هل تفاجئ "روتانا" الجمهور بفضل شاكر ليلة رأس السنة؟

لا يبدو فضل شاكر كمطرب بعيداً عن الساحة الفنية. فالفنان اللبناني يمارس نشاطاته شأنه شأن أي مطرب آخر، بدليل إصداره لسبعة أغنيات "سنغل" خلال العام الحالي، رغم أنه سيدخل مطلع العام المقبل سنته العاشرة متوارياً عن الأنظار، حيث يقطن في مخيم عين الحلوة، جنوب بيروت، بسبب الأحكام القضائية الغيابيّة الصادرة بحقه.

وعلى الرغم من أنّ صاحب "لو على قلبي" فاقد لحرية التنقل والسفر واستثمار نجاح أغانيه في مواسم الحفلات الكثيرة، التي فاضت كالسيل بمجرد تحسن الوضع الصحي بعد جائحة كورونا، إلا أن أعماله الفنية تحقق مشاهدات مليونية يتفوق بها على مغنين فاعلين في الساحة الفنية من القدماء والجدد.

وفي جردة حساب بسيطة، حقق شاكر بأغانيه السبع: "إبقى قابلني" و"ليه"، و"وينك حبيب"، و"لسه الحالة ما تسرش"، و"عايشين ومش عايشين"، و"فستان الحلوة"، و"قاعد مكانا"، ما يقارب مائة مليون مشاهدة على صفحته الرسمية على منصة "يوتيوب"، ما يعني أنه يحقق دخلاً مادياً جيداً من وراء نسب مشاهدة هذه الأغاني، فضلاً عن الأغنيات الخاصة التي قدَّمها في مناسبات معينة بطلب من أمراء وشيوخ ورجال أعمال، ما يعني بالضرورة أنه يدور في فلك متطلبات الساحة الفنية كغيره من زملائه المغنين.

وعلِمَت "العربي الجديد" من مصادر مطلعة أنَّ من يعرف حالياً بأنه مدير أعمال فضل شاكر، متعهّد الحفلات الأردني، إياد النقيب، سلّم قبل أكثر من أسبوع مكتب الشؤون الفنية في شركة "روتانا" بدبي، ماستر أغنيات "ميني ألبوم" يضمّ ستّ أغانٍ بصوت فضل شاكر، فضلاً عن جلسة صور جديدة التقطها شاكر بعدسة المخرج محمود رمزي. يحصل ذلك على ما يبدو، تمهيداً لطرح الـ"ميني ألبوم" ضمن خطة تسويقية تُعدّ لها الشركة السعودية، على أن يكون بمتناول الجمهور عبر صفحة الشركة الرسمية على "يوتيوب" وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر منصّاتها التفاعليّة الشريكة، مثل: "ديزر" و"فن بوكس"، في موعد لم تحدده "روتانا" حتى الآن، وإن كانت أفكار طرح الـ"ميني ألبوم"، تدور بين طرحه ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة 2022 كهدية للجمهور، أو طرحه ضمن خطة الشركة لإصدارات شهر يناير/كانون الثاني المقبل، أو تأجيله لمناسبة عيد الحب.

ويأتي الاتفاق الجديد بين المطرب اللبناني والشركة السعودية، بعد مفاوضات بين الطرفين استمرت لعدة أشهر. وكادت الفكرة أن تُلغَى أكثر من مرة بسبب عدم الاتفاق على طريقة تسويق الـ"ميني ألبوم" وحقوق العائدات المادية من ورائه، قبل أن يتم الاتفاق قبل شهر من اليوم، وموافقة شاكر على استبدال أغنيتين كانتا ضمن الأعمال الغنائية المختارة.

تتكتم الشركة السعودية حتى الآن على اتفاقها مع شاكر، فهي على ما يبدو تسير وفق منطقين اثنين: الأول: خشيتها من ملاحقات قضائية في بيروت قبل طرح الـ"ميني ألبوم"، لتعاملها مع المطرب اللبناني الذي صدرت العام الماضي بحقه أحكام قضائية، من بينها تجريده من حقوقه المدنية، وهو الأمر الذي لا يمكن إسقاطه عن شاكر إلا بعد تسليم نفسه للقضاء لإعادة محاكمته، في ظل إصرار القضاء اللبناني على ضرورة أن يسلّم نفسه لإعادة المحاكمات مجدداً، فإما أن تعلن براءته، أو أن يخضع لأحكام مخففة، لكونه بُرِّئ من مجموعة اتهامات جنائية وُجهت إليه سابقاً، من بينها تهم الإرهاب ومقاومة وقتال وقتل أفراد من الجيش اللبناني في ما يعرف بأحداث عبرا. والثاني: رغبتها في مفاجأة الوسطين الفني والإعلامي بتعاقدها مع شاكر، على الرغم من أنّ غزل الشركة السعودية باتجاه الفنان اللبناني، كان واضحاً في الشهور الماضية من خلال عرض مكثف لأغانيه على قنوات روتانا التلفزيونية ومنصاتها الإعلامية.