فنانون ومهنيون يتظاهرون في فرنسا ضد استمرار إغلاق دور السينما والمسارح 

15 ديسمبر 2020
تضرر قطاع السينما والمسارح بفعل الإغلاقات المتكررة (Getty)
+ الخط -

استغلت جمعيات ونقابات الفنانين والسينما والمسرح والمتاحف خروج فرنسا، الثلاثاء، من حالة الحجر الصحي الثاني بعد شهر ونصف من فرض قيود على السفر والتنقل وحظر التجمعات للحد من تفشي كورونا، للاحتجاج في كل البلاد، على عدم شمول قرار رفع الحجر الصحي الثاني لمهنهم، إذ ستبقى دور السينما والمسرح وصالات العرض مقفلة حتى إشعار آخر.

وكانت الحكومة قد أعلنت شهر يناير/كانون الثاني من العام المقبل موعداً لإمكان النظر باتخاذ قرار بإعادة فتح هذه المرافق، وعزت ذلك لأسباب صحية من أجل "تجنب زيادة التدفقات والتجمعات واختلاط الجمهور"، ما أثار غضب وإحباط ما يسمى في فرنسا بـ"عالم الثقافة".

ونظم المهنيون والنقابات في هذا القطاع تظاهرات ضخمة، الثلاثاء، طالبوا خلالها بإعادة فتح جميع الأماكن الثقافية؛ ووصف تجمع العاملين في مجال الترفيه والسينما والصناعات السمعية والبصرية في باريس السياسة التي تتبعها الحكومة في إدارتها للأزمة الصحية الناجمة عن جائحة فايروس كورونا، بـ"سياسة اليويو".

وانتهت تظاهرة باريس مساءً في ساحة الباستيل، وردد المحتجون شعارات "الثقافة هي الغذاء الأساسي"، و"الفن هو سلاح البناء الاجتماعي"، فيما أعلن المحتجون لاحقاً عن التوجه إلى منطقة مونمارتر للتجمع أمام نادي المسرح، بمبادرة من الممثلين جاك ويبر، أودريه بوني، وفرانسوا موريل.

ويأتي تحرك اليوم في موازاة ما يقول منظموه إنها معركة تجري مع القضاء، إذ أعلنت النقابات والفنانون اللجوء إلى مجلس الدولة، في إطار ما يعرف باسم إجراء "الحرية الموجزة"، وهو إجراء طوارئ سمح بموجبه لبعض المهن بإعادة فتح أعمالها بشكل مؤقت، والتي تنتعش خلال فصول معينة من السنة، مثل قطاع التزلج. ولقي هذا الإجراء دعماً من قبل مئات مديري المسارح والشركات في جميع أنحاء فرنسا.

وهؤلاء الفنانون والمحترفون في عالم السينما والمسرح والثقافة توقفت أعمالهم منذ أشهر، وقالوا في بيان ألقي خلال التظاهرة إن لديهم شعوراً بالظلم، وخصوصاً أنه لم يتم تسجيل تفشي الفيروس في المسارح والمتاحف ودور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية الأخرى.

من جهة ثانية، لا تزال حالة من عدم اليقين قائمة بشأن إعادة فتح الحانات والمطاعم التي عادة ما تستضيف عروضاً وحفلات، حيث من المقرر أن يتم النظر بإمكان إعادة السماح لها بفتح أبوابها في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

وقال رئيس الوزراء، جان كاستكس، في هذا الخصوص: "سيعتمد ذلك على الطريقة التي سنقضي بها موسم الأعياد، والذي سبق أن قلت إنه يمكن أن يفضي إلى تسريع انتشار الفيروس إذا لم نتحمل كلنا المسؤولية الاجتماعية".

وكانت الحكومة قد أعلنت رفع حالة الحجر الصحي الثاني مع إعادة فرض حظر تجول للمرة الثانية خلال هذا العام، يبدأ من الساعة الثامنة مساء وحتى السادسة صباحاً، على أن يتم استثناء ليلة عيد الميلاد من هذا القرار، ومع إبقاء حظر التجول قائماً خلال احتفالات عيد رأس السنة.

وأثار كاستكس حالة استهجان واسعة عندما أعلن أن الأطفال لن يذهبوا إلى المدارس يومي الخميس والجمعة المقبلين، وذلك لتجنب توسع انتشار الفيروس قبل عيد الميلاد، الأمر الذي أثار تنديداً واسعاً من قبل نقابات المعلمين. وقالت نقابة معلمي المرحلة الابتدائية "لقد فوجئنا بشدة بهذا الموقف الحكومي. منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي، قالت لنا الحكومة إن الأطفال لا يشكلون خطراً ولا يصابون بالفيروس، والآن يخبرنا رئيس الوزراء بأن الأطفال يمكن أن يتسببوا بتسريع وتيرة انتشار الفيروس".

المساهمون