محمد الغضبان: أسعى إلى تعزيز الروابط الفنية بين العراق والعالم

23 يونيو 2024
محمد الغضبان: السينما التي نعيشها اليوم تتجاوز السينما التقليدية (الملف الصحافي)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في الدورة الـ77 لمهرجان كان السينمائي، لفت المخرج العراقي محمد الغضبان الأنظار بأعماله ومساهمته في تطوير صناعة السينما العراقية، مع التركيز على تعزيز التعاون الدولي.
- تمت دعوة الغضبان للمشاركة في برنامج "صنّاع كانّ" بدعم من Creative Europe Media، تقديرًا لجهوده في تنمية السينما العراقية وفتح آفاق جديدة للإبداع والابتكار في السينما الرقمية والافتراضية.
- يسعى الغضبان من خلال شركته لتحقيق الريادة في ترويج العراق كمركز استثماري للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، مع تقديم محتوى يعكس الثقافة العراقية وجذب الاستثمارات الأجنبية.

في الدورة الـ77 (14 ـ 25 مايو/ أيار 2024)، لمهرجان كانّ السينمائي، حضر المخرج والمنتج العراقي محمد الغضبان (30 عاماً)، بوصفه أحد صنّاع السينما الواعدين، خاصة أنّ له "شركة رولا للإنتاج"، التي تُعدّ من أهم شركات الإنتاج السينمائي في العراق. كمخرج، أنجز أفلاماً عدّة شاركت في مهرجانات سينمائية مختلفة: "غير معلن" و"الأرض تبكي والمياه دموع" وغيرهما. حالياً، يعمل على إنهاء "تكسي بغداد".

ما طبيعة حضورك مهرجان "كانّ" في دورته الأخيرة، والصفة التي دُعيت بها؟

تلقيت دعوة المهرجان في برنامج "صنّاع كانّ" (Cannes Makers)، وهذا برنامج تدريبي أطلق بدعم من Creative Europe Media، بهدف تطوير الجيل المقبل من العاملين في المبيعات الدولية والتوزيع والإنتاج، بتوفير تدريب شامل وفرص تواصل مع نخبة من صنّاع السينما العالميين. لكوني منتجاً سينمائياً شاباً، وأدير شركة Rola Productions في العراق، تُقدِّر الدعوة جهودي ومساهمتي في محاولة تنمية صناعة السينما في العراق، وتعزيز التعاون والشراكات الدولية، باستقطاب شركات إنتاج عالمية للتصوير هناك. فشركتي، التي أسّستها عام 2021، أصبحت رمزاً للجودة والابتكار في تقديم أفلام تعكس الهوية الثقافية العراقية، وتحقّق تميّزاً على المستوى الدولي.

ما الجديد في هذه الدعوة، في ما يخصّ التطوّر الحاصل في السينما؟

السينما التي نعيشها اليوم تتجاوز السينما التقليدية. إنّها سينما رقمية ـ افتراضية جديدة، تُتيح فرصاً غير محدودة للإبداع والابتكار. فالعوالم الرقمية تفتح آفاقاً جديدة للتواصل بين البشر، ولمواكبة التطوّرات العالمية، والتفاعل مع مختلف الصنّاع، ما يمكّننا من تجربة تقنيات وأساليب جديدة في الإنتاج والتوزيع والتسويق السينمائي. مشاركتي في "صنّاع كانّ" تمنحني فرصة لا تُقدّر بثمن للتفاعل مع نخبة من صنّاع السينما العالميين، وفرصة للتعلّم من أهم الصناع والخبراء في مجال السينما. المهرجان يُعدّ منبراً عالمياً للتبادل الثقافي والفني، ويتيح للمشاركين فيه الوصول إلى أحدث الاتجاهات والتقنيات، إضافة إلى فرص تواصل مع هؤلاء الصنّاع. هذه الدعوة فرصة للتفكير العميق في مسيرتي المهنية وتعزيز مهاراتي، ما يساهم في محاولة رفع مكانة السينما العراقية دولياً. بالمشاركة، أسعى إلى تعزيز الروابط الثقافية والفنية بين العراق والعالم، وتقديم قصص وأصوات جديدة تساهم في إثراء المشهد السينمائي العالمي. إنّها فرصة لتجديد العزم على تحقيق المزيد من الإنجازات، والعمل على مشاريع سينمائية تلهم وتؤثّر في الجمهور العالمي.

هل هناك أسباب جعلت المهرجان يُعدّك من صنّاع السينما الواعدين؟

أعتقد أنّ ذلك حصل بسبب كوني صانع سينما، بفضل أفلام شاركت في إنتاجها وأخرى أخرجتها، ما يعكس شغفي في هذا المجال. عملت منتجاً مساهماً في "ميسي بغداد" (2012)، لسهيم عمر خليفة، وإنتاجه مشترك مع بلجيكا وهولندا وألمانيا والعراق. كما أنّي منتج مشارك وتنفيذي لـ"خالدون" (2024)، للسويسرية مايا تشومي، وإنتاجه مشترك أيضاً، لكنْ بين سويسرا والعراق. توليت الإنتاج التنفيذي لـ"كاربون" (2024)، لمانو ريش وحيدر حلو، وإنتاجه مشترك بين بلجيكا وإيطاليا والعراق. إضافة إلى أنّي المنتج التنفيذي لـ"البحث عن مدينة إيريزاريكَ المفقودة" (2025)، للإسبانية روث جاو، و"شركة سومادروم" الإسبانية منتجته. أعمل الآن كمنتج لـ"باص أحمر في بغداد" (2025)، لعلي محمد سعيد.
تسعى الشركة إلى تحقيق الريادة في ترويج العراق كمركز جذب استثماري لتنفيذ مشاريع الإنتاج السينمائي والتلفزيوني. تركّز على تحويل العراق إلى وجهة أساسية للاستثمار في الإنتاج السينمائي، بتنفيذ أنشطة ترويجية مكثّفة تعزّز مكانة البلد دولياً؛ وتلتزم بتنمية الإنتاج السينمائي المحلي، بتقديم محتوى عالي الجودة، يعكس الثقافة والهوية العراقيتين، وجذب الاستثمارات الأجنبية بتوفير بيئة إنتاج مثالية، تجمع مواقع جغرافية متميّزة بكوادر محلية مُدرّبة. كما تسعى إلى عقد شراكات طويلة الأمد مع شركات إنتاج دولية، ما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون وتبادل الخبرات. نشاطات الشركة تشمل تقديم خدمات الإنتاج الفني، وتنفيذ الإنتاج في العراق، وتوفير المعدات وفرق عمل محترفة لتحقيق أعلى معايير الجودة، والتخطيط والتنظيم لمهرجانات سينمائية في البلد، لتسليط الضوء على الإمكانيات المتاحة، وترويجها للمستثمرين الدوليين، وتقديم تسهيلات للشركات العالمية الراغبة في تنفيذ مشاريعها في العراق، بما في ذلك تسهيلات لوجستية وقانونية. نتعاون مع مؤسّسات حكومية وخاصة لتطوير بنية تحتية متقدّمة، تلبّي حاجات الإنتاج السينمائي، وإقامة ورش عمل وبرامج تدريبية لتأهيل الكوادر المحلية وتمكينها من العمل بكفاءة مع فرق الإنتاج الدولية.

سينما ودراما
التحديثات الحية

هل هناك ما سيثمر مستقبلاً عن هذه الزيارة؟

أهم نتيجة متوقّعة إجراء تفاهمات أولية، بعد محادثات واجتماعات مع شركات إنتاج سينمائي من بلجيكا وليتوانيا وسلوفاكيا. أبدى الجميع رغبتهم العميقة في تصوير أفلامٍ في العراق. والرغبة ليست مجرّد اهتمام سطحي، بل لتقديرهم للثراء الثقافي والجغرافي للعراق، الذي يمكن أنْ يضفي قيمة جمالية وفنية استثنائية على أفلامهم.

كيف تنظر إلى مستقبل الصناعة الإبداعية في العراق عامة، وصناعة السينما خاصة؟

مستقبل الصناعة الإبداعية يتّسم بعدم التفاؤل نوعاً ما. تحقيق هذا يتطلّب جهداً كبيراً جداً، تشريعياً وتنظيمياً، فنحن نفتقر لجهة حكومية تنظّم وتخطّط وتضع استراتيجيات لمفهوم تلك الصناعات. هناك غياب واضح لمفهوم السياسة الثقافية، إذْ لا توجد خطط واضحة لهذه القطاعات الحيوية، فالصناعة الإبداعية، كما صناعة السينما، تحتاج إلى إطار تنظيمي وتشريعي قوي، يدعم تنميتها وتطويرها، وإلى بيئة استثمارية محفِّزة، تتضمّن بنية تحتية متقدّمة، وتسهيلات قانونية ولوجستية، ودعماً مالياً واستثمارياً. تطوير البنية التحتية يتطلّب إنشاء مرافق ومراكز ثقافية وفنية حديثة ومرنة، تدعم الفنانين في مختلف المجالات. يجب أنّ تشمل الخطط المستقبلية إنشاء مؤسّسات تعليمية متخصّصة بالإنتاجين السينمائي والتلفزيوني، وتوفير برامج تدريبية تؤهّل الكوادر المحلية لمواكبة أحدث التطوّرات في هذا المجال. إحدى الخطوات الحاسمة لتحقيق هذا كامنةٌ في تعزيز التعاون الدولي، بإقامة شراكات استراتيجية مع شركات إنتاج دولية، يمكنها المساهمة في تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة، ما يرفع مستوى الإنتاج السينمائي المحلي. شراكات تفتح آفاقاً جديدة للتعاون وتبادل الخبرات، وتعزّز الابتكار والإبداع في المشهد السينمائي العراقي.

المساهمون