عادةً، يرتبط في أذهاننا الأكل في المطاعم التي تقدم الأطعمة سريعة التحضير، بكميات كبيرة من الدهون والسعرات الحرارية لانعدام الاختيارات الصحية فيها. فالاختيار الصحي أو "الصديق للرشاقة" معدوم فيها بالنسبة لنا. ولدى الدخول إلى مطاعم الوجبات السريعة لن تتوفر أمامنا إلّا تلك الوجبات الدسمة التي لا يسمح بتناولها إلّا استثنائياً. توضح اختصاصية التغذية، نايلة أبي أنطون، أن المشكلة الأساسية في المطاعم التي تقدم الأطعمة السريعة التحضير تكمن في كون معظم أطباقها ووجباتها مقلية ودسمة وغنية بالدهون المستخدمة في طهوها، إضافة إلى معدلات السكر فيها والمشروبات التي يتم تناولها معها، ما يزيد من معدل السعرات الحرارية المكتسبة إلى حد كبير. لكن هل يمكن الأكل في هذه المطاعم من دون التعرض إلى زيادة الوزن والقيام باختيارات صحية؟
صحيح أنّ الحصول على هذه الكمية الكبيرة من السعرات الحرارية والدهون والسكريات الموجودة في المأكولات السريعة يمكن أن يسبب زيادة الوزن، إنما قد يحصل ذلك في حال تناولها بشكل يومي أو بشكل متكرر. أما في حال تناولها مرةً وبشكل استثنائي، فلا تجد أبي أنطون مشكلة في ذلك في حال العودة إلى نمط الحياة الصحي المعتاد بعدها. من جهة أخرى، لا تقتصر مشكلة المطاعم التي تقدم أطعمة سريعة التحضير على ذلك، إنما أيضاً في كونها تقدم وجبات كبيرة عادةً فتكون الكمية التي يتم تناولها زائدة عن الحدّ، ما يمكن أن يسبب زيادة في الوزن، لا سيما في حال تناولها بشكل متكرر. وتنصح أبي أنطون باختيار الوجبات الصغيرة، كتلك المخصصة للأطفال مثلاً، فتكون الحصة أصغر عندها، سواء من الهمبرغر أو البطاطا المقلية مثلاً. تناول الحصص الكبرى يعني حكماً الحصول على كميات كبرى من الدهون والسكر والسعرات الحرارية.
إضافة إلى حجم الحصص الذي يمكن أن يكون أساس المشكلة عند تناول الطعام في هذه المطاعم، تنصح أبي أنطون بطلب وجبة بسيطة من دون إضافات، لأنَّها تكون المصادر الأساسية للدهون والسعرات الحرارية. فمع إضافة كمية مضاعفة من الجبنة مثلاً إلى الهمبرغر أو الصلصات أو البصل المقلي، تزيد كميات الدهون والسعرات الحرارية بشكل ملحوظ. لذلك يمكن الاكتفاء مثلاً بالخبز واللحم والكاتشاب في الهمبرغر، مثلاً. وكل ما يضاف إلى الطبق يزيد من كمية الدهون فيه. مع الإشارة إلى أن اختيار اللحم مفضل دائماً مقارنة بالدجاج أو السمك في هذه المطاعم، إذ يكون مشوياً عادةً.
من جهة أخرى، تقدم هذه المطاعم وجبات مغرية تكون ضخمة، وتحتوي على المزيد من الأطعمة والمشروبات بسعر مغرٍ. لا بدَّ من تجنب هذه الوجبات قدر الإمكان، والاكتفاء بالوجبة العادية التي ترضي الرغبة بتناول هذا النوع من الأطعمة، أو يمكن أيضاً استبدال البطاطا المقلية التي تقدّم ضمن هذه العروض بالسلطة كطبق جانبي مع الماء، بدلاً من المشروبات الغازية. بقدر ما نزيد من الإضافات في هذا النوع من المطاعم نزيد من كمية السعرات الحرارية والدهون. لذلك من الأفضل الاكتفاء بالطبق الرئيسي مع نوع واحد جانبي لا أكثر.
غالباً ما نفكر بالهمبرغر والبطاطا المقلية عند التحدث عن الأطعمة سريعة التحضير. في الواقع تعتبر الفلافل والشاورما من الأطعمة السريعة التحضير أيضاً، والتي لا بد من الحذر عند تناولها. فبالنسبة إلى الفلافل مثلاً، يصعب استبدال تلك المقلية بالفلافل المشوية. فهي مقلية عادة في المطاعم حتى تكون مقرمشة ولذيذة.
في المقابل، ثمة حيل يمكن اللجوء إليها للحد من السعرات الحرارية التي يمكن الحصول عليها. على سبيل المثال يمكن استبدال رغيف الخبز في "السندويش" بنصف رغيف. كما يمكن تجنب المشروبات الغازية الغنية بالسكر معها، فإما أن تستبدل بالماء أو بالمشروبات الغازية "الدايت" أو بالشاي المثلج "الدايت" أو المياه الغازية بالليمون الحامض.