معهد الدوحة للدراسات العليا يناقش صراع السرديات في العدوان على غزة

نظم برنامج الصحافة في معهد الدوحة للدراسات العليا، أمس الأربعاء، ندوة عنوانها "الحرب على غزة: التغطية الإعلامية وصراع السرديات"، شارك فيها مجموعة من الباحثين من معهد الدوحة وجامعة قطر.

ناقشت الندوة التغطية الإعلامية والسرديات التي قدمها الإعلام الإسرائيلي، والإعلام الفلسطيني والعربي، والإعلام العالمي. وقدّم المتحدثون قراءة أولية في صراع السرديات الإعلامية والأطر الإعلامية المستخدمة في تصوير الصراع في العدوان الراهن، ودور شبكات التواصل الاجتماعي في تقديم رواية بديلة، والمحاولات المتواصلة لمحاصرة السردية الفلسطينية على المنصات الرقمية.

وقال رئيس برنامج الصحافة في معهد الدوحة للدراسات العليا، باسم الطويسي، إن التغطية الإعلامية للحرب الإسرائيلية الحالية على غزة مرت بمراحل، "بدأت بالسعي لاختطاف الرأي العام العالمي على يد وسائل الإعلام الغربية، عبر ترديد الأطروحات الإسرائيلية وتبني السردية التي صاغتها المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، أي تصنيع الرأي العام العالمي وتوجيهه في اتجاه واحد يتماشى مع السردية الإسرائيلية". وأشار إلى نزع الإنسانية عن الفلسطينيين وتأطير الحرب الإسرائيلية بالدفاع عن النفس، مذكراً بأن التجارب التاريخية "تدل على أن نزع الإنسانية عن أحد الطرفين يقود إلى إضفاء الشرعية على عمليات الإبادة الجماعية كما حدث في رواندا والبلقان، وهنا يكون الإعلام شريكاً في جرائم الحرب".

وعرض أستاذ الإعلام في جامعة قطر، نور الدين ميلادي، محتوى كتاب صدر أخيراً عن إحدى دور النشر البريطانية، حول تغطية الإعلام الغربي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي أشرف على تحريره بمشاركة مجموعة من الباحثين العرب والأجانب. وتناول مقاربات متعددة تناولت تغطية العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2021، وتغطية قضية حي الشيخ جراح. وأوضح ميلادي أن النتائج الأساسية التي توصل إليها الكتاب تدل على وجود فروقات مهمة في عرض الرواية الفلسطينية على وسائل الإعلام الدولية مقابل الرواية الإسرائيلية. وقال: "تساند وسائل الإعلام الغربية بشكل واضح الرواية الإسرائيلية وتتقمّصها، وهذا يضرب أخلاقيات ومعايير العمل الصحافي".

إعلام وحريات

التحديثات الحية

يوميات أطفال غزة من "المقبرة": هذه محرقتنا

وقارنت الأستاذة في معهد الدوحة للدراسات العليا، رانية المالكي، بين تغطية "الجزيرة" الإنكليزية والقناة الإسرائيلية i24NEWS لأحداث حي الشيخ جراح، معتمدة على مصادر القناتين. وأوضحت أن نتائج الدراسة ذهبت إلى أن "قناة الجزيرة الإنكليزية، مقارنة بـi24NEWS، كانت تستخدم شبكة أوسع من المصادر وأكثر تنوعاً، بما في ذلك المصادر الإسرائيلية لتغطية الحدث. القناة الإسرائيلية استخدمت فقط مصادر إسرائيلية، وحتى في الحالات النادرة عند استخدامها لمصادر عربية أو فلسطينية، يأتي ذلك فقط لتغذية سرديتها الخاصة التي تعكس تماماً وجهة نظر إسرائيل".

وقدّم الأستاذ في برنامج دراسات الإعلام في معهد الدوحة للدراسات العليا، محمد حماس المصري، قراءة في تغطية وسائل الإعلام الغربية الرئيسية للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، لافتاً إلى أن معظم الأبحاث الإعلامية تشير إلى أن وسائل الإعلام الغربية تعتمد بشكل أكبر على المصادر الإسرائيلية مقارنة بالمصادر الفلسطينية، وأن هذا الاعتماد المفرط على مصادر إسرائيلية يعد مشكلة كبيرة، حيث يظهر أن وسائل الإعلام الأميركية أكثر ولاءً لإسرائيل من وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها.