مورفي عائدٌ إلى نيويورك... قصّة عائلية فقط

28 فبراير 2021
إيدي مورفي: "معظم الأفلام الأميركية تتناول ظلماً اجتماعياً معيّناً" (Getty)
+ الخط -

يُقارن تقرير صحافي لوكالة "فرانس برس"، منشور قبل أيام قليلة، بين ممثّلَين أسودين اثنين، يتمكّنان من رفع القيمة المالية للإيرادات الدولية، لفيلمين يختلف أحدهما عن الآخر تماماً، وتفصل بينهما أعوامٌ طويلة. فالمناسبة تستدعي مقارنة كهذه، وإنْ تفقد قليلاً من أهميتها النقدية، فاللحظة ـ السابقة على تفشّي كورونا ـ مليئة بتشنّجات عرقية وإثنية وهوياتيّة وجندرية، وهوليوود تجهد في تخفيف وطأتها قدر المستطاع. و"زمن" دونالد ترامب، في رئاسة الولايات المتحدّة الأميركية يزيد من حدّة العنصرية في الاجتماع الأميركي.

تقول المناسبة إنّ جزءاً ثانياً من "المجيء إلى أميركا (Coming To America)"، لكريغ بروير (إنتاج عام 2021)، يبدأ عرضه في 5 مارس/آذار 2021 على شاشة "أمازون برايم" (منصّة عروض الفيديو على الطلب). فتقرير الوكالة الفرنسية يقول إنّ إيدي مورفي (1961) سابقٌ على شادويك بوزمان (1976 ـ 2020) في التأكيد على أنّ الأفلام السينمائية "التي يؤدّي ممثلون سود فيها أدواراً رئيسية، قادرة على تحقيق نجاحٍ تجاري دولي كبير في الإيرادات". بوزمان يؤدّي، عام 2018، دور بطلٍ خارقٍ، فيكون بذلك أول أفروأميركي يرتدي زيّ إحدى الشخصيات البارزة في عالم "مارفل".

شادويك بوزمان يقود "بلاك بانتر (Black Panther)"، للأميركي راين كووغلر، إلى مراتب أولى في شبّاك التذاكر، عالمياً، بتحقيقه ملياراً و347 مليوناً و597 ألفاً و973 دولاراً أميركياً إيرادات دولية، مقابل 200 مليون دولار أميركي ميزانية إنتاج. قبل 30 عاماً عليه، يُحقِّق "المجيء إلى أميركا" (1988)، لجون لانديس، 288 مليوناً و752 ألفاً و301 دولار أميركي، مقابل 28 مليون دولار أميركي فقط ميزانية إنتاج.

لكنّ وكالة "فرانس برس" تنقل، في الوقت نفسه، كلاماً لمورفي يقول فيه إنّ النجاح الدولي للفيلمين، "اللذين يغلب عليهما ممثلون سود، غير مرتبط بالاهتمام المتزايد بالقضايا السياسية والتاريخية، المتعلّقة بالمسألة العرقية، خصوصاً مع بروز حركات معنيّة بهذه القضايا مؤخّراً"، متوقّفاً عند حركة "حياة السود مهمّة". ويُلاحظ مورفي أيضاً أنّ معظم الأفلام الأميركية تتناول "ظلماً اجتماعياً معيّناً، أو اضطرابات مدنيّة، في كلّ أنحاء العالم، لكنْ لا أحد يكترث بها". يؤكّد مورفي أنّ "نجاح أفلامه"، ومعظمها كوميدي، "يكمن أساساً، وقبل أي شيء، في استنادها إلى قصص جيّدة، ذات بُعد دولي"، مُشدّداً على أنْ "لا علاقة للجزء الثاني من "المجيء إلى أميركا" بالمواضيع العرقية"، لأنّه يتناول مسائل "العائلة والحبّ والتقاليد، وكيفية التصرّف بطريقة صائبة".

رغم هذا، تشير وكالة "فرانس برس" إلى أنّ تصريحات إيدي مورفي ـ الذي يعتزّ بكون "المجيء إلى أميركا" أول فيلم في تاريخ السينما يُنجزه فريق عمل مؤلّف بكامله من السود، ويُحقّق نجاحاً في أنحاء العالم ـ تتزامن وإطلاق هوليوود العروض التجارية لأفلامٍ "مهمّة" عن حركات الحقوق المدنية، "يؤدّي ممثلون سود فيها الأدوار الرئيسية"، كـ"يهوذا والمسيح الأسود" (2021) لشاكا كينغ، المعروض دولياً للمرة الأولى في الدورة الـ37 (28 يناير/كانون الثاني ـ 3 فبراير/شباط 2021) لـ"مهرجان ساندانس السينمائي"، والمعروض على شاشة HBO Max بدءاً من 12 فبراير/شباط الجاري: مع دانيال كالوييا ولاكايث ستانفِلد، يستعيد الفيلم ستينيات القرن الـ20 في شيكاغو، ليروي حكاية مجرم صغير يُدعى ويليام أونيل (ستانفِلد)، يوافق على التعاون مع "المكتب الفيدرالي للتحقيقات (FBI)" كمخبر يتسلّل إلى "الفهود السود" للتقرّب من فْرد هامبتن، زعيم الحزب.

الأفلام التي يشارك فيها السود قادرة على تحقيق نجاح تجاري

هناك أيضاً "ليلة واحدة في ميامي" (2020) لريجينا كينغ (تمثيل كينغسلي بن ـ أدير وإلي غور وألديس هودج وليسلي أودوم جونيور)، عن اجتماع "مُتخيّل" بين مالكولم أكس ومحمد علي وجيم براون وسام كووك، في أحد أيام فبراير/شباط 1968، للاحتفال بالفوز المفاجئ للملاكم الأشهر على سوني ليستون.

في الجزء الأول من تلك المغامرة الكوميدية الناجحة ("أمير في نيويورك" كما العنوان الفرنسي)، يؤدّي إيدي مورفي دور أكيم، أمير "زاموندا"، الهارب إلى نيويورك من زواج مُدبَّر له، كما تقضي التقاليد الاجتماعية. في المدينة الجديدة عليه، يُقدِّم نفسه رجلاً فقيراً في بحثه عن امرأة تجذبه ويجذبها، بعيداً عن الثراء والمال والشهرة. في الجزء الثاني، يخطو أكيم خطواته الأخيرة كي يُصبح ملك "زاموندا"، فيكتشف أنّ له ابناً يعيش في "كوينز"، ما يدفعه إلى العودة إلى نيويورك، رفقة مُساعده الوفي سِمّي (أرسينيو هال)، المرافق الدائم له منذ الجزء الأول (يؤدّي الدور هال نفسه).

المساهمون