يأمل الكثير من المتابعين أن تتاح لهم فرصة التعرف إلى وجوه جديدة تستحق الإضاءة عليها في الأعمال الدرامية العربية، بعدما حظي عدد من الممثلين الصاعدين السوريين تحديداً بفرصتهم أخيراً واستطاعوا لفت أنظار الجمهور وإعجابه.
لم تتخط شهرة الممثل السوري الشاب خالد شباط الدراما السورية بعد مشاركته في مسلسل "الكندوش" (إخراج سمير حسين، 2021). لكن كل شيء انقلب بعد انضمامه إلى مسلسل "كريستال" المأخوذ عن عمل تركي، إلى جانب زميلته اللبنانية باميلا الكيك.
يخرج خالد شباط من الإطار النمطي الذي طبع وجوه الممثلين السوريين عربياً منذ أكثر من عشر سنوات، ولا يمكن الجزم بأن الوسامة هي التي فرضت دخوله عالم الدراما المشتركة أو تلك المعربة، فالشاب يظهر بدور "باسل"، ابن عائلة ميسورة يعاني من صعوبات صحية نتجت عن حادثة تعرض لها حين كان رضيعاً.
وبغض النظر عن النقص في المعلومات إزاء مثل هذه الحالة الصحية التي تظهر واضحة في نص "كريستال"، لكننا نجد أنفسنا أمام ممثل مبهر، يتقن اللهجة اللبنانية التي يتطلبها الدور، ويتحرك بتلقائية وصدق.
ولا تقل زميلته لين غرّة عنه في إتقان اللهجة اللبنانية من أجل دورها أيضاً. "ورد" (غرة)، في المسلسل نفسه، هي الشقيقة لثلاث فتيات يحاولن الصعود بطبقتهن كل على طريقتها، علماً أن والدهن يعمل ناطور فيلا. تختلف "ورد" عن شقيقاتها بالمكر والحقد والغيرة، وتكاد توقعهن في حوادث بعضها خطير جداً.
تدرك لين غرّة جيداً كيفية تخطي حاجز الدراما السورية، بعد مشاركات لها في مسلسلات تحمل نفس الطابع الخاص بـ"كريستال". لكنها هنا تنقلب هي الأخرى بلهجتها اللبنانية المتقنة، وتصيب في ذلك أهدافاً ما كانت ستفتح أمامها الآفاق في الدراما السورية كما هو حالها اليوم.
هذا الكسر في اللهجات يؤكد فهم المنتج العربي لطبيعة القصة، واستغلال المواهب القادرة على لعب الأدوار، بغض النظر عن جنسيتها، تماماً كما هو حال الممثلين غير المصريين عند المشاركة في أعمال درامية مصرية، ومنهم جمال سليمان، ومكسيم خليل، وباسل خياط، ونور اللبنانية، وغيرهم.
ويلعب الممثل الشاب بلال مارتيني دور "تامر" في المسلسل نفسه، ابن العائلة الثرية الذي يقع في حب ابنة الناطور، وهو يعاني أصلاً من تعنيف والده لوالدته التي تزوجت ابن العائلة الثرية وهي خادمة في الأصل. دور متقن يلعبه مارتيني بتقنيات واضحة ومن دون استخفاف، ما سيضعه مستقبلاً تحت المزيد من الأضواء.
ويقدم فادي حواشي دوراً أجمع المشاهدين على كراهيته في "كريستال"، لكنه حمله إلى مساحة أخرى يقول إنها تسببت له بأذى نفسي بسبب رفض المشاهد بداية لدوره والأعمال التي يقدم عليها. لكن المسلسل سيشكل لحواشي نقطة انطلاق إلى عالم الدراما عربياً، بفعل تقنيات جيدة يتبعها في الأداء، وهي من دون أي شك المدخل إلى النجاح، ولو أن الجمهور انتقد أو رفض هذا الدور.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
