شكلت لائحة الترشيحات لجوائز مهرجان "سبيريت" للأفلام المستقلة التي أعلنت الثلاثاء لمحة أولية عن التوجهات في السباق إلى جوائز السينما في هوليوود، واستحوذ فيلم "نيفر ريرلي سامتايمز أولوايز" Never Rarely Sometimes Always على أكبر حصة منها.
ورُشِّح الفيلم الذي يتناول قصة حمل غير مرغوب فيه لمراهقة في الريف الأميركي في سبع فئات، متقدماً على فيلم "ميناري" عن عائلة كورية أميركية، وعلى اثنين من أهم أفلام موسم الجوائز، هما "نومادلاند" Nomadland "وما رينيز بلاك باتم" Ma Rainey’s Black Bottom.
ولا تأخذ جوائز "سبيريت" في الاعتبار سوى الأفلام التي تقلّ موازنتها عن 22.5 مليون دولار أميركي، ولكنها مؤشر تهتم له صناعة السينما، لأنها تتيح غالباً تحديد الأفلام المستقلة التي تملك فرصة للمنافسة على جوائز "أوسكار".
وازدادت أهمية هذا المؤشر هذه السنة، لأن جائحة "كوفيد-19" أربكت مواعيد الجوائز الهوليوودية. وإذ وصف رئيس المهرجان جوش ويلش عام 2020 بـ"الجحيم"، لاحظ أن"القدرة على مشاهدة كل هذه الأفلام والمسلسلات كانت واحدة من الأمور العظيمة التي ساعدت على الصمود خلال الأشهر الأخيرة".
وعُرِض "نيفر ريرلي سامتايمز أولوايز" قبل عام في "مهرجان صندانس"، وفاز بالجائزة الثانية في "مهرجان برلين السينمائي الدولي" في فبراير/ شباط الفائت، أي مباشرة قبل بدء الجائحة. وتؤدي سيدني فلانيغان في هذا الفيلم الطويل الذي أخرجته إليزا هيتمان دور مراهقة في السابعة عشرة تُرغَم على مغادرة موطنها الأصلي بنسلفانيا إلى نيويورك، لإسقاط جنين من حمل غير مرغوب فيه. وتتنافس الممثلة على جائزة "سبيريت"، وكذلك شريكتها تاليا رايدر.
أما "ميناري" Minari الذي يتتبع عائلة من أصول كورية في أثناء انتقالها إلى ريف أركنسو في ثمانينيات القرن الفائت، سعياً إلى بناء حياة جديدة، فيأمل تكرار الإنجاز الذي حققه فيلم "باراسايت" في جوائز "أوسكار" العام المنصرم، حين حصل على ستة ترشيحات.
من بين المتنافسين على الجوائز، ولو بعد وفاته، نجم "بلاك بانثر" تشادويك بوزمان، الذي فارق الحياة في أغسطس/ آب الفائت، بعد معركة مع سرطان القولون، وهو رُشِّح للجائزة عن دوره في "ما رينيز بلاك باتم" الذي تدور أحداثه في عالم الموسيقى في شيكاغو، خلال عشرينيات القرن الفائت.
وبحصوله على خمسة ترشيحات، تعادل إنتاج "نتفليكس" مع "نومادلاند" الذي تولّت إخراجه الأميركية من أصل صيني كلويه جاو، وتؤدي دور البطولة فيه الممثلة فرانسس ماكدورماند. وكان الفيلم قد فاز بجوائز في مهرجانَي البندقية وتورنتو، ويُعتبر من أبرز المنافسين على "أوسكار"، إذ يغوص في عالم "سكان المقطورات" الأميركيين الذين يجوبون الولايات المتحدة في مركباتهم القديمة.
وتتسابق هذه الأفلام الأربعة على جائزة "سبيريت" عن فئة أفضل فيلم، علماً أن واحداً من كل فيلمين فازا بجوائز "سبيريت" في هذه الفئة على مدى السنوات العشر الأخيرة، فاز أيضاً بجائزة "أوسكار"، على نحو "مونلايت" و"سبوتلايت" و"بيردمان".
وأدت الجائحة إلى تغييرات أيضاً في مواعيد إعلان الجوائز السينمائية التي أرجئ الكثير منها، ومنها جوائز "غولدن غلوب" و"نقابة ممثلي الشاشة" التي تُعلَن لائحتا المرشحين لها الأسبوع المقبل، فيما لن يُكشَف النقاب عن قائمة الأعمال المرشحة لجوائز "أوسكار" إلا في مارس/ آذار المقبل. ومن المقرر أن تُوزَّع جوائز "سبيريت" في 22 إبريل/ نيسان المقبل، ضمن احتفال يقام افتراضياً.
(فرانس برس)