن ألان ديلون يلعب أدوار الأشرار فقط في السينما، بل كان يتعاون معهم. فقد اعتُقل في عام 1968 بعد العثور على حارسه الشخصي السابق، ستيفان ماركوفيتش، مصاباً برصاصة في رقبته ومقتولاً. اشتبهت الشرطة في أن ماركوفيتش كان على علاقة غرامية مع ناتالي زوجة ألان ديلون في قضية استحوذت على اهتمام الأمة. وقبل أن تُسقط القضية في المحاكم من دون حلّ، سجن صديق مقرب لديلون، وواحد من أبرز أعضاء العصابات في كورسيكا، لمدة عام بتهمة قتل ماركوفيتش.
اعتزل ديلون السينما فعلياً حوالي عام 2000، ثمّ عاد إلى الشاشة الكبيرة ليؤدي دور يوليوس قيصر في فيلم أستريكس في عام 2008. في السنوات اللاحقة، أصبح شخصية مثيرة للاستقطاب بسبب دعمه للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة (التي أعيدت تسميتها لاحقاً باسم التجمع الوطني)، ووصف مؤسسها جان ماري لوبان بـ"الصديق العزيز".
وقد أثار مزيداً من الجدل في عام 2016 عندما انبرى للدفاع عن الوزيرة السابقة نادين مورانو التي أعلنت أن فرنسا "بلد العرق الأبيض" التي لا تريد أن ترى المسلمين فيها. ”قال ديلون: ”لديها الشجاعة لقول ذلك، أحييها. أنا لا أهتم، أقول ما أعتقده وسأستمر في ذلك".
في يونيو 2019، أصيب ديلون بجلطة دماغية منهكة ونادراً ما غادر منزله في منطقة لوار بوسط فرنسا بعد ذلك.
(العربي الجديد، فرانس برس)