وزير الإعلام اللبناني "يبرّر" تصريحاته: نريد نفحة أمل

13 سبتمبر 2021
وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

شدد وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، على أن تصريحه في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت كان "واضحاً ولا يقبل أي اجتهاد أو تأويل"، على حد قوله.

وفي معرض رده على أسئلة الصحافيين، بعد تلاوته بيان الجلسة الأولى لمجلس الوزراء التي عقدت اليوم الاثنين في قصر بعبدا، أوضح قرداحي أنه لم يستخدم كلمة "منع"، بل تمنى على وسائل الإعلام أن تمتنع عن استقبال الضيوف الذين يصوّرون وكأن البلد ذاهبٌ إلى الخراب، مشدداً على أننا "نريد نفحة أمل ونريد من الجميع أن يساهموا معاً لأن لبنان يحتاج إلى جهدنا جميعاً".

وربط وزير الإعلام اللبناني الجديد تصريحات الضيوف الذين قصدهم بكلامه بأجندات ورزنامات معينة قد تدفعهم لقول أمورٍ لا تمت للواقع بصلة، داعياً الصحافيين والإعلاميين إلى "أن يتحلوا بالوعي كما عهدهم دائماً"، حسب تعبيره.

وأكمل قرداحي تبريراته بعد الحملة القوية التي شنّت عليه بالقول: "في جميع أنحاء العالم تعطى الحكومة عند تشكيلها فترة سماح مئة يوم، لكن هنا بدأوا بها (قاصداً تهجموا عليها) قبل تأليفها وخلال ذلك".

وختم قرداحي كلامه بهذا الإطار، "تمنوا لنا التوفيق لأن الشعب يتمنى لنا التوفيق ويريد لنا النجاح"، علماً أنّ كلام الوزير يتعارض مع حقيقة ما يريده الشارع اللبناني الذي بغالبيته نزل إلى الساحات وانتفض لإسقاط المنظومة الحاكمة، وهو لم يعطِ الثقة لحكومة نجيب ميقاتي الذي تحوم حوله الكثير من الشبهات بملفات فساد.

كما أن الكثير من الناشطين المعارضين للسلطة السياسية يضعون حكومة ميقاتي في خانة كل الحكومات المتعاقبة التي تأتي لتعوّم الطبقة الفاسدة التي نهبت المال العام والخاص، وأغرقت البلاد في الإفلاس والعجز والانهيار.

وفي أول تصريحٍ له من مطار بيروت الدولي لدى عودته إلى لبنان لتسلّم مهامه الوزارية توجه قرداحي، أمس الأحد، إلى من أسماهم "بعض الجهابذة والمحللين الذين ظهروا عبر شاشات الوسائل الإعلامية خلال اليومين الماضيين، وحللوا تشكيل الحكومة والمحاصصة"، بالقول: "فليسمحوا لنا وليهدأوا قليلاً"، و"تمنى" قرداحي على وسائل الإعلام "عدم استضافتهم لأن الحكومة حديثة الولادة".

وفي وقتٍ يحاول فيه وزير الإعلام تلميع صورة الحكومة من حيث طريقة ولادتها وتشكيلها، ليس خافياً على أحد وحتى على لسان المعنيين بالتأليف أن الولادة كانت بعد مخاض عسير، وصراع على الحصص بين الأحزاب والقوى السياسية انتهى بتسويات وتنازلات وبعوامل خارجية.

واعتبر ناشطون وصحافيون أن توضيح قرداحي لن يبرّئه أو يبعد عنه تهمة محاولة طمس الحقيقة والتعمية وتحديد محتوى البرامج والضيوف، حيث إن على وزير الإعلام أن يدعو ويخاطب بحرية الصحافة والتعبير والرأي، لا أن يطلب ولو من باب التمني عدم استضافة محللين ينتقدون الحكومة، سواء طريقة تشكيلها أو عملها وأدائها لاحقاً.

وذكّر هؤلاء وزير الإعلام اللبناني بأن المحللين ليسوا هم من صوّروا البلد وكأنه ذاهبٌ إلى الخراب، بل رئيس الجمهورية قالها حرفياً بأن "لبنان ذاهبٌ إلى جهنم"، كما أن تصريحات المسؤولين اللبنانيين وحتى في الخارج الذي يطلب لبنان مساعدته تحدثت عن غرق البلد وانهياره، ومشاهد الذل اليومية على محطات الوقود والأفران والصيدليات والأزمات الصحية المعيشية الاجتماعية خير ترجمة لذلك.

وعبّر ناشطون عن خشيتهم من الانتقال إلى مرحلة جديدة من القمع، وهذه المرّة من بوابة وزارة الإعلام.

المساهمون