مسابح رمضان... تجارة مربحة في شوارع اليمن
كمال البنا
وسط الزحام يقف منصور يحيى وعشرات المسابح المعلقة بيديه يعرضها على المارة من الناس ويناديهم لشرائها مستغلاً إشارات المرور فرصة لعرض وبيع مسابحه على سائقي السيارت.
يقول يحيى لـ"العربي الجديد"، إن شهر رمضان موسم لبيع هذه المسابح، التي يقوم بتجهيزها منذ منتصف شهر رجب ليعتاش من عوائدها طيلة العام بعدما ورثها من والده الذي كان يبيعها في شوارع صنعاء. ويضيف يحيى "المسابح مطلوبة في شهر رمضان المبارك. أما بقية الشهور فلا يقبل الناس على شرائها".
ووفقاً له "هنالك أنواع عديدة وألوان مختلفة للمسابح، منها المحلية التي تصنع من بقايا الأخشاب، ويراوح سعرها بين 200 و350 ريالاً يمنياً".
يضيف "أما التركية فسعرها بين 500 وألفي ريال، بينما تلك المصنوعة من العقيق الهندي والتركي والصيني فيتفاوت سعرها ما بين 5 آلاف و10 آلاف ريال، أما المسبحة المصنوعة من العقيق اليماني فيصل سعرها إلى 100 دولار".
ويشير إلى أنه "ليس لدينا مكان محدد للبيع. نتنقل بين الأسواق والشوارع وأمام المساجد ونذكر الناس بأهمية التسبيح وما له من فضل كبير".
بدوره، يشير زكريا الحكمي، وهو بائع متجول، إلى أنه يعمل في بيع المسابح منذ سبع سنوات، وأنه كسب قلوب الناس وأصبح لديه العديد من الزبائن الذين يلتقيهم كل رمضان ويشترون منه المسابح.
من جهته، يقول الشاب شادي الأثوري إن تجارة المسابح في اليمن تشهد رواجاً موسمياً خلال شهر رمضان، وإن الناس يقبلون على شرائها لتعزيز روحانية الشهر، وهي من العادات المتوارثة منذ القدم.
ويقول الحاج حسين عبد الله إن المسابح أصبحت سمة ملازمة لليمنيين في شهر رمضان وتعتبر من الهدايا التي يتبادلها الناس في ما بينهم.
وفي هذا السياق، يقول عبد الرحمن العرفي، وهو مالك محل لبيع المسابح، لـ"العربي الجديد": "من بداية شهر شعبان نعرضها على واجهات المحلات، حيث يقبل اليمنيون على شرائها بكميات كبيرة والبعض يوزعها على المصلين في المساجد، والبعض يرسلها لأهله وجيرانه في الأرياف. الجميع في رمضان يسبّحون، أطفال ومسنون ونساء ورجال".