استمع إلى الملخص
- تتكون الأشعة الكونية من انفجارات السوبرنوفا القريبة، وتؤدي إلى تفاعل مع نيتروجين الغلاف الجوي، مما يساهم في انتشار "إس-14" في البيئة ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
- رغم أن تأثير "إس-14" في الظروف العادية طفيف، إلا أن تراكمه في الجسم يزيد من مخاطر الأمراض الوراثية والتشوهات.
طرح علماء روس فرضية مفادها أن انفجارات السوبرنوفا (المستعر الأعظم)، قد تتسبّب في إصابة بشر بمرض السرطان والتشوهات على الأرض. وأظهرت دراسة روسية أن جزيئات عالية الطاقة تسهم أثناء مرورها عبر الغلاف الجوي في تكوين نظائر الكربون "سي-14" التي تنتشر في المحيط الحيوي وتتراكم بجسد الإنسان وتخترق جزيئات الحمض النووي وحتى قد تحدث خللاً بهيكلها، مما يساهم في حدوث تشوهات عند نمو الخلايا. مع ذلك، أقرّ معدو الدراسة بأن تأثير "سي-14" عند الخلفية الإشعاعية الاعتيادية سيكون طفيفاً.
وخرج علماء بمعهد يوفي للفيزياء والتقنية التابع لأكاديمية العلوم الروسية بنتيجة مفادها أن الأشعة الكونية التي تكونت من جراء انفجارات نجوم السوبرنوفا القريبة من الأرض قد تصيب قاطني كوكبنا بمرض السرطان والطفرات الجينية والأمراض الوراثية، وفق ما نقلته صحيفة إزفيستيا الروسية في عددها الصادر الاثنين.
وتستند نتائج الدراسة إلى حسابات أظهرت زيادة لاحتواء مثل هذه الجزيئات الكونية على الكربون المشع "سي-14" عند مرور هذه الجزيئات الفضائية عبر الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض، وذلك نتيجة لاصطدام نيترونات عالية الطاقة بنواة النيتروجين، وهو الغاز الرئيسي بالغلاف الجوي. وبعد ذلك، سرعان ما ينتشر "سي-14" في البيئة المحيطة ويصيب جسم الإنسان، ليصبح مصدراً للإشعاع الداخلي.
ونقلت "إزفيستيا" عن أحد معدي الدراسة، كبير الباحثين في معهد يوفي، أناتولي بافلوف، قوله: "الكربون هو إحدى الذرات الأساسية ضمن الجزيئات العضوية. عند الاختلاط بها، يشارك سي-14، شأنه في ذلك شأن الكربون العادي سي-12، في دورة الطبيعة ويتراكم بجسم الإنسان". أضاف: "يشكل ذلك خطراً، لأن الحمض النووي مثلاً هو جزيء يحمل كوداً وراثياً ويستند في أساسه إلى سلاسل الكربون".
وأوضح بافلوف أن "سي-14" قد ينشطر بلولب الحمض النووي في لحظة ما، مما قد يؤدي إلى إصابة جزيء الحمض وتغيير البرنامج الوراثي للخلية وإحداث خلل في تنميتها والتسبب في إصابة الإنسان بأورام أو تشوهات أو أمراض وراثية.
ولفت إلى أن فترة عمر النصف لـ"سي-14" تبلغ 5700 عام، ما يعني أن احتمال انشطار جزيء واحد خلال عمر الإنسان ضئيل نسبياً، ولكن مخاطر السيناريوهات غير المؤاتية تزداد بصورة حادة في حال تراكم النويدات المشعة في جسم الإنسان نتيجة لقدوم الجزيئات الناجمة عن انفجارات السوبرنوفا.
يُذكر أن علماء الفيزياء الفلكية يطلقون تسمية السوبرنوفا أو المستعر الأعظم على العمليات التي تجري في المرحلة الأخيرة من أعمار النجوم الضخمة، عندما تستنفد طاقتها وتنكمش تحت تأثير قوة الجاذبية الداخلية مع انبعاث كميات هائلة من جزيئات عالية الطاقة إلى الفضاء الكوني.