قررت النيابة العامة في مصر إجراء الصفة التشريحية على جثمان الممثل الأردني الراحل أشرف طلفاح، عقب تلقيها إخطاراً بوفاته إثر العثور عليه بحالة غيبوبة في مسكنه بمحافظة الجيزة، ووجود آثار إصابات عليه، ونقله إلى المستشفى في محاولة لإسعافه.
وقالت النيابة المصرية في بيان، مساء الإثنين، إنها تلقت بلاغاً من شرطة النجدة مفاده أن مشرف العقار، الذي يسكن فيه الممثل الأردني، رآه من شرفة مسكنه مُلقى على وجهه، فأبلغ الشرطة التي حضرت رفقة أحد أقارب الضحية لتتبين إصابته بغيبوبة، وأنه ما زال على قيد الحياة.
وأضافت النيابة أن قريب طلفاح أقر بإصابته بداء السكري ومحاولة أشقائه الاتصال به منذ فترة من دون أن يُجيبهم، مستطردة بأن أفراد أفراد الشرطة لم يتبينوا حينها بعثرة في محتويات مسكنه. في حين حضر بعض أصدقاء وأقارب الضحية، وأكدوا وجود متعلقاته كاملة من دون نقص.
وتابع البيان أنه بتلقي النيابة العامة البلاغ انتقلت إلى مسكن المتوفى لمعاينته، فتبينت عدم وجود آثار عنف على مقبض بابه الخارجي أو داخل المسكن، فانتقلت إلى المستشفى لسؤاله، إلا أنه كان محتجزاً في وحدة الرعاية الحرجة غائباً عن الوعي.
وشاهدت النيابة من مناظرة جسد الضحية وجود آثار إصابات متفرقة به؛ وبسؤال الطبيبة المختصة، أفادت بحضوره في حالة غيبوبة تامة، وعليه آثار إصابات متعددة، وآثار جروح وحروق بأنحاء متفرقة من جسده، فضلاً عن إصابته بنزيف في المخ، وتجمع دموي، وارتشاح على الرئة، بعد توقيع الكشف الطبي عليه.
وسألت النيابة عدداً من الشهود، وهم مؤجر العقار محل سكن المتوفى، وشقيقه، وصديقه المقرب، ولم تقف من شهاداتهم على وجود دلائل لأي شبهة جنائية في وفاته، بعدما شهدوا بأنهم حاولوا الاتصال بالممثل الراحل قبل اكتشاف إصابته بالغيبوبة، ولم يكن يجيبهم.
وفي غضون ذلك، تلقت النيابة إخطاراً بوفاة الممثل الأردني صباح اليوم التالي لاحتجازه في المستشفى، وانتقلت لمناظرة جثمانه، وانتدبت الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمانه لبيان سبب وكيفية إصابته، كما أخذت عينات بيولوجية منه للتأكد من وجود ما يشير إلى وجود شبهة جنائية في وفاته من عدمه.
وختم بيان النيابة المصرية بالتأكيد على أن تحقيقاتها لا تزال جارية في الواقعة، بغرض اكتشاف حقيقتها.
وتوفي طلفاح بعد تعرضه للضرب المبرح أثناء وجوده في القاهرة، بحسب ما قاله مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأردنية لـ"العربي الجديد"، مؤكداً أن السلطات المصرية أبلغت الوزارة رسمياً بفتح تحقيق موسع للوقوف على أسباب الجريمة التي أدت إلى وفاته صباح الإثنين في أحد مستشفيات العاصمة المصرية.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن أشخاصاً لم تُعرف هويتهم أقدموا، مساء السبت، على ضرب الفنان نتيجة خلافات شخصية لم تعرف أسبابها بعد، ما تسبب في دخوله في غيبوبة نتيجة إصابته بنزيف دماغي، لكنه لم يلبث أن فارق الحياة. فيما أعلنت السفارة الأردنية في القاهرة متابعتها التحقيق في جريمة القتل، بالتزامن مع البدء بترتيبات نقل الجثمان إلى الأردن، تمهيداً لدفنه هناك.
وطلفاح من أبرز الفنانين في الدراما الأردنية، وهو حاصل على بكالوريوس في التمثيل والإخراج في جامعة اليرموك عام 1997، وبدأ مسيرته الفنية منذ عام 2006 من خلال الدراما التلفزيونية.
وشارك الممثل الأردني الراحل في العديد من الأعمال الدرامية، مثل: "رأس غليص"، و"الأمين والمأمون"، و"دعاة على أبواب جهنم"، فضلاً عن مسلسلات: "الوعد (ملحمة الحب والرحيل)"، و"بوابة القدس"، و"الحسن والحسين"، و"عطر النار"، و"حنايا الغيث"، و"مالك بن الريب"، كما شارك في أفلام مهمة مثل: "المنعطف"، و"معطف كبير الحجم".