مصر: اختفاء المصور الصحافي محمد الراعي قسرياً

29 أكتوبر 2020
المصور الصحافي المصري محمد الراعي (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلن حقوقيون وصحافيون مصريون اختفاء المصور الصحافي المصري، محمد الراعي، منذ أربع وعشرين ساعة، منذ استدعائه من قبل جهاز الأمن الوطني للحضور إلى مقر الجهاز بشبرا الخيمة بالقاهرة، متخوفين من سيناريوهات اختفاء قسري عديدة طاولت صحافيين ونشطاء سياسيين وحقوقيين.

وأعلن ناشطون، اليوم الخميس، اختطاف الراعي من قبل جهاز الأمن الوطني، وتقديم أسرته، صباح اليوم، بلاغاً برقم 257786084 للنائب العام، المستشار حمادة الصاوي، وآخر برقم 257786085 إلى وزير الداخلية، اللواء محمود توفيق، بشأن واقعة تعرضه للإخفاء القسري منذ أكثر من 24 ساعة.

وعلى وسْم "محمد الراعي فين" دوّن عشرات الصحافيين والناشطين والمحامين الحقوقيين، مطالبين السلطات المصرية بالبحث عنه والكشف عن مصيره.

وكان أفراد من الأمن قد توجهوا الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، إلى منزل الصحافي بشبرا الخيمة، وعندما لم يجدوه قاموا بترك رقم هاتف للتواصل. بعد ساعات تواصل الصحافي مع هذا الرقم الذي أبلغه باستدعائه للحضور إلى مقر الجهاز بشبرا الخيمة.

وذهب الراعي إلى مقر الجهاز الثلاثاء الماضي، وتم التحقيق معه بشكل غير رسمي لمدة 5 ساعات. ودارت الأسئلة حول طبيعة عمله الصحافي والأماكن التي يعمل بها، ثم تم إخلاء سبيله.

ثم تم التواصل مع الصحافي مرة أخرى مساء الثلاثاء من هذا الرقم، وطُلب منه التوجه إلى مقر الجهاز مجدداً، وهو ما حدث بالفعل، وذهب الراعي في الثانية ظهر أمس الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، ثم فقدت أسرته وأصدقاؤه التواصل معه، ولا يعرف أحد مكانه حتى هذه اللحظة.

ومحمد الراعي، مصور صحافي مصري، يعمل في عدة مواقع إخبارية مصرية ودولية، بعضها معارض للنظام المصري الحالي.

ويقبع على الأقل 29 صحافياً في السجون المصرية، وفقا لأحدث إحصائيات نشرتها منظمة مراسلون بلا حدود، بينما يرتفع العدد لما يقرب من 80 صحافياً وإعلامياً في تقديرات حقوقية محلية، تحصي جميع العاملين في مجال الصحافة والإعلام من النقابيين وغير النقابيين.

ووفقًا لأحدث تصنيف لمنظمة مراسلون بلا حدود، بشأن حرية الصحافة في 2020، الصادر في 21 إبريل/نيسان الماضي، تبيّن تراجع مصر للمرتبة 166 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، بتراجع 3 مراكز عن ترتيبها في العام الماضي.

وحسب وصف المنظمة تعد مصر من أكبر سجون الصحافيين بالمنطقة. ويوصّف التقرير حالة الصحافة في 180 بلداً، انطلاقاً من منهجية تُقيم مدى تعددية وسائل الإعلام واستقلاليتها وبيئة عمل الصحافيين ومستويات الرقابة الذاتية، فضلاً عما يحيط بعملية إنتاج الأخبار من آليات داعمة مثل الإطار القانوني ومستوى الشفافية وجودة البنية التحتية.

واعتبرت المنظمة أن مصر والسعودية التي احتلت المرتبة 170 متقدمة مركزين عن العام الماضي، قد تحولتا إلى أكبر السجون في العالم بالنسبة للصحافيين، بعد الصين التي تتربع على الصدارة في هذا المضمار.

وأكدت المنظمة أن مصر استخدمت مكافحة "الأخبار الزائفة" ذريعةً لتبرير حجب الصفحات والمواقع الإلكترونية من جهة، وسحب بطاقات اعتماد الصحافيين من جهة أخرى.

المساهمون