حكم القضاء الأميركي، الثلاثاء، لصالح دار سوذبيز للمزادات في الدعوى التي اتهمها فيها الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف بالاحتيال عليه بمبيعات فنية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، بحسب موقع شبكة "سي أن أن" الأميركية.
وكان ريبولوفليف قد اتهم دار سوذبيز للمزادات بالتآمر مع تاجر الأعمال الفنية السويسري إيف بوفييه لخداعه من أجل دفع أسعار مبالغ فيها مقابل أربعة أعمال، من بينها "سالفاتور موندي"، وهي لوحة منسوبة إلى ليوناردو دافنشي صارت أغلى عمل فني يباع في مزاد.
ولطالما أكدت شركة سوذبيز أنّها لم تكن على علم بأن بوفييه ربما كذب، وأنها ليست مسؤولة عن تعاملاته مع ريبولوفليف. فيما أكّد بوفييه الذي لم تشمله القضية، أنّه لم يرتكب أي خطأ.
تبلغ ثروة ريبولوفليف (57 عاماً)، قرابة 6.4 مليارات دولار، جمعها من تجارته في أسمدة البوتاس، وفقاً لمجلة فوربس، كما أنّه صاحب الحصة الأكبر في نادي موناكو الذي ينافس في الدوري الفرنسي لكرة القدم.
وكان نزاعه الطويل مع بوفييه موضوعاً لدعاوى قضائية في عدّة ولايات، محورها ادعاء الملياردير الروسي أنه تعرض لاحتيال تصل قيمته إلى مليار دولار من قبل التاجر السويسري الذي باعه 38 عملاً فنياً، أبرزها "سالفاتور موندي" التي اشتراها بوفييه بمبلغ 80 مليون دولار قبل أن يبيعها بسرعة إلى ريبولوفليف مقابل 127.5 مليون دولار.
وعلى الرغم من أنّ ريبولوفليف باع "سالفاتور موندي" لاحقاً بالمزاد مقابل مبلغ قياسي بلغ 450.3 مليون دولار في عام 2017، إلا أنّه بقي مصراً على مزاعم احتيال بوفييه عليه. فيما قال الأخير في حديث سابق مع شبكة سي أن أن عام 2021 إنّه عمل كتاجر، لا كمستشار فني، وبالتالي كان من حقه رفع الأسعار.
وكانت هذه القضية من بين أبرز قضايا الاحتيال الفني في السنوات الأخيرة، قبل أن يتوصل الثنائي إلى تسوية خارج المحكمة في العام الماضي بعدما رفضت أو أوقفت عدّة قضايا في سويسرا وسنغافورة وموناكو وهونغ كونغ. لكن ريبولوفليف واصل نزاعه القانوني مع دار سوذبيز للمزادات، مدعياً أنها كانت على علم بالمبالغ التي دفعها بوفييه مقابل أعمال فنية مختلفة وساعدته في تضخيم أسعارها.
وقال محامي الملياردير دانييل كورنشتاين إنه على الرغم من الحكم، فإن "القضية المرفوعة ضد سوذبيز حققت هدفنا المتمثل في تسليط الضوء على الافتقار إلى الشفافية الذي تعانيه سوق الفن، وهو ما يصعب إثبات وجود مساعدة وتحريض في قضية احتيال معقدة".
من جهتها، قالت "سوذبيز" في بيان لها إن الحكم أكد مجدداً "التزامها بالتمسك بأعلى معايير النزاهة والأخلاق والمهنية"، وعكس وجود "نقصٍ فاضح في الأدلة" المقدمة من قبل ريبولوفليف.
وأصدر المحلفون في محكمة مانهاتن الفيدرالية حكمهم في أقل من يوم، خلال محاكمة استمرت نحو ثلاثة أسابيع.