مونديال قطر 2022: 29 يوماً لن ينساها العالم

19 ديسمبر 2022
منتخب الأرجنتين بطل العالم لكرة القدم 2022 (ديفيد راموس/Getty)
+ الخط -

استضافت دولة قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت لأول مرة في دولة عربية، ونجحت في تقديم نسخة استثنائية نالت إعجاب قادة وجماهير العالم. انطلقت البطولة التي استقبلت أعداداً غفيرة من المشجعين من مختلف دول العالم في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وانتهت أمس الأحد، بتتويج منتخب الأرجنتين الذي هزم نظيره الفرنسي بركلات الترجيح.

نجاح قطر في استضافة البطولة طاول مجالات عدة، إن في الإعلام أو الاتصالات أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، رغم الافتراءات التي واجهتها البلاد قبل وأثناء البطولة. وفي هذا السياق، قالت العضو في مجلس الإدارة والمنسقة العامة للمركز القطري للصحافة، شيخة الخاطر، إن نجاح الدوحة في تنظيم مونديال 2022 كان "رداً في الميدان على الافتراءات التي تعرضت لها قبل وأثناء البطولة". وأضافت الخاطر، في حديثها لوكالة الأناضول، أن "جميع من جاء إلى قطر استطاع أن يلمس مدى زيف تلك الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، وخير الردود ما جاء واقعاً مشاهداً وملموساً".

وفي معرض النجاحات التي حققتها قطر خلال البطولة، قالت: "أبرز النجاحات على الإطلاق تلك اللحمة الإنسانية التي جمعت شعوب العالم تحت سماء واحدة، وذابت فيها الأعراق والأجناس على اختلافها لتكون كتلة واحدة. هذا دليل على قدرة الإنسان على التعايش والتقبل لأخيه في الإنسانية قبل كل شيء".

ومن النجاحات القطرية أيضاً، حسب الخاطر، "السياسة وحسن اللعب مع الكبار الذي استخدمته قطر بحكمة ودهاء في احتواء جميع الانتقادات والادعاءات التي تعرضت لها، ما جعل العالم يظهر تقديراً للدوحة وجهودها ومواقفها".

واحتفت الصحف القطرية، في إصداراتها اليوم، بـ"نهائي رائع" لكأس العالم 2022. قالت صحيفة بنينسولا في افتتاحيتها التي حملت عنوان "نهائي رائع في يوم مجيد": "بشهادة الخصوم قبل الأصدقاء، كأس العالم في قطر لم يكن فريداً من حيث التنظيم والاستعدادات التي تعكس جهوداً ضخمة فحسب، بل كانت المباريات أيضاً مذهلة ورائعة ومليئة بالمفاجآت، لا سيما النهائي المثير الذي حبس أنفاس العالم لأكثر من ساعتين". وذكرت أن الأحد شكل يوماً مهماً لقطر التي "أوفت بوعودها، وأسكتت النقاد والمشككين، بعد اثني عشر عاماً من العمل الجاد والتخطيط القائم على الإبداع والتفرد في مختلف مراحل الاستعدادات". صحيفة غلف تايمز أشادت بنسخة قطر من كأس العالم التي "تعتبر فريدة من نوعها من نواح عدة، من حيث إدارة الحشود التي لا تشوبها شائبة، والنقل الشامل، والبيئة الآمنة للغاية، كما أن الطبيعة المدمجة للحدث كانت نعمة كبيرة لمشجعي كرة القدم لحضور العديد من المباريات في يوم واحد، وقد كانت أيضاً عاملاً مساعداً كبيراً للتبادل الثقافي والاحتفالات في جميع أنحاء البلاد، حيث كان للتبادل الثقافي والاحتفالات المشتركة مكانة أكبر في مسار البطولة".

وأعلنت هيئة تنظيم الاتصالات عن نجاحها في تكريس جميع مواردها لضمان تشغيل جميع أصحاب المصلحة لمختلف التطبيقات والمعدات الراديوية وأنظمة البث خلال بطولة كأس العالم. إذ تشهد الفعاليات الكبرى، ومنها بطولة كأس العالم، استخدام مجموعة متنوعة من التطبيقات الراديوية وعدد كبير من المعدات الراديوية في منطقة محدودة، الأمر الذي يشكل تحدياً لتلبية جميع متطلبات الطيف الترددي، وضمان استمرار الاتصال من دون تداخلات راديوية.

وحرصت هيئة تنظيم الاتصالات خلال السنوات الماضية على تطوير منظومة مراقبة الطيف الترددي بما يتناسب مع أهمية استضافة الدولة هذا الحدث التاريخي، فقامت بتعزيز وترقية عدد من محطات المراقبة الثابتة والمتنقلة، وأضافت محطات استشعار في المناطق المحاذية لمواقع البطولة الرسمية. كما قامت، قبل ثلاثة أشهر من بدء البطولة، بعمل قياسات مسح ميداني، استغرقت نحو 6500 ساعة عمل، لمراقبة جميع نطاقات التردد ذات الأهمية، للتأكد من خلوها من التداخلات الراديوية، ولإيجاد البدائل المناسبة للمتأثرة منها قبل بدء البطولة.

ولمراقبة الطيف الترددي خلال البطولة، اعتمدت الهيئة على أحدث النظم والتقنيات، إذ استخدمت أنظمة لها قدرات رصد الطيف الترددي حتى 40 غيغا هرتز، مع إمكانيات تحديد مصدر التداخل بكفاءة عالية، فضلاً عن أنظمة مساعدة لمراقبة الطائرات (درون) غير المصرح باستخدامها. كما نشرت الهيئة فرقاً فنية متخصصة، خلال جميع المباريات، مزودة بأحدث أجهزة تحليل الطيف الترددي وأجهزة استقبال تلقائية لتحديد الاتجاه، للمساعدة في التحقق من مصدر التداخل الراديوي حال حدوثه.

ولم تسجل هيئة تنظيم الاتصالات خلال البطولة حالات تداخلات راديوية على أي من العمليات التشغيلية الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في حين سجلت عدداً محدوداً من الحالات الثانوية على خدمات أخرى خارج نطاق عمل "فيفا" التي اتخذت الإجراءات التصحيحية اللازمة بشأنها في سرعة قياسية.

وعن مدى الحضور الاقتصادي والثقافي والاجتماعي في التغطية اليومية للمونديال على قنوات وإذاعات المؤسسة القطرية للإعلام، أشار رئيس المؤسسة، عبد العزيز بن ثاني بن خالد آل ثاني، إلى أن مختلف قنوات وإذاعات المؤسسة عرضت مجموعة من البرامج والتقارير الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بينها برنامج "هلا فيكم" على تلفزيون قطر الذي استضاف أسرة قطرية لتسليط الضوء على أهم المواقع السياحية والتراثية والثقافية، ما أصبح البرنامج معه دليلاً سياحياً لكل زوار قطر.

ويمكن الإشارة هنا إلى أنه خلال كأس العالم التي احتضنتها البرازيل عام 2014 مثلاً، غرد مشجعو كرة القدم 672 مليون مرة على منصة تويتر، وهو رقم قياسي للشبكة الاجتماعية، وفقاً لبيانات صدرت عنها. وكانت هزيمة البرازيل أمام ألمانيا حينها أكثر المباريات تغريداً، بمتوسط 618 ألف تغريدة في الدقيقة (نحو 10 آلاف و300 تغريدة للثانية). أما في يوم انطلاق هذه النسخة من كأس العالم، فكانت هناك أكثر من 20 ألف تغريدة في الثانية، وفقاً للمنصة نفسها، وهو رقم قياسي.

وفي شأن الحملات غير المبررة التي لاقاها تنظيم المونديال بقطر من وسائل إعلام دول محددة، قال رئيس المؤسسة القطرية للإعلام: "فعلاً، تعرضت بلادنا لهجمة منسقة وملفقة في الوقت نفسه (...) ما تقدمه هذه الحملة من صور مسيئة ومشوهة ينم عن الجهل بالواقع، ويفتقر إلى المهنية والحيادية، لكن إرث هذه البطولة سيبقى طويلاً في الذاكرة وستذهب هذه الدعاوى أدراج الرياح وطي النسيان". وبيّن أن دوافع ومنطلقات هذه الهجمة على البطولة هي شعور البعض بالتفوق والمركزية، فضلاً عن كون البعض ضحية للإرث الاستشراقي الذي يقدم صورة مشوهة عن المنطقة، معتبراً أن المسألة لا تتعلق بالجغرافيا، بل بصراع أفكار.

ووفقاً لشركة ستاتيستا، فإن موقع كورة كان المنصة المفضلة لمشاهدة محتوى ما قبل المباريات خلال كأس العالم، وذلك بنسبة 45 في المائة من المشاركين. كذلك استخدم 74 في المائة من المشاركين الموقع لمشاهدة محتوى ما بعد مباريات المونديال. وجاءت شبكة بي إن سبورتس في المرتبة الثانية في استهلاك محتوى ما قبل المباريات، بنحو 38 في المائة من المشاركين. يذكر أن مجموعة بي إن الإعلامية أتاحت بث 22 مباراة ضمن المونديال مجاناً في العالم العربي، وبينها مباراة الافتتاح والمباراة الأخيرة.

المساهمون