انتشرت في السنوات الأخيرة أغانٍ مصورة لملحنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يقدمون أغاني من ألحانهم بتوزيع موسيقي جديد أو لملحنين آخرين، بعدما كان غناؤهم سابقاً يقتصر على الأعمال التي لحنوها في الحفلات أو المقابلات التلفزيونية.
الملحّن الفلسطيني أحمد بركات الذي ذاع صيته من خلال أعمال ناجحة قدمها لفنانين عرب قام بأداء بعض منها ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقول لـ "العربي الجديد" "علمتنا التجارب السابقة أن الملحّن الذي يريد أن يمتهن الغناء يخف بريقه كملحن، حتى أنه يقل الطلب على ألحانه من المغنين الآخرين ويتحول من ملحن يبحث عنه المغنون إلى مغنٍ يبحث عن الحفلات لتأمين دخل مادي عدا عن تعاقده مع إدارة أعمال وما إلى هناك".
يضيف، "أؤدي بصوتي أغاني لحنتها، لأنني أستطيع الغناء وصوتي جميل وكي أرضي غروري أقوم بتسجيل هذه الأغاني، ولا مانع عندي من أداء أغانٍ لملحنين آخرين كي تظهر موهبتي في الغناء أمام الجمهور، ولكن لن أمتهن الغناء وسأبقى في مجالي وهو التلحين، خاصة أنني قدمت أغاني عديدة ناجحة لنجوم عرب".
بدوره قال الملحّن الفلسطيني رواد رعد إن "من حق الملحّن غناء أغنية من ألحانه، معتبراً أن اللحن ما زال ملكه وهو يسمح للمغني أن يغنّيها ولا يتنازل للمطرب عنها نهائيّاً، وعندما يغنّي الملحّن أغنية من ألحانه فإنه في الواقع يقوم بالدعاية لها وهذا حقه".
ويلفت رعد إلى أن هناك من غير الملحنين من يقومون بأداء أغانٍ لها حقوق وممنوع عليهم تقديمها إلا بتصريح من الملحّن، أو عليهم أن يسدّدوا مبالغ ماليّة بدل أتعاب للملحّن".
ووفقا له فإن هذا الموضوع "فيه نوع من الغباء، لأنهم يقدمون أغاني لفنانين آخرين وأحياناً يروجون لها على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال دفع مبلغ مالي أو تنفيذ مونتاج. والأجدى لهم في هذه الحالة أن يغنوا أغاني خاصة بهم بما أنهم مقتنعون أنهم يملكون موهبة الغناء".
أما الملحّن اللبناني سليم سلامة فكان له رأي آخر، إذ قال لـ "العربي الجديد": أنا لا أحبّذ فكرة أن يقدم الملحّن أغنية من ألحانه. فهذا يبدو كما نقول باللهجة الدارجة "بيعطي الأغنية وعينه فيها"، أو أن الأغنية لم تنجح مع المغني فيقوم هو بأدائها كي تنجح، معتبراً ذلك نوعاً من "السخافة".
وختم "أنا ضد هذا، علماً بأنني في حياتي المهنية سجلتُ أغنية من ألحاني لأحد الفنانين اللبنانيين ولكنني أعتبرها أكبر غلطة في حياتي".