مسلسل "سنّور": عبور الأكراد لحدودهم

22 فبراير 2022
من كواليس مسلسل "سنّور" (العربي الجديد)
+ الخط -

يلاقي المسلسل العراقي الكردي "سنّور"، الذي يعني باللغة العربية "الحدود"، استحسان الجمهور والنقاد منذ عرضه على شاشات قنوات محلية في إقليم كردستان العراق، بسبب معالجته واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه الشباب في الإقليم، وهي الهجرة والبحث عن مستقبل أفضل في دول الغرب، ليكون آخر الأعمال الدرامية المولودة في أربيل.
يقول مخرج العمل الدرامي، شينوار كمال، في حديث إلى "العربي الجديد"، إنه فخور بمسلسله الذي أنتجته وعرضته محطة كردية محلية، إذ استطاع أن يقترب أكثر من هموم وتطلعات الشارع.
يعالج مسلسل "سنّور" إشكالية الهجرة المتزايدة إلى أوروبا، التي لم تكن معاناة اللاجئين العراقيين على حدود بيلاروسيا آخر فصولها؛ فهي أزمة قديمة جديدة، تعكس حالة اليأس الذي يعيشه الشاب العراقي، والذي يبحث عن طريقة للخلاص، على ما يمكن أن تنطوي عليه هذه المجازفة بالعبور خارج الحدود، والتي قد تصل إلى خسارة المهاجر أمواله، أو حتى حياته، كما حصل مع لاجئين عراقيين، لقوا حتفهم بين حدود بولندا وبيلاروسيا. وكانت هذه الأحداث مادة المخرج شينوار الدرامية في مسلسله الجديد، مؤكداً أنّ "مواضيع حلقات مسلسله كانت من وحي الواقع".
أخرج شينوار، حتى الآن، مسلسلين دراميين، بعد سنوات من عمله في إخراج الأفلام الوثائقية في إقليم كردستان العراق. وبدأ شينوار مشواره في الإخراج الدرامي قبل سنوات قليلة، حيث وضع اللبنة الأولى لباكورة أعماله بمسلسل بوليسي، يطرح في حلقاته مواضيع حول جرائم القتل والخطف والسرقة، مشيراً إلى أنّها أيضاً واقعية مع تغييرات درامية بسيطة.
يوضح المخرج أنّ الدراما الكردية تخطو خطوات جيدة إلى الأمام، خصوصاً إذا ما قورنت بالسنوات العشر الماضية. ويعزو عدم قدرتها على المنافسة عربياً، لأسباب مالية تتجلى بامتناع المنتجين عن المجازفة، وعدم وجود ممثلين كافين، إضافة إلى افتقار البيئة الدرامية الكردية إلى العمل المؤسساتي، كما يؤكد ذلك صناع الدراما.
وبحسب خبراء، فإنّ الدراما الكردية تضع حجارتها الأولى لتكون بديلة عن الدراما المدبلجة، التي تغزو الشاشات، لكنّها لا تزال تفتقر إلى التنظيم، كما يرى النقاد. أما المحاولات الدرامية التي شقت النور، وحققت حضوراً، فكانت من إنتاج قنوات تلفزيونية، تتكفل بإنتاجها وعرضها، ولا تحظى بالتوزيع على بقية الشاشات.

من جهتها، أنتجت قناة "وار" الكردية ثمانية مسلسلات في سنوات قليلة، غطت ولو بشكل نسبي على الأعمال المدبلجة. يقول الممثل الشاب، جفين مهدي، إنّ الدراما باتت وسيلة الحوار والطريقة التي توصل فيها الشعوب ثقافاتها للعالم، وهذا ما نريده نحن كصناع دراما. ويضيف مهدي لـ"العربي الجديد" أنّه يشعر بالسعادة لكونه لعب الدور الرئيسي في مسلسلات عدة، معتبراً أنّ "الدراما الكردية، رغم أنّها حبيسة اللغة الكردية، لكنّنا عازمون على تقديم المزيد من الأعمال".
في المقابل، يرى المسرحي فخر الدين طه، أنّ الدراما الكردية قد حجزت مكاناً لدى المشاهدين. ويشيد طه بالتجربة التي يصفها بالناجحة لمسلسلي المخرج شينوار كمال، "سنّور" و"فكولين".
يصف المسرحي التجربة الدرامية الكردية الجديدة بأنّها أولى خطوات تأسيس دراما كردية بديلة عن الدراما المدبلجة. ويقترح طه استحداث مؤسسات تهدف إلى مأسسة العمل الدرامي، عن طريق وضع لجان خاصة لمراقبة الأعمال الدرامية ووضع ضوابط وأطر قد تعزز من فاعليتها.

يقول معنيون في الشأن الدرامي، إنّ إقليم كردستان العراق، يمكن أن يكون مناخاً ملائماً للإنتاج الدرامي، ليس بسبب استقراره الأمني فحسب، مقارنة بباقي مدن العراق، بل أيضا بسبب وجود مواقع تصوير يمكن أن تعوض، وتشهد أربيل أيضا تصوير مسلسلات عراقية سنوياً.
كما كانت أربيل أيضاً مسرحاً لتصوير المسلسل العربي "ليلة السقوط" الذي تحدث عن سقوط مدينة الموصل عام 2014، لكنّ التصوير تم في أربيل بسبب ملاءمة أجوائها ومشابهتها للموصل. وقد شارك في المسلسل أيضاً ممثلون وفنيون أكراد.

في هذا السياق، يشير صناع الدراما الكردية إلى أنّ الاحتكاك بصناع الدراما العربية من شأنه أن يساهم في تطوير واقع الدراما الكردية أكثر بالاستفادة من التجارب العربية التي تتخذ من أراضيها مكاناً للتصوير.

المساهمون