أوصى مجلس المشرفين على "فيسبوك" بتحقيق مستقل في الاتهامات بالتحيّز التي وُجِّهَت إلى لجان المراجعين المشرفة على المنشورات حول فلسطين وإسرائيل، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، اليوم الأربعاء.
ويأتي ذلك بعدما قال المجلس إنّ "فيسبوك"، فشل في تقديم الإجابات الكافية عن أسئلته في ما يتعلق بمنع منشورات بعض الناشطين الفلسطينيين.
وشملت توصيات مجلس المشرفين لـ"فيسبوك": تشكيل هيئة مستقلة غير مرتبطة بأيٍّ من الطرفين الفلسطيني أو الإسرائيلي لتجري تحقيقاً شاملاً عن مراقبي المحتوى باللغة العربية والعبرية في "فيسبوك"، والتأكد من أنّ المراقبين والبرامج التي يستخدمونها لأداء عملهم غير متحيزة، ونشر التحقيق ونتائجه للعالم. كما تشكيل آلية تحدد كيف يتلقى "فيسبوك" الطلبات الحكومية لإزالة المحتوى، والتأكد من وجودها بشكل واضح وشفاف للجميع. بالإضافة إلى أنّ مراجعة المحتوى يجب أن تميّز بين الطلبات الحكومية، التي تؤدي إلى إزالة منشورات بناءً على اختراق القوانين المحلية، والطلبات التي تؤدي إلى إزالة المنشورات بناءً على مخالفة قوانين "فيسبوك"، علاوة على الطلبات التي تنتهي دون قرار بإزالة المنشور المشكوّ بخصوصه.
من جهته، قال "فيسبوك" إنه يرحب بالتوصيات التي أصدرها المجلس، وسينظر فيها.
وجاء تحقيق المجلس عن منشور نقله مستخدم مصري، وتضمن خبراً من منصة إخبارية تابعة لـ"الجزيرة"، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو/أيار الماضي. وتضمن المنشور صورة تظهر شخصين في زي "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس).
ونقل المجلس محتوى الخبر بالإنكليزية على النحو الآتي: "قيادة المقاومة، في الغرفة العامة، تعطي الاحتلال هدنة، حتى الساعة السادسة، ليسحب جنوده من المسجد الأقصى، وحيّ الشيخ جراح، وإلا فقد أعذر من أنذر، أبو عبيدة ــ كتائب القسام ــ المتحدث العسكري". ولم يضف المستخدم إلى المنشور الأصلي إلا عبارة "أووه".
لكنّ "فيسبوك" الذي يصنف "القسام" "منظمة خطرة"، حذف المنشور بشكل سريع، وأعاده بعد شكوى المستخدم لمجلس المشرفين.
ولم يعرف بعد لماذا حكم اثنان من مراجعي المنشورات في "فيسبوك" على المنشور المذكور بأنه عنيف أو يحضّ على العنف ويخرق قواعد الموقع، مع العلم أنّ المراجعين لا يفترض بهم أن يسجلوا أسباب قراراتهم المتعلقة بالمحتوى.
وافق مجلس المشرفين على إعادة المنشور، بعدما تأكد من أنها كانت "إعادة نشر من موقع إخباري قانوني، يتعلّق بالاهتمامات الإخبارية العاجلة".
وكجزء من التحقيقات، سأل مجلس المشرفين "فيسبوك" إن كان قد تسلّم طلبات رسمية أو غير رسمية من إسرائيل بإزالة منشورات متعلقة بالمعارك في غزة.
وقال "فيسبوك" إنه لم يتلقّ أي طلبات رسمية من إسرائيل بهذا الخصوص، لكنه رفض التعليق على الجزء الآخر من السؤال المتعلق بالطلبات غير الرسمية.
وتضمنت التعليقات العامة على الموضوع اتهامات لـ"فيسبوك" بالتمييز، والتحيّز ضد المحتوى الذي ينشره الناشطون الفلسطينيون والمحتوى باللغة العربية خلال العدوان الأخير.
ووجدت مجموعة حقوقية فلسطينية على شبكة الإنترنت أنه خلال العدوان بين يومي 6 و19 مايو/أيار الماضي، أزال الموقع 500 منشور متعلق بقطاع غزة.
واعتذر نائب رئيس "فيسبوك" للشؤون الدولية نيك كليغ، لاحقاً، لرئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، عن تصنيف منشورات محرضة على العنف، بشكل خاطئ.