مسلسل "الكندوش"... انتقادات محقة وتبريرات غير منطقية

15 مايو 2021
أيمن زيدان وكندة حنا في المسلسل (فيسبوك)
+ الخط -

 

ينشغل صناع مسلسل "الكندوش" الذي عرض في هذه الدورة الرمضانية والمصنَّف ضمن أعمال البيئة الشامية، برد الانتقادات التي طاولت العمل منذ بدء عرض الحلقات الأولى منه وحتى الآن، ما يعني أنّ المسلسل لم يلق الإعجاب الكافي، ولم يحقق عامل الإبهار الذي وعد به صناعه المشاهدين.

وبالفعل، لم يظهر "الكندوش" بالمستوى الذي روج له من قبل صناعه، ولا سيما الممثل أيمن رضا المشرف على إنتاج العمل، وكاتبه حسام تحسين بك ومخرجه سمير حسين، الذين وعدوا، إلى جانب الكثير من نجوم العمل، منهم الممثل أيمن زيدان، بتقديم منتج مختلف من خلال الطرح والشكل والمضمون عن نمط أعمال البيئة الشامية السابقة. لكن العمل جاء امتداداً لغيره من أعمال البيئة الشامية التي غدت قالباً واحداً.

وعلى العكس، ربما يعد "الكندوش" في مستوى متأخر عن غيره من أعمال البيئة الشامية السابقة، وحتى الحالية، كمسلسل "حارة القبة" على سبيل المثال، وإن كان العمل الأخير، ليس بالمستوى العالي بطبيعة الحال.

وكانت الممثلة وفاء موصلي المشاركة في العمل بدور "داية" (قابلة)، كأول مرة تؤدي هذه الشخصية وبدت فيها مسالمة وتتمتع بالحكمة بخلاف أدوارها السابقة في مسلسلات البيئة الشامية، قد دافعت عن العمل بأنه بُذل خلاله عمل وجهد وأموال أنفقت من قبل الجهة المنتجة. وبررت خلال لقاء صحافي معها، بأنه قد تكون الظروف قد أثرت على العمل، لكن وصفت الأحكام التي أطلقت بحق العمل بالقاسية، وقالت: "إرضاء الناس غاية لا تدرك". ودافعت موصلي عن نص حسام تحسين بك للعمل، بالإشارة إلى تقديمه فقرات غنائية وفنية جديدة على هكذا نوع من الأعمال، كما امتدحت مهندس الديكور على الشكل الذي أخرج به الحارة التي دارت فيها الأحداث.

ومن أبرز الانتقادات التي طاولت المسلسل هو نقد الإيقاع البطيء والملل في الحوار والنص عموماً وعدم وجود حبكة درامية قوية، وهذا ما أشار إليه المخرج محمد عبد العزيز، الذي كان من أول منتقدي العمل بالقول: "(الكندوش) أسوأ عمل... ركيك ممل ومشتت. حلول وظيفية تقليدية بائسة. من حسنات العمل أنه أعاد الأستاذ أيمن للدراما. ولكن وجود ممثلين كبار في عمل بلا رأس، بذهنية مشتتة عديمة الخيال، سيؤدي لا محالة لهذه النتيجة الهلامية البائسة". الأمر الذي ردّ عليه مؤلف العمل حسام تحسين بك، عبر مواقع فنية، بالقول أنه لا يعرف من هو الشخص الذي انتقد، بالانتقاص من المخرج محمد عبد العزيز، مشيراً إلى أنه من غير المقبول انتقاد العمل من خلال حلقاته الأولى، معتبراً أن الجمهور هو الفيصل في إطلاق الأحكام على العمل، والقرار لديه.

لكن تحسين بك وعد بجزء ثان من العمل يكون أكثر قوة من حيث الحبكة الدرامية، وربما يعتبر ذلك اعترافا من قبل تحسين بك بأن الجزء الأول بالفعل لم يكن يتضمن حبكة قوية. رأي عبد العزيز في العمل، أثار مشكلة بينه وبين مخرج "الكندوش"، سمير حسين، والأخير وجه كلاماً قاسياً لعبد العزيز بعد انتقاده للعمل، إذا انتقص حسين في تصريحات لقناة "سوريا العالم" من عبد العزيز بوصفه ليس مخرجاً ولا يفقه في التمثيل والإخراج، متهماً إياه بأن الأعمال التي أخرجها جميعها فاشلة، مشيراً إلى أن الإخراج ليس من اختصاصه معتبراً إياه فني إضاءة ليس أكثر، كما نوه حسين في معرض رده بأن عبد العزيز الذي أخرج مسلسل "شيكاغو" قبل فترة، سمح بأن تتعرض ممثلة للضرب أثناء تصوير العمل عدة مرات، معتبراً ذلك سادية من قبل عبد العزيز.

هذا الرد القاسي، حمل المخرج محمد عبد العزيز على التوجه للقضاء للاقتصاص من المخرج سمير حسين، بعد أن اعتبر ما ورد في تصريحات الأخير قدح وذم بحقه. وبغض النظر عن كل القضايا الجانبية التي أحاطت بالعمل، فإن "الكندوش" يمضي لوصفه من سقطات الدراما السورية للموسم الحالي، الذي يعد استمراراً للموسم الماضي من حيث الفشل وعدم تحقيق أي مستوىً من النجاح

المساهمون