متحف الفن الإسلامي في قطر... عودة بحلة جديدة

30 اغسطس 2022
تنظّم صالات العرض وفقاً للمواضيع التاريخية والثقافية (متاحف قطر)
+ الخط -

أعلنت متاحف قطر اليوم الثلاثاء عن إعادة افتتاح متحف الفن الإسلامي في حلته الجديدة للجمهور، في 5 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بعد مشروع تحسين المرافق، وإعادة تصور وتركيب صالات عرض مجموعته الدائمة.

وسيعاد افتتاح المتحف بالتزامن مع توافد الزوار إلى الدوحة لحضور مباريات كأس العالم في قطر، حيث سيمنح المتحف ضيوفه تجربة تفاعلية وتعليمية سهلة الوصول.

ويندرج الحدث تحت مبادرة "قطر تُبدع"، الحركة الثقافية الوطنية التي تنشط على مدار العام، والتي ترعى الأنشطة الثقافية في قطر، وتروج لها، وتحتفي بتنوعها.

وأعلنت متاحف قطر أن المتحف قدم تصوراً لصالات العرض، التي تضم مجموعة المتحف، بحيث تقدم مساراً شاملاً للزوار، مع تطوير محتوى تفسيري موسع يضع الأعمال ذات الحيثية ضمن سياقها، وتوفير موارد جديدة منوعة وملائمة للأطفال، ما يجعل المتحف أكثر قرباً من العائلات والزائرين الصغار.

كذلك تنظّم صالات العرض وفقاً للمواضيع التاريخية والثقافية، والفترات الزمنية، والنطاقات الجغرافية، وستكشف عن تقاليد مهارة الصنعة الإسلامية.

وسيقدم متحف الفن الإسلامي قسماً جديداً عن الإسلام في جنوب شرق آسيا، مركّزاً على العلاقة بين الثقافات المختلفة من خلال المعارض التي تتناول تجارة السلع، وتبادل الأفكار عبر العالم الإسلامي وخارجه.

وفي السادس والعشرين من شهر أكتوبر/ تشرين الأول يقيم متحف الفن الإسلامي المعرض المؤقت "بغداد - قرة العين" ويستمر حتى 25 فبراير/ شباط 2023.

يسلط المعرض الضوء على إحدى أكثر المدن تأثيراً في العالم، ويحتفي بها، نظراً لتراثها كعاصمة للخلافة العباسية (750 – 1258 م)، وكذلك في القرن العشرين، حيث أصبحت المدينة من جديد مركزاً مزدهراً للفنون والثقافة والتجارة.

يضم "بغداد قرة العين" 160 قطعة، بما في ذلك الأعمال المستعارة من مكتبة الفاتيكان الرسولية، مدينة الفاتيكان، ومتحف اللوفر، باريس، ومتحف متروبوليتان للفنون، نيويورك، ومتحف الفنون الجميلة، بوسطن، ومتحف الفن الإسلامي، برلين، والقسم الشرقي، المكتبة الحكومية، برلين، ومكتبة ولاية بافاريا، ميونخ، ومجموعة ديفيد، كوبنهاغن، ومتحف بيناكي، أثينا، ومؤسسة بارجيل للفنون، الشارقة، ومجموعة ضياء العزاوي، لندن، والمكتبة البريطانية، لندن، ومكتبة تشيستر بيتي، دبلن.

ويقام المعرض بالتزامن مع آخر بعنوان "مدينة السراب: بغداد 1952-1982" في الطابق الرابع من متحف الفن الإسلامي، حيث يسلط الضوء على الأعمال المعمارية والتصاميم المعمارية لـِ 11 مهندساً معمارياً، بمن فيهم فرانك لويد رايت، ولو كوربوزييه، ووالتر غروبيوس، وجوزيب لويز سيرت، وألفار وأينو آلتو، وروبرت فنتوري (زميل المعهد الأميركي للمهندسين المعماريين).

إعادة تصور

تبدأ تجربة الزائر الجديدة من الطابق الأرضي بمقدمة تمهيدية عن المتحف نفسه، مع مساحة جديدة بالكامل مخصصة لتروي سيرة إنشاء متحف الفن الإسلامي، إذ تم تحويل المجلس السابق إلى معرض يوفر تجربة يتعرف الزوار من خلالها على المهندس "آي إم باي"، وتصميمه للمتحف، الذي يمثل معلماً لافتاً الآن.

بدورها تعد قاعة العرض الأولى في الطابق الثاني محطة تعريفية، تَبرُز فيها بعض من أعظم القطع الأثرية في متحف الفن الإسلامي، بما في ذلك القرآن الأزرق، ومزهرية الكافور، وقلادة فاراناسي، ومخطوطة رامايانا الخاصة بحميدة بانو بيغوم، وقماش فرانشيتي، ويقدم لمحة عامة عن المواضيع المقبلة، مع تسليط الضوء على مجموعة واسعة من المواد المستخدمة في الفن الإسلامي، عبر نطاق  جغرافي وزمني واسع.

أما الطابق الثالث فيأخذ الزوار عبر العالم الإسلامي من البحر الأبيض المتوسط ​​غرباً إلى المحيط الهندي شرقاً، مع التركيز على الفنون والمجتمعات بين القرنين الحادي عشر والتاسع عشر. 

المسار العائلي

ويعدّ "المسار العائلي"، الذي أُنشئ حديثاً، مكوناً رئيسياً في أعمال التجديد التي شهدتها صالة العرض، حيث يهدف إلى إشراك الزوار الصغار في المواضيع التي تتعلق بحياتهم وتجاربهم الخاصة. ويؤدي استخدام التقنيات الحديثة، والعروض التفاعلية، والتطبيقات متعددة الحواس، إلى زيادة إشراك الزوار والأطفال والكبار على حد سواء في جميع أنحاء المتحف.

إضافة إلى تجربة الزائر، واستكمالاً للعديد من القطع الأثرية المتاحة في العرض، يُطلع المتحف ضيوفه على صور وأفلام بقوالب هندسية معمارية متنوعة، ومواقع أثرية مختلفة من الشرق الأوسط، إضافة إلى تلاوات من القرآن الكريم وقراءات من الشعر العربي والفارسي، والموسيقى الأندلسية، والتعرف على روائح مختلفة للأعشاب والتوابل التي سافرت لمسافات طويلة عبر العالم الإسلامي، وعلى مواد وزخارف مختلفة كانت تُستخدم في الفنون على مدار الزمن.

المساهمون