"مهرجان القدس للسينما العربية 3": أحوال أفراد

07 يوليو 2023
كارول عبود وربيع الزهر في "بركة العروس" لباسم بريش (الملف الصحافي)
+ الخط -

 

"لأسبابٍ خارجة عن إرادتنا"، أُعلن، في 25 يونيو/ حزيران 2023، عن تأجيل الدورة الـ3 لـ"مهرجان القدس للسينما العربية"، إلى الفترة الممتدة بين 11 و16 يوليو/ تموز 2023. قبل أيامٍ (كان الموعد المتّفق عليه قائماً بين 4 و9 يوليو الجاري). بات البرنامج كاملاً، ومنشوراً في الصفحة الفيسبوكية الخاصة بالمهرجان. برنامج يريد تنويعاً في خياراته بين أساليب اشتغال وآليات إخراج وكيفية معاينة حالات وتفاصيل عربية مختلفة. ورغم تواضعه، يمنح البرنامجُ المهتمّ والمهتمّة، في القدس المحتلّة، مُشاهدة نتاجات تتفاوت مستوياتها الفنية والدرامية والجمالية والتقنية، لكنّها تتشارك في كشف وقائع عربية، في الاجتماع والنَفس البشرية والعلاقات.

هذا واضحٌ في مسابقة الأفلام الطويلة، مثلاً، التي سيُعرض فيها 7 أفلام: "حمى البحر المتوسّط" للفلسطينية مها حاج، و"19 ب" للمصري أحمد عبدالله السيد، و"بركة العروس" للّبناني باسم بريش، و"جزيرة الغفران" للتونسي رضا الباهي، و"تحت الشجرة" لمواطنته أريج السحيري، و"صيف في بجّعد" للمغربي عمر مول الدويرة، و"شرف" للألماني المصري سمير نصر (الأفلام كلّها مُنتجة عام 2022، باستثاء "شرف"، المُنتج عام 2021).

حاج تروي حكاية أربعينيّ يعجز عن كتابة أول رواية، ويلتقي جاراً له يقومان معاً برحلة في الجغرافيا والذات/ الروح، فيكشفان بعض المخبّأ. عبد الله السيد يعاين سيرة رجل مسؤول عن عقارٍ مهجور، فينفتح النص السينمائي على أحوال مدينةٍ ومناخٍ يعانيان أهوالاً وأثقالاً كثيرة. بريش، بدوره، يُفكّك البنيان الجسدي ـ الروحي ـ المعنوي ـ الاجتماعي للمرأة، في بيئة محافظةٍ. الباهي يستعيد لحظة تاريخية تونسية قديمة، يختار فيها شخصية مؤثّرة في الصراع مع المحتلّ الفرنسي كي ينبش في وقائع عيشٍ بين أفرادٍ منتمين إلى ديانات وثقافات وعادات مختلفة، وتجمعهم بيئة تغرق في تمزّقات حاضرٍ ملعون. أمّا السحيري، فتكشف مأزق المرأة في مجتمع ذكوري، وانكسار الصبايا أمام وحش الخراب، وجمال الحبّ المتفتّح بخفرٍ. بينما يعاين الدويرة الأسرة ومفهومها واختباراتها، كما الجذور والعلاقات العائلية.

ثنائية النفْس ـ الاجتماع حاضرةٌ في "شرف"، المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه (1997)، للمصري صنع الله إبراهيم، من خلال سجنٍ يُعتقل فيه مناضلون مختلفو الانتماءات، إلى جانب قتلة وسارقين ومغتصبين. اختيار لهجات عربية عدة، ينطق بها السجناء والضباط/ العناصر، تأكيد على أنّ الخراب واحد.

المساهمون