استمع إلى الملخص
- الأميون في المغرب يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بمساعدة الأقارب وبائعي الهواتف الذين يعلمونهم كيفية استخدام التطبيقات بالاعتماد على الحفظ والميزات الصوتية، مما يتيح لهم التواصل دون الحاجة إلى القراءة والكتابة.
- أمين رغيب، مستشار التكنولوجيا، يحذر من أن الأميين وحتى المتعلمين في المغرب قد يكونون عرضة للمخاطر الرقمية مثل الابتزاز والتجسس بسبب الاستخدام الساذج للتكنولوجيا و"الأمية الرقمية"، مشيرًا إلى أهمية الوعي والتعليم في التعامل مع التكنولوجيا.
يرتفع معدل الأمية نسبياً في المغرب ليصل إلى 24% وفق البنك الدولي، ما يعني ربع السكان تقريباً. ووفق إحصائيات عام 2021، لا يتجاوز عدد المتعلمين في المغرب 76%. ومع ذلك، بلغ عدد مستخدمي مواقع التواصل في المغرب 80% وفق آخر إحصاء؛ فهل يستخدم مواقع التواصل في المغرب الأميون كذلك؟
وكشفت دراسة حديثة، أنجزتها شركة سانرجيا المغربية لأبحاث السوق، أن نسبة مستخدمي مواقع التواصل في المغرب في سنة 2024 قد بلغت 80% من مجموع السكان، بارتفاع بنسبة 7%، بالمقارنة مع عام 2020. وذكرت نتائج الدراسة أن التطبيقات الثلاثة الأكثر استخداماً هي "واتساب" في المركز الأول بـ76%، ثم "فيسبوك" في المركز الثاني بـ65%، ثم "إنستغرام" في المرتبة الثالثة بـ40%.
لكن 76% من المغاربة متعلّمون، بينما 80% منهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي. إذا كانت هذه الأرقام دقيقة؛ فهي تعني أن 4% من مستخدمي مواقع التواصل في المغرب أميون. يؤكد مستشار التكنولوجيات الحديثة، أمين رغيب، من خلال تجربته، أن الأميين في المغرب فعلاً يستخدمون مواقع التواصل عبر الهواتف الذكية، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنهم يستخدمونها من دون حاجة إلى القراءة والكتابة لأنهم يستعينون بالحفظ، بحيث يسمعون بالتطبيقات، ثم يطلبون من بائعي الهواتف أو الأقارب تحميلها من أجلهم وتعليمهم خطوات الاستخدام، ثم يحفظون الخطوات من أجل الاستخدامات اللاحقة.
أبرز مواقع التواصل في المغرب
تقول دراسة "سانرجي" إن "واتساب" هو الأكثر استخداماً في المغرب، إذ إن 76% من المغاربة يستخدمون التطبيق الأخضر. لكن، بينما تستخدمه 90% من فئة الشباب بين 25 و34 سنة، فتستخدمه الفئات الأكبر سناً في المغرب، فمن العادي رؤية جدّة لم تتلقّ تعليماً تستخدم خدمة الرسائل الصوتية عبر "واتساب"، فهو تطبيق يحتاج إلى مساعدة بسيطة في البداية لإنشاء حساب، ثم تعليم الشخص الأمي كيف ينقر على زر واحد لإرسال الرسائل الصوتية.
كذلك، حلّ تطبيق فيسبوك في المرتبة الثانية، كثاني أكبر شبكة اجتماعية يستخدمها المغاربة بـ65%، وفي المرتبة الثالثة حل تطبيق إنستغرام بنسبة 40%. هاتان النسبتان بإمكانهما بسهولة أن تشملا نسبة المتعلمين الـ76%، وحتى إذا كان مستخدمهما غير متعلِّم، فيمكنه الاستمتاع بخدمات الفيديو، خصوصاً خدمة المقاطع الرأسية ريلز، التي لا تتطلب سوى التمرير بلا نهاية لمشاهدة المحتوى من دون الحاجة إلى كتابة أو قراءة شيء أثناء ذلك.
"الأمية الرقمية"
ينبّه أمين رغيب، وهو أيضاً مدير شركة مغربية متخصصة في الأمن السبيراني، إلى أن استخدام مواقع التواصل في المغرب من قبل الأميين يعرّضهم للمخاطر لأنهم يستخدمونها "بسذاجة" بحسب تعبير رغيب، الذي يضرب مثلاً بمواقف مثل "رجل يتلقى إضافة من فتاة جميلة، ثم تبدأ بينهما المكالمات الصوتية والفيديو، قبل أن يقودهما ذلك إلى المشاكل"، مثل الابتزاز.
ينبّه أمين رغيب أيضاً إلى أن غير الأميين من المغاربة لا يعني أنهم كلهم لا يعانون من "الأمية الرقمية"، ويوضح: "وفّرت الشركات الصينية أجهزة تقنية بأثمنة تنافسية، مع عروض إنترنت مشجعة" منخفضة التكلفة من قبل شركات الاتصالات المغربية، وهذا "جعل الناس يستخدمونها من دون وعي"، مؤكداً أن "مختلف الشرائح والمستويات العلمية والأكاديمية تقع ضحايا للتجسس والابتزاز بسبب الأمية الرقمية".