"مجنونة بيك"... نسخة عربية أفضل من الأصلية

06 نوفمبر 2022
مخرج المسلسل جو بو عيد (فيسبوك)
+ الخط -

استطاع المخرج اللبناني، جو بو عيد، أن يخلق رؤية بصرية مميزة في النسخة العربية التي صنعها عن مسلسل Crazy Ex-Girlfriend، إذ يتفوق مسلسل "مجنونة بيك" على النسخة الأصلية من الناحية البصرية. يساهم في نجاح النسخة العربية النص الأكثر خفة، إذ استطاع السيناريست المصري، عمرو مدحت، تعديل النص الأصلي بشكل يتناسب مع الشارع المصري بكلماته وحكاياته والكوميديا الخاصة به، من دون أن يجري تغييراً جذرياً في الأحداث المسلسل. يلعب أدوار البطولة في المسلسل مريم الخشت، وأمير المصري، وآدم الشرقاوي، وانتصار. ولا يزال يعرض على منصة شاهد.

ولكن كون النسخة العربية أفضل من النسخة الأصلية في بعض النواحي، لا يعني بأن المسلسل لا يعاني من أي مشاكل، فمن أبرز المشاكل في "مجنونة بيك" هو الرؤية البصرية ذاتها التي تميز المسلسل، فهي ذات الصورة التي يكررها بو عيد في جميع أعماله، فمشهد واحد من "مجنونة بيك" يعيدنا إلى أجواء مسلسل "صالون زهرة"، إذ دائماً ما يطغى على أعمال بوعيد ستايل السبعينيات، لنرى ملابس الممثلين والديكور مستوحى من تلك الفترة، وهو أمر لا يتناسب مع أحداث المسلسل. البداية في عام 2010، ونشاهد أبطال العمل يرتدون ملابس تنتمي لحقبة السبعينيات وتسريحات شعرهم تتناسب مع تلك الفترة. ومع انتقال أحداث المسلسل للوقت الحالي، نرى الممثلين أيضا بتسريحات شعر وملابس تنتمي لفترة السبعينيات التي يبدو أن بو عيد مولعٌ بها، الأمر الذي يؤثر سلباً على طرح الشخصية الرئيسية "رندة" (مريم الخشت)، فمن المفترض أن نشاهد فتاة ترتدي آخر صيحات الموضة ومن أغلى الماركات العالمية، لكن الصورة لا تتوافق مع الوصف.

يتم الترويج لمسلسل "مجنونة بيك" على أنه أول عمل درامي استعراضي غنائي عربي، وهذا غير صحيح، فالدراما الاستعراضية ليست بجديدة على مصر، حيث قدم مطلع الثمانينات مسلسل "حكايات هو وهي" لسعاد حسني وأحمد زكي.

والمسلسل الجديد يبدو ضعيفاً من الناحية الاستعراضية، ولا ينتج فيه أي أغنية قادرة على ترك أثر خارج العمل. ألحان الأغاني مبتذلة ومسروقة من أغان معروفة، والرقصات التي صممها هادي عواض رديئة، ويمكن لأي مشاهد ملاحظة عدم انسجام الراقصين معاً، والممثلون يكتفون بالغناء ولا يقدمون أي رقصات، وهذا الأمر الذي تتفوق به النسخة الأصلية على النسخة العربية.

سينما ودراما
التحديثات الحية

وعلى الرغم من ضعف الفقرات الغنائية، فإن المسلسل يمر بسلاسة وخفة، ليكون خياراً مناسباً لتمضية ساعات الفراغ. لكن ربما كان العمل أفضل لو تم تبديل بعض أبطال المسلسل، ولا سيما مريم الخشت التي تلعب الشخصية المحورية "رندة"، إذ تؤديها بشكل مبالغ فيه. وكذلك الحال بالنسبة لأمير المصري الذي يجسد شخصية "عمرو"، وآدم الشرقاوي الذي يجسد شخصية "علي الحسيني"، فأداؤهما بارد ولا يتناسب مع نوعية المسلسل الاستعراضية، إضافة إلى لغتهما العربية الركيكة وغير المفهومة، والغريب أن مخرج العمل صرح أن سبب اختيارهما هو كونهما قادمان من خلفية أجنبية وأن لغتهما ركيكة. تتمكن باقي الشخصيات من حمل المسلسل ورفع سويته، ولا سيما انتصار التي تؤدي شخصية "بثينة"، إذ تتمكن من خطف الأضواء بكل مشهد تظهر فيه، لتكون هي نجمة العمل الحقيقية.

دلالات
المساهمون