افتُتح، مساء اليوم الجمعة، معرض فني حمل عنوان "مراس" في حيفا من تنظيم غاليري مجدلاني، واستضافة جمعية الثقافة العربية، ومشاركة 15 فناناً تشكيلياً فلسطينياً من الضفة والقدس والداخل الفلسطيني والجولان المحتل.
وشمل المعرض أعمالاً فنية تشكيلية لفنانين من جيل الشباب، عدد منهم أنهى دراسته الأكاديمية في الفن والتصميم والهندسة المعمارية، فيما خاض عدد آخر تجربة عرض أعمال فنية للمرة الأولى، رداً على المؤسسات الرسمية التي تشترط معايير وقوانين للمشاركة في المعارض. كما شمل المعرض عملين أدائيين وعرضاً صوتياً.
ويتميز معرض "مراس" بكونه حدثاً حصرياً لمرة واحدة ولخمس ساعات متواصلة، يقدّم مجموعة من الأعمال الفنية والأدائية المعروضة بأشكال متنوعة وغير اعتيادية. المعرض يحاور ويسأل عن طبيعة العلاقة ما بين الأعمال الفنيّة وبين المساحة، من خلال عرض أعمال إنشائية وأدائية تتشارك الفضاء الزمني والمكاني في آن واحد، ليبحث تطور القصص الشخصية عندما تتقاطع وتشارك مساحة جماعية.
وقال مجد أبو ريا، وهو أحد منظمي المعرض، لـ"العربي الجديد": "عنوان المعرض مراس يعني تجربة. الفكرة جاءت بسبب عدم وجود مساحات فنية وثقافية للعرض فيها. فكرنا كيف نجد مساحة للفنانين ليعرضوا فيها أعمالهم. فكرة المعرض أن نحكي عن تجربة الحياة في فلسطين، وهي فريدة وغير عادية مقارنة بالعالم".
وقال الفنان يزن يعقوب عن عمله "همش": "همش هو صوت الإنسان فيه جلبة وكثرة. صوت الجراد عند التزاحم والاهتياج. يستكشف هذا العرض الأدائي العناصر الصوتية الظاهرة والمبطنة في بناءٍ مجتمعي مليء بالعنف والفوضى ينساق فيه الإنسان بطاقاته الغريزية البدائية في محاولة للنجاة من وحوش العالم الحديث. تتخالط وتمتزج أصوات الغضب الحيواني للإنسان والحيوان، وتتقارب أدواتنا للتعبير عن حاجاتنا ورغباتنا، حتى يصبح من الصعب التفرقة بينهما".
وأضاف يعقوب: "في هذا العالم نعيش مع محددات وضوابط حضارية معاصرة تحاول طوال الوقت فرض سيطرتها علينا كبشر، تجبرنا على صياغة معاني الصواب والخطأ، والتي إن اتفقنا أو اختلفنا معها، فهي بالضرورة تكبت أي تصورات فطرية طبيعية يشكلها الإنسان، فتجبرنا على رفض وتهميش هذه الجوانب في دواخلنا، نقمعها، ونكرهها، ونعنفها، لكنها فينا نحن البشر".
وعرضت المهندسة المعمارية نسرين طحان عملاً بعنوان "أخضر سكني"، تناول موضوع قرية لفتا المهجرة قضاء القدس وحال وضعها اليوم. وقالت لـ"العربي الجديد": "الفكرة جاءت من ضمن حراك فني في القدس أنا جزء منه، في سنة 2021 قمنا بمعرض لفتا، وهذا المعرض ضم قرى مهجرة أخرى من فلسطين إضافة إلى لفتا. من ناحية العمل كنت أعمل على المشروع مع زميلة. كنا نزور قرية لفتا، ونرى، ونراقب مشهد القرية اليوم، وليس قبل النكبة. خلال جولتي في القرية لاحظنا أنّ النباتات تهيمن على البنايات في لفتا، والعرض هو عن محو آثار القرية بسبب النبات".