مهرجانات تونس 2024... صيف بارد فنياً واقتصادياً

28 يونيو 2024
جمهور حفل محمد حماقي في مهرجان قرطاج، 19 أغسطس 2023 (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تتميز الصيف في تونس بالمهرجانات الصيفية الفريدة مثل قرطاج والحمامات الدولي، مع تقدير وزارة الشؤون الثقافية لعددها بحوالي 395 مهرجاناً، تجذب الجماهير بعروضها الفنية المتنوعة.
- تواجه المهرجانات تحديات مالية بسبب الأزمة الاقتصادية، مما أثر على قدرتها على جلب فنانين دوليين وتقليص عدد العروض، كما في مهرجان قرطاج الذي خفض عروضه.
- رغم التحديات المالية، تستمر المهرجانات بتقديم برامج فنية غنية وتعكس التزام تونس بتعزيز الثقافة والفنون، مع حضور فنانين عرب وعالميين بارزين في صيف 2023.

يعيش التونسيون في الصيف أجواء خاصة، فإضافة إلى البحر والحفلات العائلية، تستأثر المهرجانات الصيفية بمكانة خاصة لديهم، إذ تتنوع العروض الفنية بين محلية وعربية ودولية، وتتحول المسارح إلى قبلة الساهرين، خاصة مسارح المهرجانات الكبرى، مثل مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان الحمامات الدولي والمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالجم.

ويقدَّر عدد المهرجانات الصيفية في تونس، وفقاً لإحصائيات وزارة الشؤون الثقافية، بنحو 395 مهرجاناً، تدور فعاليات أغلبها في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب من كل سنة. هذه المهرجانات تمنحها وزارة الشؤون الثقافية التونسية دعماً مالياً يتفاوت مقداره حسب أهمية المهرجان، فالنصيب الأكبر يتحصل عليه مهرجان قرطاج الدولي، بنحو مليوني دينار (650 ألف دولار)، ومهرجان الحمامات الدولي يحصل على ما يقارب 1.5 مليون دينار (480 ألف دولار) لكن ميزانية الدعم هذه تراجعت فى السنوات الأخيرة بالنسبة للمهرجانات الكبرى.

في تصريحات إلى "العربي الجديد"، يقول الإعلامي العامل في المجال الثقافي محمد رمزي المنصوري إن "الأزمة الاقتصادية وتراجع مدخرات تونس من العملة الأجنبية، وجلب فنانين عرب وعالميين إلى المهرجانات، قد يساهم فى إرهاق المدخرات التي تحتاجها تونس لمجابهة ما يلزمها من الغذاء والطاقة". يضيف: "كما أن تراجع الدعم المالي لهذه المهرجانات وغياب المعلنين الاقتصاديين ساهم في تراجع ميزانيات المهرجانات الدولية الكبرى بما أضر ببرمجتها".

هذه العوامل المالية جعلت المهرجانات تتجنب برمجة العروض المكلفة، فقد أعلنت إدارة الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي التي ستنطلق يوم 18 يوليو 2024 أنها ضمّنت في هذه الدورة 18 سهرة بين موسيقية ومسرحية، من أهمها حفل الافتتاح الذي سيكون تكريماً للفنان لطفي بوشناق، وسيخرجه نجله عبد الحميد بوشناق. هكذا، خفّضت إدارة التظاهرة عدد العروض من 26 عرضاً إلى 18 عرضاً.

كما أعلن مهرجان الجم للموسيقى السمفونية في دورته 37 التي تنطلق يوم 13 يوليو 2024 عن الاكتفاء ببرمجة ثمانية عروض سيمفونية؛ عرضين من تونس وستة عروض من إيطاليا وإسبانيا والنمسا وسويسرا. وأرجع المدير الفني للمهرجان، مبروك العيوني، ذلك إلى "ضعف ميزانية المهرجان المقدرة بـ700 ألف دينار تونسي (230 ألف دولار) 30% منها دعم من وزارة الشؤون الثقافية، ما جعل المهرجان يكتفي بهذا العدد من العروض الفنية".

أول المهرجانات الصيفية الذي ستنطلق فعالياته هو الدورة 48 لمهرجان دقة الدولي الذي ينطلق يوم 29 يونيو الحالي، ويتواصل إلى غاية 10 يوليو. وسيشهد إقامة 11عرضاً موسيقياً، من أهمها عرضا الموسيقي التونسي أنور براهم وفرقة "كايروكي" من مصر. في هذا السياق، يُشير مدير المهرجان، مختار بلعاتق، في تصريحات لـ"العربي الجديد" إلى أن "ميزانية المهرجان محدودة لا تتجاوز 800 ألف دينار تونسي (270 ألف دولار) نتيجة غياب المعلنين التجاريين وغياب الدعم من وزارة الشؤون الثقافية، ما لا يسمح بوجود عروض أخرى".

الضغط المالي بدا واضحا في غياب نجوم الغناء فى العالم العربي. ففي صيف 2023، حضر فنانون عرب كثيرون، مثل أحمد سعد وناصيف زيتون وراغب علامة ومحمد حماقي وسعاد ماسي وصابر الرباعي ولطيفة العرفاوي، إلى جانب فرق موسيقية مثل "ثلاثي جبران" من فلسطين و"ثلاثي تقسيم" من تركيا. أما الفنانون الغربيون فقد حضر في صيف 2023 أسماء مثل بان هاربر من الولايات المتحدة الأميركية وبويكا من إسبانيا وراغن بون مان من بريطانيا.

نجوم وفن
التحديثات الحية

عرفت تونس في السنوات الأخيرة تراجعاً في جلّ المؤشرات الاقتصادية، ومنها مدخراتها من العملة الأجنبية، بسبب تراجع الإنتاجية وفرض المؤسسات المالية الدولية شروطاً مشددة لمنح تونس تمويلات مالية، ويعود سبب ذلك إلى تراجع الترقيم السيادي لتونس لدى وكالات التصنيف الائتماني الدولية، نتيجة تباطؤ النمو وعدم إبرام برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي.

المساهمون