"مهشَّم 2023"... طيور الزجاج في متحف الفن الإسلامي بالدوحة

22 سبتمبر 2023
يستمر عرض العمل حتى السابع من مايو (متحف الفن الإسلامي)
+ الخط -

افتتح متحف الفن الإسلامي في الدوحة التابع لمتاحف قطر، أول من أمس الأربعاء، أحدث عمل تركيبي للفنانة التركية فيليكشان أونار بعنوان "مهشَّم، 2023"، ويستمر عرضه في الغرفة الدمشقية حتى 7 مايو/ أيار 2024.

وهذا العمل عبارة عن طيور من الزجاج المنفوخ، منحوتة يدوياً، ومطلية بالذهب، في إشارة رمزية للنزوح البشري الناجم عن الزلازل الأخيرة التي دمرت جنوب شرقي تركيا وشمالي سورية، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 55 ألف ضحية.

وبعد نجاح مشروعها الشهير "الجاثمون Perched"، والذي عُرض لأول مرة في الغرفة الحلبية بمتحف بيرغامون بألمانيا، ولاحقاً في متحف فيكتوريا وألبرت بلندن، وفي الغرفة الدمشقية في متحف درسدن الوطني بدرسدن الألمانية، تعود أونار الآن إلى لغة الطيور بأحدث أعمالها، وتستخدم الزجاج كمادة مثالية لها.

وتحاكي طيور أونار الزجاجية المنفوخة على قالب، تقنيةً يابانية تقليدية تُستخدم عادةً لإصلاح الخزف. تُعرف هذه التقنية باسم كينتسوجي، وفيها يتم لصق الأجزاء المهشَّمة بواسطة الذهب، بحيث تبقى التصدعات ظاهرة. تشبّه أونار هذه التصدعات بالأضرار الناجمة عن الكوارث، وتؤكد أن الجمال يبقى رغم التحول والتغيير.

ونقلت هيئة متاحف قطر، في بيان لها، أمس الخميس، عن أونار قولها "تُعتبر الطيور رموزاً للهشاشة والقوة معاً، وغالباً ما تُخضِع الطيور نفسها لعملية إصلاح وترميم في أعقاب الكوارث الطبيعية. تجسد الطيور الزجاجية آلام البشر جراء النزوح، غير أنها تُظهر أيضاً صمودهم وانتصارهم في مواجهة الظروف وما يحيط بهم".

وقالت نائبة مدير متحف الفن الإسلامي لشؤون التعليم وتوعية المجتمع شيخة ناصر النصر، بحسب البيان: "تستكشف رحلة فيليكشان أونار الإبداعية التأثير العميق للاضطرابات السياسية والحروب والكوارث الطبيعية على البشر. ويعتبر أحدث أعمالها (مهشَّم) تدخلاً فنياً في التصميم الداخلي للغرفة الدمشقية بمتحف الفن الإسلامي، وهي التي مرت أيضاً بسنوات عديدة من إعادة التجميع والترميم، ووفرت مع مرور الوقت ملاذاً للقطع الفنية التي سكنت فضاءها تاريخياً، ووجدت فيه ملاذاً مؤقتاً".

وُلدت فيليكشان أونار ونشأت في تركيا، وتعمل بين إسطنبول، وبرلين، والبندقية، ونيويورك. وقد تطورت رحلتها الإبداعية، التي كانت في الأصل استجابة فنية لقضايا النزوح الناتج عن الاضطرابات السياسية والحروب، واستكشافاً للتأثير العميق الذي تتركه الكوارث الطبيعية.

يذكر أنه في أواخر العام الماضي، اكتمل تحضير الغرفة الدمشقية في الطابق الثالث من متحف الفنّ الإسلامي بالدوحة، وتتكوّن من 427 قطعةً، منها 178 خشبية، و249 قطعة حجرية.

المساهمون