محكمة صربية تلغي حكماً بتسليم المخرج أندريه هنيوت إلى بيلاروسيا

12 سبتمبر 2024
المخرج البيلاروسي أندريه هنيوت (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ألغت محكمة استئناف في صربيا حكماً سابقاً بتسليم المخرج البيلاروسي أندريه هنيوت إلى بيلاروسيا، معتبرةً أن القضية تحتاج إلى إعادة نظر.
- هنيوت، ناقد صريح للرئيس البيلاروسي لوكاشينكو، اعتقل في بلغراد بتهمة التهرب الضريبي، ويواجه خطر التعذيب أو الموت إذا عاد إلى بيلاروسيا.
- دعت منظمات دولية وفنانون بارزون صربيا إلى عدم تسليم هنيوت، مشيرين إلى أن مذكرة الإنتربول تُستخدم كتكتيك لتعقب الناشطين المؤيدين للديمقراطية.

ألغت محكمة استئناف في صربيا، الأربعاء، حكماً سابقاً أصدرته محكمة يقضي بتسليم المخرج أندريه هنيوت إلى بيلاروسيا، واعتبرت أن القضية يجب أن تُعاد. ويعتبر هنيوت أحد أبرز منتقدي الحكومة الاستبدادية في ذلك البلد.

اعتقلت السلطات الصربية المخرج البيلاروسي أندريه هنيوت في 30 أكتوبر/تشرين الأول في مطار بلغراد، بناء على مذكرة صادرة عن الإنتربول استجابة لطلب السلطات البيلاروسية بتهمة التهرب الضريبي. وفي يونيو/حزيران، قضت المحكمة العليا في بلغراد بتسليمه إلى بيلاروسيا.

وكتبت محكمة الاستئناف في بلغراد على موقعها على الإنترنت الأربعاء إن محكمة الدرجة الأولى لم تقدم أي دليل قاطع على أن أندريه هنيوت تهرب من الضرائب في بلاده، وأعادت القضية إلى محكمة الدرجة الأولى "لإصدار قرار جديد". وهذه هي المرة الثالثة التي تلغي فيها محكمة الاستئناف حكما أصدرته محكمة أعلى يقضي بتسليم الرجل البالغ من العمر 41 عاماً إلى بيلاروسيا.

وصرح محامي هنيوت، فيليب سوفيجانيتش، لقناة إن1 التلفزيونية: "إذا حكمت المحكمة مرة أخرى بأن الشروط متوفرة لتسليمه، فسنستأنف مرة أخرى".

أندريه هنيوت مخرج سينمائي بيلاروسي بارز وناقد صريح للرئيس الاستبدادي ألكسندر لوكاشينكو. صوّر الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت عام 2020 ضد إعادة انتخاب لوكاشينكو المثيرة للجدل، وغطى حملة القمع القاسية على المعارضة التي أطلقتها الحكومة رداً على ذلك، قبل فراره من البلاد.

وأشار المخرج والناشط في إحدى جلسات المحكمة في بلغراد إلى أن نظام لوكاشينكو يريد معاقبته على نشاطه وأنه قد يواجه التعذيب أو حتى الموت إذا عاد إلى بيلاروسيا.

تحركات دولية لمنع تسليم أندريه هنيوت

دعت العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية ولجنة حماية الصحافيين والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، صربيا إلى عدم تسليم هنيوت.

وفي أغسطس/آب الماضي، وقع أكثر من 70 فناناً ومخرجاً أوروبياً على رسالة مفتوحة تحث صربيا على عدم تسليم المخرج البيلاروسي الذي يُعد ناقداً صريحاً لحكومة ألكسندر لوكاشينكو الاستبدادية في مينسك.

ومن بين الموقعين على الرسالة الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، والحائزة على جائزة نوبل البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش، والمخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف، والمخرج الأوكراني أوليه سينتسوف، والمخرجة البولندية أغنيشكا هولاند.

وأكدت الرسالة أن استخدام مذكرة الإنتربول هو "تكتيك متكرر يستخدمه نظام لوكاشينكو لتعقب الناشطين المؤيدين للديمقراطية حول العالم".

وأشارت فوليا تشايكوفسكايا، الشريكة المؤسسة لأكاديمية السينما المستقلة البيلاروسية (BIFA)، أنه من غير القانوني تسليم شخص إلى بلد حيث يواجه خطر التعذيب. كما أضافت المخرجة البولندية الشهيرة أغنيشكا هولاند أن مصير أندريه هنيوت بات "مسألة حياة أو موت".

وفقاً لمنظمة فيسنا الحقوقية، فإن أكثر من 65 ألف شخص واجهوا قمعاً سياسياً في بيلاروسيا منذ عام 2020، ويُحتجز حالياً أكثر من 1300 منهم سجناءً سياسيين، بينهم مؤسس "فيسنا" والفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2022 أليس بيالياتسكي.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون