مردوخ يقرّ بأنّ مقدّمي "فوكس نيوز" أيدوا مزاعم كاذبة حول الانتخابات

28 فبراير 2023
جاءت شهادة الملياردير في سياق دعوى قضائية تواجهها القناة (جيسون ريد/ Getty)
+ الخط -

أقرّ رئيس شركة فوكس كوربوريشن روبرت مردوخ، بأنّ بعض المعلقين على شبكة فوكس نيوز الأميركية أيّدوا المزاعم الكاذبة التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وحلفاؤه بأنّ الانتخابات الرئاسية لعام 2020 قد سُرقت، وبأنّه لم يتدخل لمنعهم من الترويج لهذه المزاعم، وفقاً لمقتطفات من شهادة قدّمها في المحكمة، يوم أمس الاثنين، بحسب ما أوردته وكالة أسوشييتد برس.

وجاءت شهادة مردوخ في سياق مواجهة "فوكس" لدعوى تشهير ضدّ شبكتها التلفزيونية، قدّمت من قبل شركة دويمنيون فوتينغ سيستم.

وتتضمّن الوثائق التي جرى الكشف عنها مؤخراً، مقتطفات من شهادة سُئل فيها مردوخ عمّا إذا كان على علم بأنّ بعض المعلقين على الشبكة، مثل لو دوبس وماريا بارتيرومو وجانين بيرو وشون هانيتي، أيّدوا في بعض الأحيان الادعاءات الانتخابية الكاذبة، وأجاب: "نعم. لقد فعلوا ذلك".

وتعدّ هذه أحدث شهادة في قضية التشهير التي تواجهها "فوكس"، والتي تكشف عن كيفية تعامل القناة مع مزاعم ترامب الكاذبة، بعد أن أدى إعلانها عن فوز جو بايدن بولاية أريزونا، إلى إغضابه وأنصاره، ممّا أثر في نسب المشاهدة.

وأظهر تسجيل سابق وجود تمايز بين مزاعم سرقة الانتخابات التي كانت القناة تبثها في أوقات الذروة، وبين الشكوك التي كانت تثيرها هذه السردية بين نجومها في الكواليس. في نصٍ يعود إلى 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، قال مضيف قناة فوكس نيوز تاكر كارلسون إنّ محامية ترامب "سيدني باول تكذب" بشأن وجود أدلة على تزوير الانتخابات.

وتقدّم هذه القضية أمثلة جديدة على أنّ أولئك الذين كانوا ينشرون معلومات كاذبة حول انتخابات 2020 كانوا على علمٍ بأنّه لا يوجد ما يدعم ادعاءاتهم. وكانت لجنة الكونغرس التي حقّقت في هجوم 6 يناير/ كانون الثاني 2021 على مبنى الكابيتول، قد كشفت أنّ العديد من كبار مستشاري ترامب حذروه مراراً وتكراراً من أنّ المزاعم التي يروّجها حول تزوير الانتخابات مغلوطة، لكنّه استمر في استعمالها.

وحثّ مردوخ في سبتمبر/ أيلول 2020، قبل أسابيع من الانتخابات، على طرد المذيع لو دوبس لأنّه كان "متطرفاً". كذلك، قال الملياردير إنّه يعتقد أنّه من "السيئ" أن يقوم عمدة مدينة نيويورك السابق رودي جولياني بتقديم المشورة لترامب، لأنّ "حكم جولياني كان سيئاً" وسيطرت عليه "العصبية الحزبية"، وفقاً لإفادته في المحكمة.

وبحسب "أسوشييتد برس"، سُئل مردوخ عمّا إذا كان بإمكانه أن يطلب عدم ظهور باول وجولياني عبر "فوكس"، فأجاب: "كان بإمكاني ذلك، لكنني لم أفعل".

وجاءت شهادة مردوخ ضمن دعوى التشهير التي رفعتها شركة دومينيون فوتينغ سيستم، ضدّ شبكة فوكس نيوز والشركة الأمّ فوكس كوربوريشن. واعتبرت الشركة، التي تقع في دنفر، أنّ بعض العاملين في "فوكس نيوز" عمدوا إلى تضخيم الادعاءات الكاذبة التي روّجها مؤيدو ترامب بأنّ آلات "دومينيون" قد غيّرت الأصوات في انتخابات عام 2020، معتبرةً أن القناة قدّمت منصة لضيوف يروجون لمعلومات كاذبة وتشهيرية بحقّ الشركة.

يؤكّد محامو "دومينيون" أنّ المديرين التنفيذيين في كلّ من "فوكس نيوز" و"فوكس كوربوريشن" عرفوا أنّ الشبكة تبثّ "أكاذيب واضحة، وكانت لديهم القدرة على إيقافها، لكنهم اختاروا السماح باستمرارها".

من جهتهم، حاجج محامو "فوكس" بأنّ مردوخ شهد بأنّه لم يناقش مطلقاً قضية شركة دومينيون أو تزوير الناخبين مع أيّ من مذيعي ومقدمي "فوكس نيوز" المتهمين، واعتبروا أنّ "دومينيون" لم تقدّم أيّ إثباتات تدعم ادعاءاتها بأنّ مديرين تنفيذيين رفيعي المستوى في شركة فوكس كورب كان لهم دور في إنشاء أو نشر البيانات الكاذبة.

كذلك، اعتبروا أنّ مطالبة "دومينيون" بتحميل الشركة الأمّ المسؤولية، لأنّ مردوخ كانت لديه القدرة ربّما على التدخل ومنع بث تصريحات كاذبة "لا أساس لها في قانون التشهير، ويمحو التمييز بين الشركة الأم والشركات التابعة لها، كما أنّه يفتقد للأدلة".

إضافةً إلى ذلك، لفت محامو "فوكس نيوز" إلى أنّ القناة بثّت البيانات الصادرة عن شركات تكنولوجيا التصوير التي نفت مزاعم ترامب، وأنّ بعض المقدمين الذين دعموا ترامب، كانوا يمارسون حقّهم بالتعبير عن رأيهم، الذي يحميه القانون.

المساهمون