نشر مغنّي الراب الأميركي الشهير، ليل واين، صورته مع الرئيس دونالد ترامب في حسابه الذي يتابعه قرابة 35 مليون شخص، وتحتها تعليق "كان للتو اجتماعاً رائعاً مع دونالد ترامب. لقد استمع إلى ما قلناه اليوم، وأكد أنه سيفعله ويمكنه القيام به".
انتشرت الصورة بسرعة في مواقع التواصل، بل إن الرئيس نفسه وجد من المناسب إعادة تغريدة ليل قبل أيام من الانتخابات الرئاسية، ضمن رسالة ترحيبية لأحد مناصري ترامب تقول: "مرحباً بك في فريق ترامب".
وكما غيره من الفنانين السود: آيس كيوب، وكانييه ويست، ومايكل تايت ثارت، واجه ليل انتقادات نظراً لأن المتوقع دائماً من الملونين، وخصوصاً السود في المجتمع الأميركي، ألا يكونوا على مقربة من الرئيس ترامب، وخطابه المباشر المتهم بالعنصرية.
كثير من تصريحات ترامب أو أجوبته عن أسئلة الصحافيين قدمت صورة غير جيدة بشأن رئيس أميركي لكل المواطنين، لكن خطابات السياسة لا تعدم من يؤمن بها، حتى وإن بدا لمراقبين أنه غير متوقع، كأن يردد شخص عن قناعة بأن ترامب صادق في تغريدته التي تقول إنه قدم للسود أكثر مما قدمه أي رئيس آخر منذ أبراهام لينكولن.
لكن في المقلب الآخر، والوازن أكثر، لم يكفّ خصوم ترامب عن مهاجمته في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، ولكن الأبعد من ذلك، هو ما حملته الكتب المضادة لعهد وشخص الرئيس التي تترك أثراً أعمق مما يحدث مع تصريحات قد يقال إنها انفعالية أو زلة لسان.
من ذلك كتاب محاميه السابق مايكل كوهين، "خائن: مذكرات"، وفيه يقول إن ترامب في حديثه عن باراك أوباما قال: "أخبرني عن دولة واحدة يديرها شخص أسود ليست خربة. جميعها مراحيض عامة".
غير أن توجه بعض الفنانين السود، وهو يدخل دائرة الجدل، يجد من يدافع عنه، ضد الحزب الديمقراطي الذي تاريخياً يصبّ الناخبون السود أصواتهم في مصلحته.
فهذه الكاتبة والناشطة ميليسا تيت تنشر في تعليقها تحت صورة ليل وترامب كاريكاتيراً يصور رجلين أسودين يجران عربة عليها جو بايدن ومجموعة من الحمير (الحمار شعار الحزب الديمقراطي)، وأمام الرجلين اللذين يرهقهما الجر، لافتة تقول: "ترامب يكره السود"، في إشارة إلى استغلال السود على يد الديمقراطيين، بتخويفهم دائماً من خطاب ترامب.
Facts: I put out the CWBA. Both parties contacted me. Dems said we’ll address the CWBA after the election. Trump campaign made some adjustments to their plan after talking to us about the CWBA.
— Ice Cube (@icecube) October 14, 2020
بدأ ترامب يستقطب مناصرين من مشاهير الراب على وجه الخصوص في سبتمبر/ أيلول الماضي، حين أعلن "الخطة البلاتينية" التي تهدف إلى زيادة أصول رأس المال في المجتمعات السوداء بنحو 500 مليار دولار، إضافة إلى فتح 500 ألف مكان عمل جديد يخلق 3 ملايين فرصة عمل.
المغني آيس كيوب سبق ليل واين بالإعجاب بخطة الرئيس البلاتينية، ورأى أن حق مجتمع السود أن يتفاوض مع أي سلطة بغية تغيير أوضاعه.
For 50 years they do nothing for blacks, but Every election cycle they manage to convince Black people that the #1 issue they face is racism. They pose as the savior from racism to get the votes, then proceed to do NOTHING but sell victimhood that has crippled black minds pic.twitter.com/GaFBIHoALA
— Melissa Tate (@TheRightMelissa) October 29, 2020
صحيفة نيويورك تايمز تنقل عن المذيع الإذاعي شارلمان مقطعاً صباح أمس الجمعة، واصفاً تأييد ليل واين الواضح بأنه "اضطراب". بينما أشار إلى أن الناخبين السود ليسوا متجانسين، أضاف شارلمان: "صدقني، عندما أخبرك، فالسود ليسوا على أجندة إدارة ترامب، ولن نكون كذلك أبداً. كل حرياتنا المدنية في خطر".
وذكرت الصحيفة أن ليل نأى بنفسه في انتخابات ثم حركة "حياة السود مهمة" بدعوى أن يفضل التركيز على الموسيقى. وعند سؤاله عن ترامب على وجه التحديد، أجاب مغني الراب بضحكة: "من هذا؟".
في وقت سابق من هذا الشهر، بدا أن مغني الراب في نيويورك كورتيس جيمس جاكسون الثالث، المعروف بلقب "50 سنت" يؤيد الرئيس ترامب في منشور على إنستغرام، قائلاً إن جو بايدن سيرفع الضرائب.
كتب "50 سنت": "لا يهمني أن ترامب لا يحب السود". لكن سرعان ما تراجع مغني الراب عن دعمه للرئيس ترامب، وكان رد فعله سلبياً على منشور ليل.