بزشكيان يصدر تعليماته لرفع الحجب عن منصات التواصل في إيران

13 نوفمبر 2024
يتحايل الإيرانيون على الحظر بأساليب عدة (مرتضى نيكوبازي/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى الحكومة الإيرانية لرفع الحجب عن شبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية، تماشياً مع وعود الرئيس، وقدمت مشروعاً لتنظيم الفضاء الافتراضي لحل المشكلة بالتعاون المجتمعي.
- أكد الرئيس الإيراني على ضرورة إنهاء الحجب، مشدداً على أهمية التوصل إلى توافق بين مؤسسات الحكم، وأصدر تعليمات بتشكيل فريق لدراسة الحجب ورفع تقرير للمجلس الأعلى للفضاء الافتراضي.
- أظهر تقرير أن 82.2% من الإيرانيين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، رغم الحظر، مما يبرز التناقض في السياسة حيث يستخدم المسؤولون هذه المنصات للتواصل.

قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، اليوم الأربعاء، على هامش اجتماعها الأسبوعي مع وسائل إعلام إيرانية، إن الحكومة لديها برنامج لرفع الحجب عن شبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية، إذ إن هذا "وعد قطعه الرئيس الإيراني خلال الانتخابات على نفسه"، وأكدت أن "أي مافيا لن تتمكن من الوقوف في وجه الوفاق في الشارع الإيراني، ويمكن حلّ هذه المشكلة من خلال التعاون والتعاضد"، وأفادت بأن الحكومة الإيرانية قدمت مشروعاً لرفع الحجب وتنظيم شؤون الفضاء الافتراضي.

وجاءت تصريحات الحكومة الإيرانية بعدما قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في اجتماع للمجلس الأعلى للفضاء الافتراضي، مساء الثلاثاء، إن استمرار حجب منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية "غير مقبول"، داعياً للوصول إلى لغة مشتركة بهذا الخصوص بين مؤسسات الحكم في البلاد لإصلاح الوضع. وقد أصدر بزشكيان تعليمات بضرورة العمل على رفع حجب منصات التواصل الاجتماعي في البلاد، وفقاً لموقع الرئاسة الإيرانية.  

وأكد بزشكيان أن "تحقيق رضا الشارع من أهم أركان صناعة القرار، ولا يمكن إدارة البلد على أساس تصوراتنا، ويجب أن نضع كسب هذا الرضا أساس القرارات"، وأشار إلى أنه وفق عدة دراسات مسحية لم تتحقق أهداف حجب منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية بشكل كامل. وكلف بزشكيان أمين المجلس الأعلى للفضاء الافتراضي محمد أمين أقا ميري بتشكيل فريق عمل لدراسة أبعاد هذا الحجب بشكل فوري، ورفع تقرير إلى المجلس، لاتخاذ قرار في اجتماعه المقبل.

وكرّر بزشكيان التزامه برفع الحجب عن منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية، على هامش اجتماع الحكومة، اليوم الأربعاء، إذ قال رداً على سؤال حول موعد تنفيذ هذا الإجراء: "مشغولون بمناقشة الموضوع، وإن شاء الله في الاجتماع المقبل" يصار إلى تحديد موعد، في إشارة إلى الجلسة القادمة للمجلس الأعلى للفضاء الافتراضي. وأضاف أن إلغاء الحظر لا يعني "ترك العالم الافتراضي وشأنه"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الحجب "كان من المقرر أن يحل مشكلة، لكنه جعل الوضع أكثر تعقيداً، وأثار فساداً في بيع برامج فك التفشير، واحتقاناً في الشارع".

من جانبه، أكد وزير الاتصالات الإيراني ستار هاشمي أن الحكومة ستدرس مشروع إعادة فتح مقننة للفضاء الافتراضي. وأكد أمين المجلس الأعلى للعالم الافتراضي محمد أمين أقا ميري أن المجلس سيناقش مشروعاً نهائياً لرفع الحجب عن منصات التواصل.

وكان مسعود بزشكيان قد وجه انتقادات شديدة خلال حملته الانتخابية، في يوليو/ تموز الماضي، لسياسة حظر منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية، وتقييد الإنترنت في البلاد، لافتاً إلى أن هذا الإجراء تسبب ببطالة الكثيرين خلال العامين الأخيرين، وأشار إلى ظهور مجموعات تحصل على أرباح كبيرة من خلال بيع برامج فك التشفير، متسائلاً عن سبب عدم البحث عن مصادر بيع هذه البرامج، ووعد بأنه إذا فاز بالرئاسة الإيرانية فسيتصدى بكل حزم للقيود المفروضة على الإنترنت ومنصات التواصل.

ويكشف تقرير لمركز إيسبا الإيراني لقياس الأفكار والاستطلاعات، نشر خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن 82.2% من سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة، يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي، ويفيد بأن منصة تليغرام هي الأكثر شعبية في البلاد، إذ يستخدمها 89.5% من إجمالي مستخدمي المنصات الاجتماعية الأجنبية، ثم "إنستغرام" (85.7%)، فـ"واتساب" (66.7%).

ويلجأ الإيرانيون إلى برامج فك الحجب والتشفير للوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي المحظورة، مثل "إنستغرام"، و"واتساب"، و"تويتر" و"فيسبوك"، و"يوتيوب"، ما زاد من تكاليف إنفاقهم على الإنترنت. وعليه، فإن خدمة "في بي إن" التي توفر الوصول الآمن والمجهول إلى الإنترنت تحولت إلى تجارة رابحة في إيران.

وللمفارقة، فإن حظر هذه المنصات لا يسري على كبار المسؤولين الإيرانيين الذين يستخدمونها ويوجهون رسائل من خلالها إلى الجمهور في الداخل والخارج.

المساهمون