وسائل إعلام ومشاهير: لن ندفع لـ"تويتر"

06 ابريل 2023
ديون وارويك: "أنا لا أدفع مقابل الحصول على العلامة الزرقاء" (تاسوس كاتوبوديس/ Getty)
+ الخط -

تشكل العلامة الزرقاء رمزاً لتوثيق حسابات الشخصيات والمؤسسات على منصة تويتر، لكنّها أصبحت متاحة فقط لمن يدفع رسماً مالياً لقاء الحصول عليها اعتباراً من الأول من إبريل/ نيسان الحالي. أصبحت هذه العلامة الزرقاء، الملصقة بجانب اسم الملف الشخصي، منذ إطلاقها عام 2009، من العلامات الأساسية على "تويتر"، إذ تهافت عليها أصحاب الحسابات الراغبون في توثيقها، ما سمح للمنصة أن تصبح منتدى آمناً للنجوم والسياسيين والمنظمات والصحافيين.

لكن المالك الجديد للمنصة، الملياردير إيلون ماسك، وجيشه من المعجبين يرون أن العلامة الزرقاء تقسم المنصة بين مستخدمين "عاديين" وآخرين من أفراد النخبة المتميزين.

ومن أول القرارات التي اتخذها ماسك بعد الاستحواذ على الشبكة العام الماضي، كانت إعادة صوغ "تويتر بلو"، النسخة المدفوعة من "تويتر"، عبر دمج علامة التوثيق فيها، وهو إصلاح سرعان ما تحول إلى إخفاق تام. ففي الساعات التي تلت ذلك، ازدهرت الحسابات المزيفة، ولكن الموثقة، لأشخاص انتحلوا أسماء مشاهير أو شركات كبيرة، وأحياناً لم يكن ذلك من دون عواقب، إذ انخفضت قيمة سهم مجموعة صناعة الأدوية إلي ليلي، بسبب إعلان صادر عن أحد تلك الحسابات المزيفة.

في مواجهة موجة حسابات مزيفة باسمه شخصياً، تراجع ماسك، وأسس نظاماً للتحقق من هوية مشتركي هذه الخاصية، لكن بعد فوات الأوان، فقد ترك الكثير من المعلنين الرئيسيين "تويتر"، ما قلل من عائداتها.

منذ استحواذ ماسك على الشبكة، صرف عدداً كبيراً من الموظفين، وأعاد تفعيل حسابات لشخصيات كانت محظورة، ما أدى إلى تصاعد خطاب الكراهية والعنف عبر الإنترنت، وفق منظمات تراقب الشبكات الاجتماعية.

يتعين الانتظار حالياً لرؤية عدد المستخدمين الذين سيدفعون مبالغ مالية مقابل الاحتفاظ بعلامات توثيق حساباتهم.

وقال المحلل في مجموعة إندرله، روب إندرله، لوكالة فرانس برس، إن "السؤال المطروح (على المستخدمين): هل تقبلون هذا الابتزاز؟". بالنسبة لعلامة تجارية أو لأيّ من المشاهير، فإن رفض الدفع سيعني المجازفة برؤية محتالين يوثّقون حسابات مزورة باسمهم، وفق إندرله. ولن يخضع أولئك الذين سيدفعون عبر "تويتر بلو" لعمليات تدقيق متقدمة بالدرجة المعتمدة حالياً لتوثيق الحسابات مجاناً، وفقاً لمقالة نشرت على مدونة للمجموعة.

وأوضح المحلل في "تكنسبوننشل" آفي غرينغارت، لـ"فرانس برس": "باختصار، فإن تويتر بلو بمثابة إيصال وإثبات دفع من قبل المستخدم".

وفقاً لمطور البرمجيات المتخصص أيضاً في مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي ترافيس براون، اختار حتى الآن 13 ألفاً و200 حساب الدفع للحفاظ على علامة التوثيق.

يُطرح السؤال أيضاً على صعيد المؤسسات الإعلامية التي لديها علامات توثيق مخصصة للشركات، لكن سيتعين عليها دفع ألف دولار شهرياً للاحتفاظ بها. وأكد ناطق باسم صحيفة نيويورك تايمز أن الصحيفة لن تدفع، وستفعل ذلك فقط، على أساس كل حالة على حدة، "عندما يكون التوثيق ضرورياً" للعمل الصحافي. وانضم الصحافي في شبكة سي أن أن لاري مادوو إلى قائمة المشاهير الذين فقدوا علامة التوثيق التي كانت ترافق حسابهم على تويتر، ويرفضون الدفع مقابل استرجاعها. وانضمت "لوس أنجليس تايمز" و"واشنطن بوست" و"بازفيد"، "وبوليتيكو" و"فوكس" إلى قائمة الرافضين الدفع مقابل الحصول على خدمات "تويتر بلو". من جانبها، قررت صحيفة واشنطن بوست التريث إلى حين معرفة نتائج التغيير المرتقب، فيما أوضحت وكالة فرانس برس لموظفيها أنها "تدرس الوضع" حالياً، مؤكدةً أنها ستكون قادرة على "التكيف إذا لزم الأمر".

وتسود مخاوف لدى المؤسسات من هذا المنحى الجديد، بينما تجرى محاكاة الفكرة في شبكات أخرى، إذ تختبر "فيسبوك" حالياً هذا النسق في أستراليا ونيوزيلندا.

وقال الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود كريستوف ديلوار، في مقابلة مع "فرانس برس"، إن ماسك "بدلاً من إصلاح منصته لتعزيز الوصول إلى المعلومات الموثوق بها، جعلها مجالاً واحداً بمستويين، يكون فيه فقط رأي للذين يدفعون، بصرف النظر عمّا إذا قدموا معلومات ذات أهمية عامة أم لا".

وقد رفض البيت الأبيض وعدد كبير من المشاهير الدفع لشركة "تويتر" مقابل الحصول على علامة توثيق الحسابات. وأخبر موظفيه، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، أنه لن يدفع مقابل الاشتراك في خدمة تويتر بلو، وإذا كانوا يرغبون في الاحتفاظ بعلامات حساباتهم الموثقة، فسيتعين عليهم الدفع مقابل ذلك، وفقاً لموقع أكسيوس.

كما قال نجم الدوري الأميركي للمحترفين، ليبرون جيمس، إنه لن يدفع لإيلون ماسك، مقابل العلامة الزرقاء. لاعب كرة القدم الأميركي مايكل توماس قال أيضاً إنه لم يعد يريد "هذه العلامة الزرقاء في أي حال من الأحوال". ورفض الممثل الأميركي جاك بلاك الدفع مقابل الحصول على علامة التوثيق الزرقاء. كما أكد الممثل الكندي ويليام شاتنر أنه لن يدفع مقابل علامة التوثيق. وعلى النحو نفسه، أعربت المغنية والممثلة الأميركية ديون وارويك عن استياء مماثل، وقالت: "أنا لا أدفع مقابل الحصول على العلامة الزرقاء، هذا المال يمكن أن أخصصه من أجل الحصول على كوب إضافي من قهوتي".

المساهمون