معهد رويترز يكشف عن تصوراته لآفاق الصحافة في 2024

26 يناير 2024
استطلع المعهد آراء 300 مدير تنفيذي ورئيس تحرير حول العالم (ماتيوس سلودكوفسكي/ Getty)
+ الخط -

توقع معهد رويترز لدراسة الصحافة أن يجتاح الذكاء الاصطناعي الفضاء الإعلامي في 2024، مرجّحاً أن يؤثر ذلك على موثوقية المعلومات، وكذلك على استقرار وسائل الإعلام التقليدية، داعياً الصحافيين والمؤسسات الإخبارية إلى إعادة التفكير بأدوارهم وأهدافهم.

وكان المعهد البريطاني قد نشر، في وقتٍ سابق من يناير/ كانون الثاني الحالي، تقريره السنوي عن تصوراته حول اتجاهات الصحافة في العام الجديد، معتمداً على استطلاع آراء 300 من رؤساء تحرير ومدراء تنفيذيين ومحررين في مؤسسات إعلامية في 50 دولة حول العالم.

وعلى الرغم من المخاوف التي أبداها معدّو التقرير من التبعات السلبية للاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، إلّا أنّهم رأوا أنّ التغيرات الطارئة على عالم الصحافة تحمل فرصاً تساعد المؤسسات الإعلامية والصحافيين على التكيّف مع العالم الجديد.

عام مليء بالتحديات

رأى معهد رويترز لدراسة الصحافة أن الضغوط غير المسبوقة التي فرضتها الصراعات العسكرية في أوكرانيا والشرق الأوسط، إضافةً إلى التغيّر المناخي والانكماش الاقتصادي، على غرف التحرير في المؤسسات الصحافية والإعلامية خلال العام الماضي، ستتواصل في العام 2024، خاصةً مع الضغوط الاقتصادية الناجمة عن تقلص سوق الإعلانات وتراجع أعداد القراء عبر منصات التواصل الاجتماعي الأساسية، والتي أدت إلى حملات استغناء جماعي عن الموظفين والصحافيين.

وعبّر أقل من نصف المدراء والمحررّين المشاركين في الاستطلاع (47%) عن تفاؤلهم بآفاق الصحافة في العام الجديد، مقابل 12% حملوا تصوراً سلبياً، فيما كان موقف 41% من المستطلعين محايداً.

وترتبط المخاوف الأساسية للمستطلعين بالجانب الاقتصادي بسبب ارتفاع التكاليف وتراجع العائدات، وكذلك بسبب تراجع الثقة بوسائل الإعلام التقليدية، وتزايد الهجمات والاعتداءات بحق الصحافيين.

في المقابل، تأمل المؤسسات الصحافية أن تؤدّي الأحداث السياسية والرياضية الكبرى هذا العام، مثل الانتخابات الرئاسية الأميركية والألعاب الأولمبية، إلى جذب فئات أوسع من الجمهور، ولو بشكل مؤقت. لكن، بقدر ما يمكن أن تشكل الانتخابات دفعة للمواقع والمنصات الإعلامية، إلّا أنها قد تزيد من الانقسام والاستقطاب بشكل يقوّض الثقة المتراجعة أصلاً بوسائل الإعلام التقليدية..

بشكل عام، عبّر المستطلعون عن إيمان قوي بقيمة الصحافة، لكنّ ذلك ترافق مع شعور بعدم اليقين حول أوضاع المهنة في العام الجديد، في ظل موجة جديدة من التغييرات التكنولوجية القادمة.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

انقلاب المنصات الاجتماعية على الإعلام التقليدي

لم تعد مواقع المؤسسات الإعلامية تحظى بنفس نسبة الزوار القادمين من منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع تفضيل "فيسبوك" و"إكس" صناعَ المحتوى الموجودين في المنصة على الأخبار وتقارير الصحافيين.

وعبّر 63% من المستطلعين عن قلقهم من التراجع الحاد في أعداد المستخدمين القادمين من منصات التواصل الاجتماعية. إذ انخفضت حركة الدخول من "فيسبوك" إلى مواقع الأخبار بنسبة 48% خلال العام 2023، وكذلك الحال مع "إكس"، إذ سجّل تراجعاً بنسبة 27%، و"إنستغرام" بنسبة 10%.

هذا التراجع دفع المؤسسات الإعلامية للبحث عن سبل مختلفة لمواجهته. قال 77% من المستطلعين إنّهم سيعملون على بناء روابط مباشرة مع المستخدمين عبر مواقعهم على الإنترنت وتطبيقات AL والنشرات الإخبارية (Newsletters) وبرامج البودكاست. وأشار 22% إلى أنّهم سيعملون على خفض التكاليف، فيما يفضل 17% زيادة الإنفاق على الترويج، في حين سيعمل 20% منهم على جذب الزوار من خلال منصات اجتماعية بديلة، على رأسها "واتساب" و"إنستغرام".

وتوقع المعد أن تطبيق واتساب سيأخذ المكانة التي احتلها "فيسبوك" و"إكس" سابقاً لدى المؤسسات الصحافية والإعلامية، خاصة بعد إطلاق خدمة تسمح للمؤسسات والشركات بإنشاء قنوات ومجموعات، يمكن للمستخدمين متابعتها والاشتراك فيها والتفاعل مع منشوراتها باستخدام الرموز التعبيرية.

ووفقاً لبعض المشاركين في استطلاع "رويترز"، يصل عدد أكبر من القراء إلى مواقع المؤسسات الإعلامية عبر "واتساب" بالمقارنة مع "فيسبوك" و"إكس". فيما رأى ناشر إحدى الشركات الرقمية الأوروبية الناشئة أن مجموعات "واتساب" يمكن أن تحظى مع الوقت "بنفس تأثير الإشعارات والرسائل الإخبارية".

محركات البحث في عصر الذكاء الاصطناعي

تشعر المؤسسات الإعلامية أيضاً بالقلق من انخفاض حركة الدخول إلى مواقعها من خلال محركات البحث، خاصةً بعد قيام شركات مثل "غوغل" و"مايكروسوفت" باستكشاف طرق جديدة لعرض المحتوى، عبر تجارب البحث التوليدية (SGE) التي تقدم إجابات مباشرة عن الاستفسارات بدلاً من تقديم قائمة نتائج لمواقع على الإنترنت.

وكانت "مايكروسوفت" أوّل من دمج هذه الخدمة في محرك البحث بينغ، بالتعاون مع شركة أوبن إيه آي، صاحبة ChatGPT، عن طريق تدريب النماذج الأساسية على المحتوى من جميع أنحاء الإنترنت بما في ذلك المواقع الإخبارية. قبل أن تتبعها "غوغل" من خلال إصدارها خدمة جيميني.

ومن المتوقع أن يشهد العام الحالي انتشاراً لمساعدي المحادثة المعتمدين على الذكاء الاصطناعي والمدمجين بأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وحتى السيارات، ما "سيغير الطريقة التي نكتشف بها المحتوى"، وفقاً لـ"رويترز".

نتيجةً لذلك، من المتوقع أن تبذل وسائل الإعلام ضغوطًا متزايدة لمواجهة الخسارة في حركة المرور والإيرادات الناتجة عن ذلك، ورجحت "رويترز" أن تكون الدعوى القضائية التي رفعتها صحيفة ذا نيويورك تايمز ضد "أوبن إيه آي" واحدة من بين العديد من القضايا المشابهة التي سترفع هذا العام.

وكانت الصحيفة الأميركية قد اتهمت "أوبن إيه آي" باستخدام ملايين مقالات الصحيفة من دون إذن لتدريب نظام ChatGPT، الذي صار ينتج أحيانًا "مقتطفات حرفية" من هذه المقالات، ما يعني أنّه بات منافساً للصحيفة كمصدر للحصول على المعلومات.

ووفقاً لنتائج أبحاث معهد رويترز، فقد توقفت نصف المؤسسات الإعلامية الكبرى عن السماح لمنصات الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى المحتوى الخاص بها بحلول نهاية العام 2023، الأمر الذي يجعلها في وضع أفضل لعقد صفقات في المستقبل مع هذه الشركات.

وفي حين رأى بعض المشاركين في الاستطلاع أن هناك فرصة للتعاون مع شركات الذكاء الاصطناعي بطريقة تكفل تحقيق الجميع أرباحاً، إلّا أن الغالبية عبروا عن عدم تفاؤلهم بنتائج أيّ اتفاق بين المؤسسات الإعلامية وشركات التكنولوجيا. ففي حين رأى أكثر من ثلث المشاركين (35%) أن مجموعة محدودة من المؤسسات الإعلامية الكبرى ستحقّق أرباحاً من هذه الاتفاقيات، توقّع حوالي النصف (48%) أنّ المؤسسات الإعلامية لن تحصل سوى على القليل من المال.

مزيد من الضغوط الاقتصادية

من المتوقع، وفقاً لمعهد رويترز، أن تستمر الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها المؤسسات الإعلامية في ظلّ تقلبات سوق الإعلانات وتحوّل جمهور أوسع إلى التكنولوجية الرقمية.

ولفت التقرير إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية شهدت في العام 2023 فقدان حوالي 20 ألف وظيفة في الإعلام، أي ما يقارب ستة أضعاف ما فقدته بالعام السابق، كما أن هناك ما بين اثنتين وثلاث صحف محلية تغلق كل أسبوع.

وأشار إلى أنّ بعض المؤسسات باتت تعتمد على صحافيين متعاونين أو قد تنشر محتوى منتج بواسطة الذكاء الاصطناعي. فيما تتعرض القنوات الإخبارية التلفزيونية، التي لم تستثمر بشكل كبير في المجال الرقمي، للضغط مع انجذاب الجمهور لمنصات البث المباشر. في الوقت نفسه، فإن المؤسسات الإعلامية الرقمية مثل "فايس" و"فوكس"، اللتين اعتمدتا على منصات التواصل الاجتماعي لبناء قاعدة جماهيرية واسعة، صارتا اليوم تعملان على عصر النفقات.

وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب، أبلغ معظم المشاركين في استطلاع "رويترز" عن نمو مستمر في الاشتراكات الإلكترونية المدفوعة في مؤسساتهم خلال العام الماضي، وإن كان ذلك لم ينعكس في كثير من الحالات زيادة كافية في الإيرادات لتعويض الانخفاض في عائدات الطباعة والإعلان.

وأشار 80% من المشاركين في الاستطلاع أنّهم يرون الاشتراكات الإلكترونية والعضوية أهمَّ مصدرٍ للعائدات في العام 2024. وفي المجمل، تسعى المؤسسات الإعلامية إلى تأمين عدة طرق لتحقيق الإيرادات، لكن ذلك يتطلب منها أن "تحتضن التكنولوجيا الرقمية بشكل كامل"، وفقاً لـ"رويترز".

وتوقع المعهد أن يشهد العام الحالي تقديم المزيد من عروض الاشتراكات والعضوية والمنتجات الإضافية مثل الألعاب والبودكاست، وكذلك الإصدارات "الخفيفة"، لمحاولة جذب الفئات الأصغر سناً من الجمهور.

تركيز على المحتوى البصري والصوتي

طوال عشرين عاماً، كانت المقالات المكتوبة الوسيلة الأساسية لتدفق المعلومات على شبكة الإنترنت، فيما بقيت مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية أقل تأثيراً. لكن ذلك تغيّر في السنوات الأخيرة، بعد ظهور الهواتف الذكية والمنصات المتخصصة بإنتاج ونشر الفيديوهات، إضافةً إلى أنّ الأجيال الأصغر تميل إلى الوسائط البصرية والصوتية على حساب النص المكتوب.

وأظهرت نتائج استطلاع "رويترز" بوضوح أنّ معظم المؤسسات الإخبارية تخطّط لإنتاج المزيد من مقاطع الفيديو (64%) والمزيد من برامج البودكاست (47%) خلال العام 2024.

وعلى الرغم من أنّ إنتاج الفيديو قد لا ينعكس زيادة في الأرباح، إلّا أنّه ضروري، بحسب "رويترز"، لتعزيز حضور المؤسسات الإعلامية وكوسيلة لاجتذاب الفئات الأصغر سناً من الجمهور.

"الإرهاق المعلوماتي"

على الرغم من أهمية إنتاج المزيد من مقاطع الفيديو وبرامج البودكاست وتفعيل التنبيهات والرسائل الإخبارية، إلّا أنّ تقديم أنماط جديدة من المحتوى قد لا يكون فعالاً مع جزء من الجمهور، إذ تشير أبحاث معهد رويترز إلى أن مستهلكي الأخبار غالباً ما يشعرون بالإرهاق بسبب حجم الخيارات المتاحة أمامهم.

صارت قضية "الإرهاق المعلوماتي" الشغل الشاغل للمدراء التنفيذيين في المؤسسات الإعلامية، بحسب معهد "رويترز"، الذي تشير أبحاثه إلى أنّ الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة جعلت الجمهور أقل رغبة في متابعة الأخبار والتفاعل معها.

وقدّم المشاركون في الاستطلاع عدّة حلول لمعالجة هذه المشكلة في العام الجديد، إذ قال 67% إنّهم يعملون على طرق أفضل لشرح القضايا والصراعات المعقدة، فيما يسعى 44% إلى مشاركة الأخبار التي تتطرق إلى مشاكل معينة مع تقديم حلول محتملة لها، وأشار 43% إلى أنّهم ينوون إنتاج قصص إنسانية ملهمة.

وتوقّع "رويترز" أن تتراجع السرديات المظلمة حول التغير المناخي في التقارير الإخبارية، والاعتماد على وجهة نظر أكثر تنوّعاً. كذلك، من المتوقع أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في مساعدة الجمهور على إعادة تحرير الأخبار ومشاركتها بشكل مختلف.

أثر الذكاء الاصطناعي في غرف التحرير

شهد العام 2023 دخول أدوات الذكاء الاصطناعي إلى غرف الأخبار، واستعملت لإنجاز مهام متعددة، مثل إعداد الملخصات والتدقيق اللغوي والترجمة، وحتّى إنتاج الصور والمقالات، ومن المتوقع أن يشهد العام الحالي سعياً متزايداً لإدماج التقنية بالعمل الصحافي.

وعلى الرغم من التشكك الذي أبداه 56% من المشاركين في الاستطلاع حول قدرات الذكاء الاصطناعي على إنتاج المحتوى، إلّا أنّ معهد رويترز توقّع أن توكل مزيد من المهام التحريرية للروبوتات.

ورأى معظم المستطلعين أنّ أهم استخدام لتقنية الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة هذا العام هو أتمتة العمليات الخلفية للأخبار (56%)، حيث يتولى أداء مهام تحريرية معيّنة عوضاً عن المحررين، فيما رأى 37% أنّه سيكون مفيداً في تحسين الاقتراحات والتوصيات للمستخدمين. وأشار قرابة ربع المشاركين أنّ الذكاء الاصطناعي سيكون مفيدا في العمليات التجارية (28%) والبرمجة (25%).

وتوقّع "رويترز" أن يشهد العام الحالي الاستعانة بمساعدين افتراضيين، تتركّز مهامهم على مراقبة عمل الصحافيين، وتقديم اقتراحات لجعل تقاريرهم أكثر جاذبية أو دقة. كذلك، من المتوقع أن تظهر وظائف جديدة لإدارة استعمالات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الإعلامية.

الأخبار في عام الانتخابات

مع الانتخابات التي يشهدها أكثر من 40 بلداً خلال العام الحالي، تزداد المخاوف من تأثير استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من قبل السياسيين والناشطين والجهات الخارجية للتأثير على نتائج الانتخابات، ما قد يقوّض ثقة الجمهور بالأخبار بشكل عام.

وعبّر 70% من المستطلعين عن اعتقادهم أنّ المحتوى المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثيرٌ سلبي على مصداقية الأخبار بين الجمهور.

وتوقّع معهد رويترز أن يشهد العام الحالي فرض قواعد تنظيمية أكثر صرامة من قبل الحكومات على كبرى شركات التكنولوجيا، على غرار قانون الخدمات الرقمية الأوروبي، الذي جعل وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولة قانونياً عن المحتوى الذي تنشره، بما في ذلك أنواع مختلفة من خطاب الكراهية والتدخل في الانتخابات.

نتيجةً لذلك، قد تفرض المنصات الاجتماعية على مستخدميها الإشارة بوضوح إلى المحتوى المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي. كما من الممكن أن يستخدم الذكاء الاصطناعي نفسه لكشف وتمييز الادعاءات الكاذبة أو الصور المفبركة، ما يساعد على إزالته بشكل أسرع.

أجهزة وأدوات جديدة

كانت أجهزة الكومبيوتر، ولاحقاً الهواتف الذكية، طريقة اتصال الناس بالإنترنت لوقت طويل، لكنّ خبراء التكنولوجيا يرون أنه في عصر الذكاء الاصطناعي اليوم، قد تكون هناك طرق أفضل للوصول إلى المعلومات والخبرات.

وأشار "رويترز" إلى أنّه من المقرر، خلال العام 2024، إطلاق أجهزة جديدة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الهواتف الذكية، وذلك باستخدام أجهزة تتفاعل مع الأوامر الصوتية وحركات العين وإيماءات اليد. إذ يعتقد العديد من العلماء أننا نتحرك نحو عالم "الحوسبة المحيطة"، حيث يمكن ارتداء أجهزة مدعومة بمساعدين افتراضيين، قادرة على معالجة كلّ ما يراه ويسمعه مستخدموها في الواقع، كما يمكنها الإجابة عن أيّة أسئلة وتقديم معلومات بلغات مختلفة.

ومن المتوقع أن تظهر في العام الحالي ابتكارات جديدة مثل نظارات الواقع المعزّز والواقع الافتراضي. لكن يميل 41% من المستطلعين إلى أن الأجهزة التي تعمل بالاستجابة الصوتية، مثل السماعات الذكية، هي الأكثر قدرةً على منافسة سيطرة الهواتف الذكية على طرق وصول الناس إلى الإنترنت، وبالتالي إلى الأخبار.

لكن، سيحتاج الأمر مزيداً من الوقت حتّى تتضح الصورة التي ستؤثر بها هذه الأدوات على كيفية استعمال الجمهور الإنترنت وتلقيه الأخبار.

تحديات وفرص

خلص معهد رويترز لدراسة الصحافة، في نهاية تقريره، إلى أنّ تداعيات التطور التكنولوجي المتواصل على المؤسسات الإعلامية والصحافيين لن تصير واضحة إلّا بمرور الوقت. كما رأى أنّه من الصعب التنبؤ بتأثير الذكاء الاصطناعي على شكل العمل الصحافي، معتبراً أن ذلك يعتمد على أمورٍ، منها موقف الرأي العام من هذه التكنولوجيا، ونتائج محاولات الحكومات تنظيم القطاع، وكذلك نتائج الدعاوى القانونية المتعلقة بالملكية الفكرية التي تواجهها شركات الذكاء الاصطناعي.

وتوقّع أن تُنشئ المؤسسات الإخبارية محتوى من خلال تجارب جديدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الاعتماد بشكل متزايد على الصوت ومقاطع الفيديو على حساب النص المكتوب. وفي الوقت نفسه، سيُعمل على تجميع المحتوى وتوزيعه بطريقة تجعله أكثر ملاءمة لجذب جمهور أوسع ومن فئات عمرية مختلفة.

وفي حين يأمل جزء من المستطلعين أن يؤدي "الطوفان الوشيك من المحتوى الاصطناعي غير الموثوق به" في العام 2024 إلى "إعادة تعزيز مكانة الصحافة واستعادة الثقة بها"، عبّر جزء آخر عن خشيتهم من فقدان الجمهور الثقة بمصادر الأخبار كلها.

المساهمون