لا تستريح الناشطة اللبنانية، إيمان أبو نكد، من التفكير. في كل سنة تحاول أن تجدد إيمانها بقضية تهمّ الناس والمجتمع والمرأة تحديداً، وذلك من خلال حفل انتخاب "ملكة جمال البدينات" الذي تحوَّل هذه السنة إلى حفل انتخاب "ملكة الرشاقة العربية" Arab Queen of Fitness، بعدما خضعت المشاركات إلى عمليات طبية مساعدة على خفض الوزن.
فازت المغربية، فاطمة الدخيسي، بلقب "ملكة الرشاقة العربية" في حفل أقيم في بيروت، حضرته مجموعة من الأطباء المختصين بالجراحة التجميلية ومختصي تغذية، إذْ شكّلوا لجنة تحكيم ساهمت في اختيار ملكة من أصل ثماني متباريات من لبنان وسورية والعراق وتونس والمغرب ومصر. وقالت أبو نكد، المشرفة العامة وصاحبة الفكرة، لـ"العربي الجديد": "عانيت في مراهقتي من البدانة. وكنت دائمًا أحاول أن أتغلب على التنمر، وأسعى لأن أملك قوامًا مثاليًّا مثل كل الفتيات، وقررت خوض التجربة. التقيت بمجموعة من الأطباء الذين ساعدوني على تخفيض وزني، وخضعت لعمليات طبية مساهمة في ذلك. وبعد سنوات قررت إجراء انتخابات خاصة بالفتيات اللواتي عانين من (الأزمة) ذاتها".
وتؤكّد أبو نكد أن الطبيب اللبناني هيثم الفوال، وهو اختصاصي في جراحة السمنة ورئيس الرابطة العربية لجراحة السمنة، كان داعمها في ذلك، وهو اليوم يجلس لانتخاب "الملكة"، مع لجنة تحكيم مؤلفة من الأطباء المتخصصين في الجراحات التجميلية لانتخاب من تستحق. مع العلم أن جميع المتباريات، كما تقول أبو نكد، تمتَّعْن بإرادة عالية وقبلْن التحدي وكسر "التابوهات" أمام الإعلام والناس. وجرى نقض المقولة التي تشير إلى أن البدينة، أو التي تعاني من ارتفاع وزن، لا تستحق أن تشارك في حفل ملكة جمال.
ومن جهة أخرى، يقول الدكتور هيثم فوال لـ"العربي الجديد": "هذه محاولة جيدة لتحفيز النساء والرجال على حد سواء على اتّباع نظام غذائي مناسب، بدل المعاناة مع السمنة، وهذا ما يتسبب من الناحية الطبية بأزمات كثيرة تنعكس بمجملها على حركة أو وظيفة القلب أو الكبد أو الجهاز الهضمي وغيرها من الأمور". ويضيف: "لقد نجحنا كثيراً في ذلك خلال السنوات الأخيرة، وذلك بسبب ما يشهده عالم التجميل والطب من تطور بالغ. ولم نقف عند ذلك، بل سنحاول من خلال مثل هذه الأنشطة تحفيز الجميع على ضرورة الالتزام بوزن سليم، وتغليب الإرادة للحفاظ على صحة وجسم رشيق دون معاناة".
وتقول المتبارية الأردنية راما حمارنة لـ"العربي الجديد" أيضًا: "فعلاً كانت رحلة شاقة بين السمنة والعودة إلى قوام رشيق، وأنا اليوم أعمل على التشجيع في معالجة هذا (المرض). وليس معيباً أن نحاول تسهيل ومعالجة الموضوع بشكل أو بآخر وفي العلن". أما المتبارية زينب عبد الأمير خلف، من العراق، فقالت: "نعم تشجّعت جداً، وقمت باستشارة الأطباء، وكما ترون اليوم، أقف لأحصد لقب هذه الرحلة. مهما كانت النتيجة الأهم أن نحارب السمنة وأمراضها لنعيش بصحة".
وفي نهاية الحفل، فازت المغربية فاطمة الدخيسي من المغرب بلقب Arab Queen of Fitness، أما وصيفتها الأولى فهي زينب عبد الأمير خلف من العراق. والوصيفة الثانية راما متري حمارنة من الأردن، فيما ذهب لقب Miss Photogenic إلى سيلين يونس من لبنان، ولقب (Yes I did it / نعم... فعلتها) إلى جيهان جزيري.
وتتعرض هذه المسابقات إلى نقد لاذع من قبل متابعين، لأنّها تفرض على جسد المرأة معايير جمال ضاغطة، لا يُطالَب الرجل بها عادة، إذْ إن السمنة عند النساء مرض و"عطب" جمالي، في حين أن الأمر يختلف عند الرجال.