هند صبري وظافر العابدين يدعمان الصحافي مراد الزغيدي في سجنه

29 مايو 2024
وقفة للصحافيين التونسيين قبيل محاكمة الزغيدي وبسيّس، 22 مايو 2024 (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عدد من الفنانين التونسيين، بما في ذلك هند صبري وظافر العابدين، أرسلوا رسالة دعم إلى الصحافي مراد الزغيدي المسجون لنشر تحليلات سياسية، معبرين عن تطلعهم لإطلاق سراحه.
- الفيديو الداعم للزغيدي حظي بمشاهدات عالية، مما يعكس رغبة الفنانين والجمهور في الضغط على السلطات للإفراج عن الصحافيين المسجونين، في سياق نادر لتدخل الفنانين في القضايا السياسية.
- الزغيدي حكم عليه بالسجن بتهم تتعلق بنشر أخبار كاذبة، في وقت تتراجع فيه حرية الصحافة بتونس، مما يثير مخاوف حول استقلالية القضاء وحرية التعبير في البلاد.

وجّه عدد من الفنانين التونسيين رسالة دعم عبر الفيديو إلى الصحافي مراد الزغيدي القابع في السجن، بعد أن قضت محكمة تونسية بحبسه لمدة عام في 22 مايو/ أيّار الحالي، بسبب منشوراته على منصات التواصل الاجتماعي وتحليلات سياسية قدمها في برامج إذاعية وتلفزيونية مختلفة.

ومن أبرز الوجوه الفنية التي وجهت رسالة دعم إلى الصحافي التونسي الفنانة هند صبري التي أكدت أنها تنتظر الإفراج عن الزغيدي وعودته إلى برامجه الإذاعية والتلفزيونية، كما أكد الفنان ظافر العابدين أن مراد صديقه وينتظر الإفراج عنه في أقرب وقت ممكن.

كذلك، عبّرت المسرحية والممثلة شاكرة الرماح والممثل صابر الوسلاتي، الذي كان نجم الدراما الرمضانية لسنة 2024 من خلال شخصية الديناري التي أداها في مسلسل "رقوج" للمخرج عبد الحميد بوشناق، عن تضامنهما مع الزغيدي. ظهرت في الفيديو أيضاً المطربة لبنى نعمان والمخرج السينمائي إبراهيم اللطيف، إضافة إلى مجموعة من الفنانين التونسيين.

وحظي المقطع الداعم للصحافي مراد الزغيدي بنسبة مشاهدة عالية على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبره بعض المتابعين للشأن الإعلامي أسلوباً مهماً لمساندة الصحافي وزملائه الأربعة القابعين في السجون التونسية. كما رؤوا فيه وسيلة للضغط على السلطات التونسية للإفراج عن المعتقلين، خاصةً أن الفنانين التونسيين عادةً ما يفضلون النأي بأنفسهم عن هذه القضايا.

وقضت محكمة تونسية، الأسبوع الماضي، بسجن المحلل والمعلق السياسي مراد الزغيدي ومقدم البرامج التلفزيونية والإذاعية برهان بسيّس سنة لكل منهما، على خلفية تصريحات منتقدة للسلطة.

وقال الناطق باسم المحكمة الابتدائية في تونس، محمد زيتونة، إن المحكمة قررت سجن الزغيدي وبسيّس "ستة أشهر من أجل جريمة استعمال شبكة وأنظمة معلومات واتصال لإنتاج وترويج وإرسال وإعداد أخبار وإشاعات كاذبة بهدف الاعتداء على حقوق الغير والإضرار بالأمن العام". كما حكمت عليهما بالسجن ستة أشهر إضافية "من أجل جريمة استغلال أنظمة معلومات لإشاعة أخبار تتضمن نسبة أمور غير حقيقية بهدف التشهير بالغير وتشويه سمعة والإضرار مادياً ومعنوياً"

بدأت مسيرة مراد الزغيدي الإعلامية في تسعينيات القرن الماضي من خلال عمله في قناة الأفق المحلية، ثم انتقل بعدها إلى قناة كنال بلوس الفرنسية. كما أنّه ينتمي إلى عائلة عرفت بنضالها من أجل حرية الصحافة والتعبير، فوالده هو الراحل صالح الزغيدي، أحد أبرز الوجوه المعارضة لنظامي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، كما أنّ جده من جهة الأم هو المناضل الحقوقي الراحل سارج عدة.

يذكر أن تونس احتلت المرتبة 118 من أصل 180 بلداً في مؤشر عام 2024 لحرية الصحافة الذي أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود، في مايو الحالي. أشارت "مراسلون بلا حدود" إلى أن التعديلات الدستورية التي شهدتها البلاد في 2022 "منحت الرئيس (قيس سعيّد) صلاحيات تشريعية واسعة على حساب الضوابط والتوازنات التي كانت قائمة حتى ذلك الحين، مما قوَّض الفصل بين السلطات، وشكل تهديداً كبيراً لمنجزات الثورة التونسية في ما يتعلق بحرية الصحافة".

ونبهت إلى أن "إضعاف استقلالية القضاء يثير العديد من المخاوف بشأن تفسير القيود التي ينص عليها بما يخدم المصالح السياسية تحت ذريعة الضرورات الأمنية (...) وفي سياق تدهور المناخ السياسي، يمثل المرسوم رقم 54 تهديداً جديداً لحرية الصحافة في البلاد".

المساهمون