مواقع التواصل وتراكم الفشل خلال العدوان

29 أكتوبر 2023
من تظاهرة تضامنية في لندن (فيل لويس/ Getty)
+ الخط -

تدق مجموعة كبيرة من الأكاديميين والمدافعين عن الخطاب المدني ناقوس الخطر، بشأن تصاعد خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة
ينقل موقع KQED عن أستاذ المعلومات في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، هاني فريد، المتخصص في اكتشاف الوسائط التي تم التلاعب بها والتزييف العميق: "عندما تظهر المعلومات الحقيقية، لا نعرف ما إذا كان ينبغي لنا أن نثق فيها. وهذا يجعل التفكير في ما يحدث أمراً صعباً حقاً. لم يعد أحد يعرف حقاً ما يحدث، وهذا جنون".
على مدار العام الماضي، فكّكت منصات التواصل الاجتماعي الكبرى فِرَق الإشراف على المحتوى الخاصة بها، وهو التحول الذي يقول الكثيرون إنه مسؤول جزئياً عن انتشار صور ومقاطع العدوان المضللة، التي يتبين أنه تم إعادة تدويرها من صراعات أخرى أو حتى من ألعاب الفيديو.
ويضيف فريد: "دعونا نبدأ مع (إكس). لقد رسب الموقع في امتحان الأخبار الكاذبة". فمنذ أن اشترى إيلون ماسك المنصة، تحوّل الموقع، الذي ينشط عليه الصحافيون بشكل كبير، إلى منصة للدعاية والبروباغندا غير المفلترة.
كذلك رسبت "ميتا"، مالكة "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، في امتحان محاربة الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية. ويقول رئيس الأبحاث في مركز مكافحة الكراهية الرقمية، كالوم هود، "أحد المنشورات الأكثر شعبية على فيسبوك، وفقاً للبيانات، هي لقطات لعملية إعدام، من دون أي تحذيرات عليها، على الإطلاق"، وذلك في إشارة منه إلى غياب أي رقابة على المحتوى العنيف والمحرّض على الكراهية.
من جهتها، تقول "ميتا" إن مركز العمليات الخاصة التابع لها يضم خبراء، بينهم متحدثون بالعبرية والعربية بطلاقة، "يعملون على مدار الساعة لمراقبة منصاتنا"، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.
ونشرت مؤسسة الحدود الإلكترونية رسالة مفتوحة تدعو شركات وسائل التواصل الاجتماعي إلى التعامل بشكل أفضل مع المعلومات المضللة، خاصة خلال الصراعات الدولية الكبرى.
وقالت مديرة حرية التعبير الدولية في المؤسسة، جيليان يورك، إن "هذه ليست مشاكل جديدة. نريد من المنصات التأكد من أن ممارسات الإشراف على المحتوى الخاصة بها شفافة ومتسقة". 
وأجمع الباحثون الذين تحدث إليهم KQED على أسفهم لعدم وجود تنظيم فيدرالي لمنصات التواصل الاجتماعي. وأشاروا في المقابل إلى قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ قبل شهرين، ويطلب من المنصات الكبيرة إجراءات قوية لمعالجة المخاطر وإساءة الاستخدام.
وفي منشور على مدونتها اعترفت "ميتا" بالمخاوف المتزايدة بين المستخدمين من أن "فيسبوك" و"إنستغرام" يحدان خوارزمياً من وصول منشورات ضد إسرائيل باستخدام تقنية الحظر السري، ووصفت تلك الحوادث بأنها "أخطاء"، وقالت إنها أُصلحت.
لكن الباحثين يقولون إن قدرتهم على مراقبة ما يكتسب بالفعل قوة جذب على منصات "ميتا"، من خلال واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بالشركة، محدودة.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

مثلاً Crowdtangle هي أداة تحليلية وجدها الباحثون مفيدة في مراقبة المحتوى، وهي أداة يقولون إن "ميتا" اشترتها ولكنها فشلت في صيانتها.
ويقول هود "أصبحت دراسة (فيسبوك) و(إنستغرام) أصعب من أي وقت مضى. الحقيقة هي أنني لا أعتقد أن أي منظمة لديها سيطرة جيدة على كيفية انتشار الكراهية والتضليل في الوقت الحالي، لأن كل الأدوات الممكنة التي كانت لدينا في السابق، غير قابلة للاستخدام".
ووفقاً لهود وباحثين آخرين، فإن الافتقار للشفافية يجعل من المستحيل إجراء تقييم مستقل لجهود "تيك توك"، التي أعلنت أخيراً أنها أطلقت مركز قيادة يجمع "الأعضاء الرئيسيين في فريقها العالمي القوي المكون من 40 ألف فرد من المتخصصين في مجال السلامة ويعمل على إزالة المنشورات التي تدعم العنف أو تحرّض عليه".

المساهمون