أصبح "تيك توك" مصدر الأخبار الرئيسي لملايين الشباب، ما عزز دوره كمساحة عالمية لإبداء الآراء، وبدا ذلك واضحاً خلال أحداث طوفان الأقصى وعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
وعندما اندلعت الأحداث الأخيرة في غزة وإسرائيل، شرعت ليلى وارة، الصحافية البالغة من العمر 25 عاماً في الضفة الغربية، في العمل. وقالت في مقطع فيديو على تطبيق تيك توك: "الحرب تندلع في فلسطين الآن. إليكم ما تحتاجون إلى معرفته". وشرعت وارة في نشر الأخبار من منظور شابة أميركية من أصل فلسطيني، تعيش في مخيم للاجئين في الضفة الغربية، حيث نشأ والدها الفلسطيني وتقيم عائلتها الممتدة. وأحصت الضحايا وشرحت تاريخ الوجود الإسرائيلي في غزة.
وارة، الحاصلة على شهادة في الصحافة، هي واحدة من بين كثيرين ينشرون مقاطع فيديو على "تيك توك" حول الأحداث الجارية في غزة و"إسرائيل"، كما توضح صحيفة واشنطن بوست.
حصد أحد مقاطع الشابة 1.2 مليون مشاهدة، ونما حسابها الشخصي بآلاف المتابعين خلال الأحداث الجارية. وتغطي وارة الأخبار بطريقة تجذب جمهوراً متزايداً عبر الإنترنت، فهي تجمع بين التقارير الجادة والواقعية ومقاطع "فلوغ" حول حياتها اليومية في مخيم للاجئين.
تقول وارة: "أعتقد أن الناس يريدون حقاً أشياء مستساغة وسهلة الفهم ومقسّمة بالنسبة لهم، ولكنها مصممة أيضاً لوسائل التواصل الاجتماعي، وهي المكان الذي يكتسب الناس منه أخبارهم في الوقت الحاضر".
ومع تقلص جمهور المنابر الإخبارية التقليدية، يقول 20 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً إنهم يستخدمون "تيك توك" كمصدر للأخبار، وفقاً لتقرير حديث لمعهد رويترز لدراسة الصحافة، وهو ما يعني زيادة قدرها خمسة في المائة عن العام الماضي.
شملت عمليات البحث الشائعة على "تيك توك" عبارات "فلسطين الآن" وإسرائيل الآن". وجمع وسم #Palestine أكثر من 27.8 مليار مشاهدة على التطبيق، بينما حصد وسم #Israel نحو 23 مليار مشاهدة، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.
ويفيض "تيك توك" بالمناقشات حول الأحداث الجارية، تشعلها مقاطع من صنّاع المحتوى مثل وارة، ومقاطع تحليل الأخبار، وتعليقات المؤثرين. ويقول مستخدمو "تيك توك" إنهم يفضلون مقاطع فيديو تحليل الأخبار على التطبيق لأنه يتميز بمجموعة أكثر تنوعاً من وجهات النظر.
تنقل الصحيفة عن الأستاذ المساعد للدراسات الإعلامية في كلية كوينز، جيمي كوين، أن "مستخدمي تيك توك متشككون في الأجندات الإخبارية لوسائل الإعلام الرئيسية. إنهم يدركون تماماً الأجندات الإخبارية التي تحركها الرأسمالية والسياسة والوصول إلى المعلومات، ولديهم اهتمام أقل بالمشاركة في ذلك". ويضيف كوين أنه بالرغم من كون صُنّاع المحتوى في "تيك توك" ومعجبيهم هم من الشباب، إلا أنهم على دراية سياسية عميقة.
ويقول الصحافي المستقل الذي يدير حساباً يضم أكثر من مليون متابع ويغطي الأخبار على "تيك توك"، جولز سوزدالتسيف، إنه "في تيك توك، ينتهي بك الأمر إلى رؤية تغطية عفوية حقيقية من أشخاص يعيشون بالفعل في الصراع".
وتشتكي وارة من "نقص كبير في التمثيل الفلسطيني في وسائل الإعلام الرئيسية"، إذ "عندما يحضرون فلسطينياً في الأخبار، فغالباً ما يكون ذلك لتحريف الرواية وجعلهم يدينون شعبهم".