هل تنقذ منصات البث القنوات اللبنانية؟
معلومات عن عودة طوني خليفة إلى منزله الأول LBCI (أرشيف)
في السنوات القليلة الأخيرة فهمت القنوات العربية أنّ الطرق التقليدية في إنتاج وعرض البرامج قد انتهت، وأن التماشي مع "غزوة" منصات البثّ ومواقع التواصل أمر ضروري للبقاء على قيد الحياة.
نتحدّث هنا بشكل أساسي عن برامج المنوعات والترفيه التي تستقطب الشريحة الأكبر من الجمهور العربي. وفي السنة الجديدة يبدو أن المحطات اللبنانية ستكون من أولى المؤسسات المرئية التي تعمل على توأمة العرض التلفزيوني مع العرض الإلكتروني. إذ بات في حكم المؤكد أن محطة LBCI ستعتمد على شراكة تجمعها بمنصة "صوت بيروت إنترناشونال" التي يملكها بهاء الحريري، نجل رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري. وبعيداً عن مصالح الحريري الابن السياسية، والترويج لشخصه، من الواضح أن التركيز الأساسي للمنصة اليوم ينصبّ على استقطاب مجموعة من الوجوه اللبنانية المعروفة وتوظيفها، لما تملك من أرصدة شعبية عند المشاهدين، وبالتالي العمل على عرض البرامج إلكترونياً فيما تتولى LBCI عرضها على المحطة الأرضية. هكذا تستفيد المنصّة من الترويج لمشروعها الإعلامي الجديد، والعمل على الإسراع في الاستثمار في عالم الميديا البديلة لما يوفره من عائدات مالية، من خلال المقاطع الأكثر إثارة ضمن البرنامج، التي تتحول خلال دقائق إلى مادة للمشاركة على مواقع التواصل، وتترجم هذه الدقائق بمئات ثم آلاف الدولارات.
استقدمت منصة "صوت بيروت إنترناشونال" مجموعة من الإعلاميين اللبنانيين، مستثمرة في ما يثيرونه من جدل ضمن برامجهم. من بين هؤلاء المذيع طوني خليفة. ويتردّد أن هذا الأخير سيغادر قناة "الجديد"، بعد خلاف حول البدل المادي الذي يجب أن يحصل عليه من القناة مقابل نشره للمقاطع المثيرة للجدل من برنامجه الذي تبثه "الجديد".
من جهته، يراهن رئيس مجلس إدارة LBCI بيار الضاهر على حركة برامجه الخاصة التي تعرض حالياً، ومنها "لهون وبس" وما يحققه من تفاعل واضح على المحطة الأرضية وعلى المنصة الإلكترونية التابعة للقناة، كما يعمل على تجديد باقي البرامج، بعد تراجع شهدته إنتاجات القناة في السنة الأخيرة، بسبب ضعف الميزانية، وهجرة مجموعة من العاملين فيها إلى وسائل إعلام عربية أو أجنبية، إثر الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019. الواضح أن الاستثمار عبر المواقع البديلة يفرض نفسه، هكذا تعمل أيضاً محطة "الجديد" على الخط نفسه. وكانت قد بدأت قبل أشهر عرض بعض برامجها إلكترونياً، ورفع حلقات مسلسلاتها المحلية والتركية على موقعها الإلكتروني.
وقبل شهرين أعلنت الاستعانة ببرنامج "مع تمّام" لما يثيره من جدل واسع وردود فعل على المواقع البديلة، بغض النظر عن المحتوى والضيوف، ومعايير الحوار المفترض أن تراعيه المحطة أمام المشاهدين. الفضاء المفتوح، لعل هذه هي التسمية الأنسب للوضع الحالي الذي يفرض منافسة تتحول تدريجياً إلى تعاون بين المحطات التلفزيونية اللبنانية ومنصّات العرض الإلكترونية التي تملك معظم وسائل الترويج والعرض بأقل كلفة ممكنة. وهو بالطبع ما يوفر على المحطات اللبنانية النفقات الباهظة للإنتاج.