قامت بعض المواقع السورية بنشر صورة تجمع بين الممثلة السورية كاريس بشّار والممثلة اللبنانية سيرين عبد النور، ولكن تمّ شطب وجه عبد النور باللون الأحمر، في محاولة لإحداث فتنة بين جمهور الممثلتَيْن. ومنذ اللحظة الأولى لانتشار الصورة، سارع معظم المتابعين والصحافيين بنقد ما قامت به الصفحة، باعتباره ليس إساءة فقط إلى عبد النور وجمهورها، بل إساءة بالدرجة الأولى لبشّار نفسها. منذ حوالي عقد، والمواقف العنصرية بين الممثلين السوريين واللبنانيين تحدثُ بين الفينة والأخرى، خصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن هذه المحاولات في إشعال الفتن لم تنجح أبدًا، والسبب هو إصرار الممثلين السوريين على العمل مع شركات الإنتاج اللبنانية، التي تقوم بضمان وجودهم على خريطة المنافسة الدراميَّة.
ازدادت أهمية شركات الإنتاج اللبنانية بعد انهيار الإنتاج المحلي السوري وهجرة قسم كبير من الفنانين السوريين إلى الخارج. عبد النور ردّت على نشر الصورة قائلة: "السوريين بالقلب، وكاريس بشّار حبيبة قلبي". وبهذا أقفلت الباب أمام الردود السلبية والعداء، واستطاعت بذكاء أن تتفوق على مشاعر الاستفزاز.
قبل سنوات، تعرّضت الممثلة السورية سلافة معمار إلى هجوم على خلفيّة تصريح فسّر أنّه يقلل من شأن الممثلين والممثلات في لبنان. وقالت معمار إنّه يجب التفريق بين ممثل خريج المعهد العالي للفنون المسرحية (معهد التمثيل الأساسي في دمشق) وبين من يمتهن التمثيل من باب الموهبة فقط. وفسّر البعض كلام معمار بأنّه موجه بالدرجة الأولى إلى الممثلين اللبنانيين، رغم أنّها لم تشر إليهم بشكل مباشر، ولم توضّح معمار موقفها، وأبقته في حالة من الغموض.
وفي عام 2020، اتُّهمت الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم بتهميش متعمد لزملائها السوريين، عندما كتبت تغريدة تهنئ بها زملاءها في مصر والوطن العربي على أعمالهم الرمضانيّة. استفزّ هذا الكلام البعض، وكتبوا مطالبين نجيم بالاعتذار لأنها ذكرت مصر وتقصّدت عدم ذكر سورية. وأشار النقاد إلى أنّ أبرز أعمال نجيم، والتي شهدت انطلاقتها الفنية واتساع شهرتها، كانت مع ممثلين سوريين مثل تيم حسن وعابد فهد ومعتصم النهار.
نجيم لم ترد، لكن ومن خلال مقابلات أجرتها لاحقًا، أوضحت أن قناعتها في هذا الأمر تتركز على اقتناع الناس بنجومية الممثل. وخلصت إلى القول أنَّ التعاون الدرامي بين لبنان وسورية رفع من شأن وقيمة الدراما العربية وقيمة الفنانين الممثلين من مختلف الجنسيات، لتغلق الباب على المتربصين، وتؤكد أن الثنائية بين الممثل السوري والممثلة اللبنانية أثبتت مقدرتها على تخطي مرحلة الدراما المحلية، والوصول بالدراما العربية إلى الوطن العربي، وترجمة معظم المسلسلات التي شاركت بها إلى الإسبانية والتركية وغيرها من اللغات.
تبدو كل محاولات الفتنة بين الممثلين في لبنان وسورية فاشلة، والسبب هو فرض شركات الإنتاج نفسها على ممثلي وجمهور البلدين. ومحاولات التبادل أو المشاركة في أعمال تدخل اليوم في مرحلة النضوج لجهة القصة والسيناريوهات، تبرّر اجتماع الجنسيتين في مسلسل درامي واحد.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
