مشهد حقيقي في مسلسل "الاختيار2" يكشف كذب الرواية الأمنية

18 ابريل 2021
من مقطع الفيديو الذي ظهر في الحلقة الخامسة من "الاختيار" (يوتيوب)
+ الخط -

سقط القائمون على مسلسل "الاختيار 2" الذي تنتجه الشركة المتحدة التابعة لجهاز المخابرات العامة المصري، في عدة أخطاء وتناقضات.

فقد كانت الأجهزة المصرية، قبل فضّ اعتصام أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية تروج لرواية أن قيادات جماعة الإخوان المسلمين دفعت بالفقراء منها وبسطاء الحال وعوام الأعضاء، إلى التجمع في الميدان ليكونوا بمثابة حائط صد إذا أقدمت السلطات المصرية على فضّ الاعتصام، فيما غاب أبناء هذه القيادات وذووهم ليكونوا في مأمن.

غير أن لقطات حقيقية استعان بها صناع العمل عكست تلك الرواية التي ركز القائمون على المسلسل في ترديدها خلال الحلقات الأربع الأولى منه.

وأظهر مقطع فيديو من الأحداث الحقيقية، حسن الشاطر الابن الأصغر للنائب الأول لمرشد الجماعة خيرت الشاطر، ووالدته، داخل الاعتصام وسط الاشتباكات وهجوم قوات الأمن، وتبدو عليهما آثار التعب الشديد، خلال محاولتهما الاحتماء من طلقات الرصاص وسط المعتصمين.

وتناقضت تلك اللقطات الحقيقية، مع مشهد تمثيلي يظهر الممثل القائم بأداء دور عضو مكتب الإرشاد محمد كمال الذي تتهمه الأجهزة الأمنية بالوقوف وراء حركتي "حسم"، و"لواء الثورة"، وهو يغادر الاعتصام هرباً.

كذلك سقط صناع العمل في خطأ فني فادح، بعدما ظهر الضابط بالأمن المركزي في وزارة الداخلية جمال حنفي، الذي انشق بعد ذلك لينضم إلى تنظيم داعش في سيناء، خلال الحلقة الرابعة برتبة رائد، خلال مشهد تمثيلي يظهر فيه وسط مجموعة من مجندي الأمن المركزي رافضاً المشاركة في الفض.

وظهر حنفي برتبة ملازم أول في الحلقة الثانية من المسلسل، في مشهد تمثيلي خلال اشتباكه مع أحد زملائه في المعسكر بسبب قيامه بمسح تردد القنوات الفضائية من الريسيفر، يعود تسلسله الزمني في إطار العمل الفني قبل الفض بأيام قليلة، وهي الرتبة الحقيقية للضابط المشار إليه في المسلسل وقت الأحداث.

وأثار عرض الحلقة الرابعة من المسلسل حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهم عدد كبير من المتابعين ونشطاء سياسيين، عاشوا تلك الأحداث وزارة الداخلية والقائمين على العمل بالتزييف ومخالفة الحقيقة، وتجاهل الانتهاكات الأمنية في عملية الفض التي أدت إلى مجزرة راح ضحيتها العشرات من المعتصمين، وفقاً للأرقام الرسمية، وأكثر من ألف وفقاً لرصد منظمات حقوقية، الذين كان بينهم نساء وأطفال وعجائز.

المساهمون