شهد العام الماضي ركوداً فنياً كبيراً بسبب تفشي فيروس كورونا، وتوقف معظم الفعاليات والحفلات الفنية التي كانت تُقام بشكل دوري في العالم. ويبدو أنه مع انتشار الوباء الجنوني هذا الشتاء سينتظر الفنانون طويلاً قبل عودة دورة حياتهم وإنتاجاتهم إلى طبيعتها.
ورغم شحّ الإصدارات الغنائية العربية، طرحت المغنية اللبنانية نجوى كرم جديدها "معذور قلبي" الأسبوع الماضي.
مجدداً اختارت كرم الإيقاع الذي يبقيها حاضرة على الساحة، ولو حتى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تعرف كيف تستغلها، فنشرت على مختلف المنصات فيديو كليب الأغنية المصوّرة على طريقة تلفزيون الواقع.
لا جديد في الأغنية، الأقرب إلى ألوان الفلكلور العربي. إذ بات واضحاً أن كرم تعيش حالة تخبط في محاولة للحفاظ على اللون الغنائي الذي صنعته لنفسها، تارة من خلال الكلمات المعروفة باللهجة البيضاء، أو حتى العودة مجدداً إلى الكلمة اللبنانية وهو ما كرس حضورها المحلي مع بداية التسعينيات.
أسئلة كثيرة بالإمكان طرحها حول مسيرة نجوى كرم الفنية في السنوات الأخيرة، وهل تحولت مكانتها على الخريطة الغنائية؟ وهل واصلت تقدمها خلال العقد الماضي في ظل ظهور فنانين وفنانات آخرين عرفوا كيف يقتنصون النجومية؟
الواقع الثابت الذي تعرفه كرم هو أنها تراوح مكانها منذ سنوات، لكنها باقية على الساحة، وتستثمر نجاحها من خلال مجموعة الحفلات التي تحييها بشكل دوري وتبعد عنها النقد. لكن ما هي أسباب هذا التراجع أو لنقل الثبات بعيدًا عن أي تقدم؟ لعل الأبرز هو قلة الدراية في إدارة أعمالها أولاً، وقيامها بدور الـ"وان وومن شو"، ووقوف شركة روتانا كمراقب أكثر منها شريكاً في الإنتاج الذي تختاره بنفسها ولا تساوم على خيارها الموسيقي. وهو ما أوقعها في شرك التكرار وإعادة التجارب مع ملحنين أو موزعين استهلكوا أنفسهم، ويُختزل إنتاجهم بمجموعة من الألحان التقليدية المعروفة وتقديمها للفنانين كـ "هيت" موسيقي بعد إضافة تعديل يتماشى مع الخط التقني السائد اليوم.
في "معذور قلبي" استعانت نجوى كرم بالمخرج وليد ناصيف للمرة الثالثة لتصوير الأغنية على طريقة تلفزيون الواقع. اختارت هذه المرة وسط بيروت التجاري، على الرغم من بعض الانتقادات التي نالتها صاحبة "هيدا حكي" بحسب ما قال متابعون، بسبب رمزية المكان الذي كان شاهداً على تفجير 4 أغسطس/آب الماضي في مرفأ بيروت. هناك على بعد أمتار قليلة من الجريمة شيّد مسرح خصيصاً لتؤدي كرم الأغنية الجديدة أمام وابل من السيارات لشبان وشابات شاركوا في تحريك الكليب تماماً كما حصل في إبريل/نيسان 2019 عندما قدمت كرم من شارع الحمرا البيروتي الشهير أغنية مصورة بعنوان "ملعون أبو العشق".
تحديات كثيرة ستواجهها كرم وزملاؤها في السنة الجديدة، ومنها بالطبع تعاونها مع روتانا في ظل ظروف قاسية تعانيها الشركة السعودية بسبب الضيق المالي وقلة الحفلات والمهرجانات التي كانت سنداً حقيقياً لبقاء روتانا كداعم معنوي مجاني لإنتاجات الفنانين الغنائية، وتقسيم نسبة الأرباح عن طريق الحفلات والمهرجانات.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
