مسلسل "المماليك": سيف الدين السبيعي أمام تحدٍ تاريخي صعب

10 يونيو 2024
يملك المخرج السوري تجربة "يتيمة" في الدراما التاريخية (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- المخرج سيف الدين السبيعي يعمل على مشروع درامي تاريخي جديد بعنوان "المماليك"، يركز على الصراعات بين الصليبيين والأيوبيين والمماليك، بمشاركة نجوم من سورية ومصر، ويهدف لإحياء تقليد الدراما السورية في إنتاج الأعمال التاريخية.
- العمل يسلط الضوء على المرحلة الأخيرة من الدولة الأيوبية وصعود المماليك، مع التركيز على مواجهتهم للحملات الصليبية، ومن المقرر عرضه في رمضان 2025، مع التصوير في مواقع تاريخية بسورية ومصر.
- هناك تساؤلات حول قدرة السبيعي واليساري على مواكبة إرث الدراما التاريخية السورية والمقارنة مع أعمال حاتم علي، مع ترقب الجمهور والنقاد لمعرفة إذا كان "المماليك" سينجح في تحقيق التوقعات.

كشفت مواقع فنية سورية أن المخرج سيف الدين السبيعي يتحضر لتصوير عمل تاريخي يحمل اسم "المماليك" ويجمع نجوماً من سورية ومصر، ممّا يفتح الباب على عودة الدراما السورية لإنتاج الأعمال التاريخية، لكن السؤال يدور حول قدرة فريق العمل على الخروج بنتيجة قيّمة تؤرخ لحقبة مهمة من التاريخ العربي والإسلامي، وأن يكون العمل مكملاً لنجاح عشرات الأعمال التاريخية التي أنتجتها الدراما السورية باقتدار.

وبحسب ما كشف عنه، فإن العمل يتناول مرحلة الصراع الصليبي مع الأيوبيين والمماليك، وسيتم تصويره في سورية ومصر، وما زالت الاتفاقات جارية مع عدد من الفنانين السوريين والمصريين للمشاركة فيه، وهو من كتابة السوري محمد اليساري، وإنتاج شركة إيبلا السورية للإنتاج الفني.

ويعالج العمل المرحلة الأخيرة من حياة الدولة الأيوبية بالتزامن مع صعود المماليك إلى سدة الحكم ومواجهتهم الحملات الصليبية، إضافة إلى العديد من الخطوط الدرامية الفرعية، ومن المقرر أن يعرض في موسم مسلسلات رمضان العام المقبل.

والسلطنة المملوكية هي إحدى الدول الإسلامية التي قامت في مصر خلال أواخر العصر العباسي الثالث، وامتدت حدودها لاحقاً لتشمل الشام والحجاز، ودام ملكها منذ سقوط الدولة الأيوبية سنة 1250، حتى بلوغ الدولة العثمانية ذروة قوتها وضم السلطان سليم الأول الديار الشامية والمصرية إلى دولته بعد هزيمة المماليك في معركة الريدانية سنة 1517.

وتعد فترة الحكم المملوكي فترة معقدة من حيث التناول التاريخي، كونها شهدت محطات سياسية كثيرة ومتقبلة، من نهاية الدولة التي قبلها، بالإضافة للصراع مع الأيوبيين وإحياء الخلافة العباسية، وليس انتهاء بالصراع مع العثمانيين وانتهاء الدولة، وبين كل ذلك الحروب والغزوات، لا سيما المواجهة مع الصلبيين والمغول.

وكان المخرج الراحل حاتم علي عراباً للدراما التاريخية والتوثيقية في سورية من خلال إخراجه ثلاثية الأندلس ("صقر قريش" و"ربيع قرطبة" و"ملوك الطوائف") و"صلاح الدين الأيوبي" والعمل التوثيقي الهام "التغريبة الفلسطينية"، بالمشاركة مع الكاتب الكبير وليد سيف، وحملت قيمة فنية وتاريخية وأدبية كبيرة. لذا فإن السؤال سيكون مشروعاً عما إذا كان المخرج سيف السبيعي بإمكانه تقديم عمل من خلال "المماليك" يوازي مستوى الأعمال التاريخية التي قدمها حاتم علي، أو غيره من المخرجين.

بالعودة إلى سيرة المخرج سيف الدين السبيعي فلا نجد في مشواره ما يؤهله لقيادة دفة عمل بمادة تاريخية دسمة مثل "المماليك"، فجميع الأعمال التي أخرجها تدور في إطار الدراما الاجتماعية، وتحمل في معظمها طابعاً ترفيهياً، باستثناء عمل تاريخي واحد هو "الإمام الشافعي" عام 2007، والذي لم يحصد اهتماماً أو رواجاً كباقي الأعمال التاريخية التي أنتجتها الدراما العربية.

أما بالنسبة لشريك السبيعي في العمل، وهو الكاتب محمد اليساري، فقد قدم نفسه على أنه مختص بكتابة الأعمال التاريخية، لكن أعماله الثلاثة التي قدمها سابقاً، وهي "الإمام" (2017) و"الحسن والحسين" (2011) و"فتح الأندلس" (2022) لم تكن مهمة من حيث جودة المادة التاريخية التي قدمتها أعمال سابقة للدراما السورية، سواء عن المواضيع ذاتها، أو في إطار الدراما التاريخية بشكل عام.

كل ذلك، سيضع جودة "المماليك" محط شكوك، بانتظار الإعلان عن نجوم العمل وظروف الإنتاج، والأهم النتيجة النهائية من خلال عرض العمل في الموسم الرمضاني المقبل عام 2025.

المساهمون