بادر التونسيون، وبينهم مشاهير في عالم الفن والرياضة، إلى التبرع لدعم المستشفيات التي تُعنى بمرضى "كوفيد-19" التي تشهد اكتظاظاً بسبب ارتفاع أعداد المرضى وانتشار الوباء بشكل غير مسبوق في البلاد.
فنان الراب كادوريم قام بحملة لتوزيع مساعدات طبية فى عدد من المناطق التونسية خلفت ردود فعل متباينة بين من أثنى عليها وبين من رآها حملة سياسية مبكرة، خاصة أنه أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد سنة 2024.
الممثلة درة زروق دعت، عبر حسابيها على "إنستغرام" و"فيسبوك"، الدول العربية والشخصيات المالية الكبيرة في تونس إلى مساعدة بلادها لتجاوز الأزمة الصحية الخطيرة التي تمر بها، كما أكدت أنها تبرعت بمبلغ قيمته 50 ألف دينار تونسي (نحو 16 ألف دولار أميركي)، لـ"صندوق 1818"، وهو صندوق خاص يجمع التبرعات لمجابهة تفشي فيروس كورونا.
فنان الراب التونسي بندرمان يعتبر واحداً من أكثر الناشطين فى مجابهة الأزمة، إذ أسس مع مجموعة من الإعلاميين والفنانين "اللجنة المدنية لمجابهة كورونا"، وهي لجنة تتولى جمع التبرعات وتوزيعها والتنسيق بين مؤسسات المجتمع المدني والإطارات الطبية وشبه الطبية لتقديم العون لمن يحتاجه من المرضى.
لاعبة التنس التونسية أنس جابر قالت، الاثنين، إنها ستعرض مضربها للبيع لمساعدة مستشفيات بلادها التي تشهد اكتظاظاً بسبب انتشار "كوفيد-19". وقالت جابر، التي حققت إنجازاً غير مسبوق عربيا بوصولها لربع نهائي بطولة ويمبلدون الإنكليزية، ثالثة البطولات الأربع الكبرى، في مقطع فيديو، إنه "من أجل غرض نبيل... كأي تونسي وتونسية لا أستطيع أن أشاهد بلادي تمر بظروف صعبة". وبينت جابر أن الثمن الذي ستجمعه سيخصص لاقتناء الأدوية والمعدات الطبية اللازمة. كما ستقوم اللاعبة باضافة مبلغ للثمن الذي سيباع به المضرب.
ووضع المضرب للبيع في منتصف نهار الاثنين في المزاد العلني انطلاقاً من مبلغ ألفي دينار (نحو 600 يورو)، وذلك لمدة 48 ساعة.
لكن أغرب مبادرة في مجال مجابهة تفشي وباء كورونا تمثلت بما قامت به الفنانة التونسية المعتزلة حياة جبنون، التي بدأت قبل سنوات بالعمل في قناة "الزيتونة" القريبة من الأحزاب الإسلامية، إذ نشرت فيديو لها وهي توزع أكفاناً يغطى بها الموتى، ما أثار موجة من الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهمت جبنون بأنها تبشر بثقافة الموت في حين يحتاج فيه الناس إلى الحياة، وهو ما دفعها إلى حذف مقطع الفيديو واكتفت بالرد كتابة على صفحتها "لا حول ولا قوة إلا بالله".
أحصت تونس حالياً نحو 500 ألف إصابة و16380 وفاة في البلاد بسبب الوباء، وسجلت أكثر من مائة وفاة يومياً في المدة الأخيرة.
وفي مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء، أعلن ممثل منظمة الصحة العالمية إيف سوتيران أن تونس تسجل عدد وفيات هو "الأعلى" في المنطقة العربية والقارة الأفريقية وتمر "بوضع صعب" قد يزداد سوءاً، وبالتالي، تحتاج البلاد إلى مساعدة ولقاحات. وقال سوتيران "تونس تسجل نسبة وفيات هي الأعلى في القارة الأفريقية والعالم العربي"، مضيفاً أن "أكثر من 100 وفاة تسجل في اليوم" في بلد يسكنه نحو 12 مليون شخص.
وأكد رئيس مكتب المنظمة في تونس أن "الوضع الصحي خطير، وكلّ المؤشرات حمراء". وعلّل ذلك بتفشي الفيروس في أنحاء البلاد كافة، وهذا "مقلق للغاية"، و"انتشار متحور دلتا الشديد العدوى والموجود بكثافة".
وتشهد بعض الولايات التونسية اليوم وضعاً وبائياً مقلقاً للغاية، مثل ما حدث في القيروان (وسط)، وسليانة (وسط)، وباجة (شمال غرب)، بالإضافة الى تطاوين (جنوب)، والقصرين (وسط).