مستوطنو الاحتلال وأوهام الحدود التوراتية

04 أكتوبر 2024
من عدوان الاحتلال على جنوب لبنان، 2 أكتوبر 2024 (جون ويسلز/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يروّج مستوطنو الاحتلال الإسرائيلي لعقارات في جنوب لبنان وسط هجوم عسكري عنيف على لبنان، مما يثير مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
- حركة الاستيطان، التي بدأت كحركة هامشية، تدعي أن استيطان جنوب لبنان سيحقق "الأمن والاستقرار" لإسرائيل، وتخطط لإنشاء 300 مستوطنة متخيلة.
- الحاخام إسحاق غينسبيرغ يدعو لغزو واستيطان جنوب لبنان، مدعيًا أن ذلك سيزيل التهديد ويحقق السلام، بينما يطالب جيش الاحتلال بانسحاب حزب الله شمال نهر الليطاني.

يروّج مستوطنو الاحتلال الإسرائيلي عقارات جديدة للبيع في جنوب لبنان، في الوقت الذي يشنّ فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ​​​​منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما خلّف مئات الشهداء، بينهم أطفال ونساء، وآلاف الجرحى، وسط مخاوف عربية ودولية من اندلاع حرب إقليمية.

يسوّق موقع أوري تسافون، أو حركة الاستيطان في جنوب لبنان، بيوتاً جبلية فسيحة مليئة بالضوء تطل على حمام سباحة. وتبدأ العروض من 300 ألف شيكل (ما يعادل 80 ألف دولار). وجاء في الإعلان: "بعد القضاء على قيادة حزب الله (في إشارة إلى اغتيال الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، الجمعة الماضي)... هل تحلم أيضاً بمنزل كبير وإطلالة على الجبال الثلجية ومجتمع دافئ في أرض أسلافنا؟".

نشأت هذه الحركة الاستيطانية المتطرفة في مارس/آذار الماضي بوصفها حركة هامشية تهدف إلى الدفع نحو الاستيطان في جنوب لبنان. وتدعي أن استيطان المنطقة سيجلب "الأمن الحقيقي والاستقرار لشمال إسرائيل"، ويمكّن دولة الاحتلال من استعادة "حدودها التوراتية"، بحسب أوهامها. وبدأت المجموعة في البداية ببضع مئات من الأعضاء، ثم تضخمت أعدادها، إذ أورد موقع "ميدل إيست آي" عن تقارير أن منتديات الحركة على تطبيق واتساب قد جمعت نحو ثلاثة آلاف عضو.

يزعم بيان على موقع هؤلاء المستوطنين على الإنترنت أن الاستيطان في جنوب لبنان "ضروري لأمن إسرائيل" وأن "الوجود المدني الإسرائيلي فقط سيضمن السيطرة والاستقرار، ويمنع المنطقة من أن تصبح معقلاً للإرهابيين". ونشر الموقع، أخيراً، خريطة لجنوب لبنان توضح ما لا يقل عن 300 مستوطنة مُتخيّلة، مع إعادة تسمية القرى والبلدات اللبنانية الواقعة جنوب نهر الليطاني بأسماء عبرية. كما أرسلت المجموعة بالونات إلى المنطقة تحمل رسائل تهدد السكان بـ"الإخلاء فوراً" لأن "هذه أرض إسرائيل التي تنتمي إلى اليهود".

وقال مؤسِّس الحركة، عاموس عزاريا، لـ"ميدل إيست آي" إنّ "وجود حدود مناسبة على أساس نهر الليطاني، أو نهر الزهراني، لن يسمح فقط بالسيطرة المناسبة على الحدود، بل سيختصر الحدود في الواقع لتصبح أكثر استقامة". وأضاف: "بما أن حزب الله يهتم فقط بالأرض وليس بعدد الجنود القتلى، فإن الطريقة الوحيدة للفوز هي بناء المستوطنات".
في هذا السياق، يُشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يُطالب حزب الله ومقاتليه بالانسحاب إلى شمال نهر الليطاني بهدف السيطرة على المنطقة.

وفي رسالة نُشرت الأربعاء الماضي، دعا الحاخام إسحاق غينسبيرغ إلى غزو واستيطان جنوب لبنان قائلاً إن "العدو يجب أن يُضرب بكل قوة"، وإن لبنان جزء من "أرض إسرائيل" و"أعطاه الله للشعب اليهودي" بحسب ادعاءاته. وكتب: "اليوم أصبح من الواضح أن الوقت قد حان لغزو الأراضي اللبنانية أيضاً، وبهذه الطريقة فقط يمكن إزالة التهديد وإحلال السلام الحقيقي في البلاد بأكملها. بعد غزو وطرد السكان المعادين، يجب إنشاء مستوطنة يهودية، وبالتالي إكمال النصر".

المساهمون