يعود "مهرجان الدوحة المسرحي" بفعاليات تبدأ في السادس عشر من مارس/آذار الحالي، بعد غياب دام 5 سنوات لم تتوقف الحركة المسرحية خلالها، إذ جرى استيعابها في ميداني "الموسم المسرحي" و"المسرح الجامعي".
وتكتسي عودة المهرجان في الدورة الرابعة والثلاثين أهمية خاصة، إذ تترافق مع الاحتفال بمرور خمسين عاماً على انطلاق المسرح رسمياً، علماً أن قطر شهدت أول مهرجان مسرحي في دول الخليج عام 1978.
ولا يعني هذا التاريخ خلو قطر من الفعل المسرحي قبل نصف قرن، إذا كانت هناك فرق الأندية الثقافية والشبابية من الخمسينيات كفرقة "الطليعة"، ولحقتها في الستينيات فرقة "الأضواء".
عقب استقلال قطر عام 1971 تقرر إنشاء أول فرقة مسرحية قطرية عام 1972، باسم فرقة "المسرح القطري"، وفق ما أوضحه مدير شؤون المسرح عبد الرحيم الصديقي، في مؤتمر صحافي عقد ظهر اليوم الأربعاء في مسرح قطر الوطني وأداره الإعلامي تيسير عبد الله.
على مدار 12 يوماً سيشهد مسرح "الدراما" في "كتارا" ثمانية عروض حتى الـ 26 من هذا الشهر، قبل الحفل الختامي الذي يقام في "اليوم العالمي للمسرح". وستقام العروض كافة، إضافة إلى الندوات، عند الساعة الثامنة مساء.
المسرح الجامعي
مسرحية "ست شخصيات تبحث عن مؤلف" من كلية المجتمع ستكون باكورة العروض في 16 مارس/آذار الحالي، تليها في الأيام الموالية "ما وراء سنتارا" عن رواية "أحدب نوتردام" من إنتاج جامعة قطر، و"الفيل يا ملك الزمان" من معهد الدوحة للدراسات، و"وادي العميان" من جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، و"مجلس العدل" من جامعة لوسيل.
الفرق الأهلية
في اليوم الثاني والعشرين من الشهر الحالي، تبدأ الفرق الأهلية المحترفة ثلاثة عروض، وهي "الغبّة" لفرقة قطر الوطنية من تأليف طالب الدوس وفكرة وسينوغرافيا وإخراج ناصر عبد الرضا، ويوم 24 من الشهر تعرض مسرحية "صانع الدمى" لفرقة الدوحة من تأليف جمال عبد الله وإخراج فالح فايز، وفي السادس والعشرين تعرض "قصة حب دانة" لفرقة الوطن من تأليف وإخراج حمد الرميحي.
تتخلل هذه الأيام ندوة "المسرح القطري... 50 عاماً" يوم 21 من الشهر، داخل القاعة "15" في كتارا. وفي القاعة نفسها، تقام قراءة في التجربة المسرحية للفنان القطري عبد العزيز جاسم (1957-2018) في الـ23 من الشهر.
ضيوف الدورة الرابعة والثلاثين هم: عميد المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت علي العنزي، ومديرة إدارة المسارح في عمان جليلة الفهدية، ومن العراق أستاذ المعهد العالي للفنون الجميلة بهاء زهير.
أما حفل الختام فسيقام على مسرح الأوبرا في "كتارا"، وسيوافق احتفال العالم بـ"اليوم العالمي للمسرح" في السابع والعشرين من مارس/ آذار سنوياً. وفي هذا اليوم توزع الجوائز، وتكرم شخصيات مسرحية، وتختتم الفعاليات بعرض عنوانه "مسرح نجمة"، أحد المعالم القديمة في الذاكرة القطرية.
تجربة الدمج
عرفت الساحة الفنية موسماً ثالثاً من المسرح الجامعي. إلا أنه في خطوة جديدة، اتخذت إدارة شؤون المسرح قراراً بدمجه ضمن مهرجان الدوحة المسرحي، على سبيل التجربة، وفق ما قال الصديقي. إذا نجحت التجربة يمكن المضي بها، وإلا يعود المسرح الجامعي في مواعيد منفصلة، ويعود المهرجان بدوره إلى العرف الذي جرى عليه.
ولفت الصديقي إلى أن إقامة المهرجان تراوحت بين شد وجذب بسبب جائحة فيروس كورونا التي فرضت على أثرها في البلاد قيوداً صارمة، قبل أن تخف تدريجياً، ليكون بالإمكان استثمار هذه السانحة، ليس للمهرجان وحده، بل للموسم المسرحي كله الذي سيكون قصيراً هذا العام، بالنظر إلى استضافة قطر كأس العالم 2022 في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
أرشفة رقمية
استبقت إدارة شؤون المسرح في قطر افتتاح المهرجان بالإعلان عن رقمنة الإرث المسرحي القطري من السبعينيات حتى اليوم. وتشمل هذه الخطوة تحويل أكثر من 350 مسرحية من أقراص وأشرطة كاسيت إلى مواد رقمية، وكذلك الصور والنصوص والملصقات، وجميعها ستظهر قريباً في منصة خاصة متاحة للجميع.