ذكر تقرير صدر اليوم الخميس أن هناك زيادة "كبيرة" في الإنفاق الخيري على الصحافة خلال السنوات الخمس الماضية، وخاصة المنابر الإخبارية التي تخدم الفئات الفقيرة والأقليات.
لكن الصحافيين بحاجة إلى تشديد القواعد الأخلاقية التي تحكم الإنفاق الجديد، بحسب ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس" عن التقرير.
وتعتمد صناعة الأخبار المتعثرة بشكل متزايد على التبرعات والاشتراكات، على الرغم من أنها لم تقترب من تعويض الانهيار في الإعلانات الذي أدى إلى الانخفاض الكبير في المنابر التي تغطي الأخبار المحلية.
وقال أكثر من نصف الممولين الذين شملهم الاستطلاع، الذي أجراه المركز الوطني لبحوث الرأي في جامعة شيكاغو، إنهم زادوا منحهم الصحافية.
وقالت مؤسِّسة منبر "آوتلاير ميديا" الإخباري، سارة ألفاريز: "نرى عدداً أكبر بكثير من الأشخاص، بما في ذلك الذين يعملون في مجال الأعمال الخيرية، مهتمين ببنية تحتية مدنية أقوى من خلال تمويل الأخبار المحلية".
و"آوتلاير ميديا" مصدر إخباري مقره ديترويت يهدف إلى إيصال المعلومات إلى المجتمعات الفقيرة، من خلال الرسائل النصية في البداية، حول موضوعات مثل الإسكان والمرافق والنقل.
ويقدِّر تقرير صادر عن مجموعة بوسطن الاستشارية أن 150 مليون دولار تُمنَح سنوياً لمنابر الأخبار غير الربحية.
وذكر التقرير نفسه أن الصناعة تحتاج إلى ما يصل إلى 1.75 مليار دولار.
وقال تقرير المركز الوطني لبحوث الرأي إنه من المتوقع الإعلان عن حملة تهدف إلى جمع مليار دولار للأخبار المحلية هذا الخريف.
وقال الأستاذ بجامعة ميريلاند الذي عَمِل على التقرير، توم روزنستيل: "إن الأمر أكثر أهمية بكثير مما كان عليه قبل ثماني سنوات". وتحصل المؤسسات الإخبارية الآن على تبرعات خيرية، بما في ذلك صحيفة "نيويورك تايمز".
وقال ما يقرب من ستة من كل 10 ممولين استجابوا للاستطلاع إنهم قدّموا منحاً للمؤسسات التي تركز بشكل أساسي على المجتمعات الملونة.
وقال روزنستيل إن ذلك كان مدفوعاً جزئياً بمقتل جورج فلويد، إلى جانب الاعتراف بأن المؤسسات الإخبارية كانت منذ فترة طويلة تغطي المناطق الأكثر ثراءً بشكل أفضل، لأن هذا هو أكثر ما يثير اهتمام معلنيها. وأضاف أنه على الرغم من تحسن الوضع منذ دراسة مماثلة عام 2015، إلا أن المؤسسات الإخبارية كانت بطيئة في تطوير المبادئ التوجيهية العامة بشأن نوع الأموال التي ستقبلها، وكيفية الكشف عنها للقراء. وعلى سبيل المثال، قال 72 في المائة من المنابر الربحية إنها ليس لديها سياسات مكتوبة.
وقال روزنستيل: "في كثير من الحالات، لم يفكروا في الأمر حقاً، لقد كانوا يحاولون فقط الحصول على المال". لكنه أكد أن "السياسات ضرورية إذا أرادت وسائل الإعلام أن يفهم المستهلكون أنها لا تقبل أموالاً من الجهات المانحة المهتمة بقصص محددة تُكتَب لتعزيز أجندة ما".
وأشار الاستطلاع إلى أن 92 في المائة من منابر الأخبار غير الربحية و83 في المائة من المنظمات الربحية قالت إن الممولين لم يروا مطلقاً المحتوى التحريري الذي ساعدوا في ضمانه قبل النشر.
وقال روزنستيل إنه في حين أن جهات مانحة عدة مهتمة بالصحافة التي تتعمق في المجالات التي تناسب اهتماماتها الخاصة، مثل البيئة أو التعليم، فإن عدداً متزايداً يدرك أهمية تمويل التقارير الإخبارية بشكل عام.
وأضاف أن "البيانات تشير إلى أن المؤسسات الخيرية أصبحت أكثر تطوراً قليلاً في فهم أنه إذا كنت تريد تمويل الصحافة، فيجب أن تكون صحافة مستقلة"، و"إذا كنتَ ستمنح الكثير من المال لمؤسسة إخبارية ولا أحد يصدق ما تنشره المؤسسة الإخبارية، فما الفائدة؟".